تأمل الولايات المتحدة في تأمين الوصول إلى قواعد رئيسية لها في منطقة المحيطين الهادي والهندي؛ لتوفير مواقع استراتيجية يمكن من خلالها شن عمليات في حالة نشوب صراع في تايوان أو في بحر الصين الجنوبي.
وتأتي جولة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى كوريا الجنوبية وبعدها إلى الفلبين، في إطار جهد شامل لتوسيع تحالفات واشنطن وشراكاتها في المنطقة، بعد ما وصفه مسؤول دفاعي كبير بـ«الزيادة الحادة في السلوك المزعزع للاستقرار» من قبل الصين، بما في ذلك الدوريات والاعتراضات الجوية التي تنفذها في المنطقة، وكذلك دورياتها البحرية واعتراضها للسفن الأميركية والغربية، بما فيها دول في المنطقة حليفة للغرب. وأضاف المسؤول في تصريحات صحافية أن التهديدات من الصين تفاقمت بسبب الاستفزاز المتزايد من كوريا الشمالية، التي أجرت عددا غير مسبوق من تجارب الصواريخ الباليستية العام الماضي، ووعدت هذا العام بتوسيع نطاق برنامجها النووي.
وقال أوستن عن بيونغ يانغ خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي لي جونغ سوب: «معاً ندين هذه الأعمال الخطيرة التي تنتهك القانون الدولي، وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة». وأشار إلى أن إدارة جو بايدن زادت من استعدادها هنا من خلال «توسيع نطاق وحجم» التدريبات المشتركة مع القوات الكورية الجنوبية، بما في ذلك خطط العودة إلى التدريبات بالذخيرة الحية التي أوقفتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال أوستن إنه في العام الماضي «قمنا بنشر أصول بما في ذلك طائرات (إف - 22) و(إف - 35) ومجموعة حاملة الطائرات (رونالد ريغان)، ولدينا 28500 من الأفراد النظاميين في كوريا الجنوبية».
وعلى الرغم من ذلك تجنب أوستن الرد على تصريحات أدلى بها رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في وقت مبكر من هذا الشهر، بأن سيول قد تحتاج إلى أسلحة نووية خاصة بها، أو ستطالب بإعادة نشر الأسلحة النووية الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، في ضوء التهديد الكوري الشمالي المتزايد. ودون التعليق مباشرة على تصريحات رئيسه، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي إن سياسة «الردع الموسع» تعني أنه حتى لو استخدمت كوريا الشمالية قدراتها النووية، فإن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لديهما القدرة على ردع جهودها، وكذلك ردع الأسلحة النووية.
وسعت إدارة بايدن إلى رفض أي اقتراح بأن كوريا الجنوبية ستطور ترسانتها النووية، مؤكدة أن التزام الولايات المتحدة الدفاعي تجاه سيول أمر مقدس وكافٍ. وقال أوستن إن ذلك «يشمل النطاق الكامل للقدرات الدفاعية الأميركية، بما في ذلك قدراتنا الدفاعية التقليدية والنووية والصاروخية»، كما قال إن الالتزام «صارم، إنه ليس شعارا، إنه ما نحن بصدده».
ويستعد الجيش الأميركي لتأمين وصول موسع إلى القواعد الرئيسية في الفلبين، في أعقاب تجديد الاتفاقات التي عقدت مع اليابان أخيرا. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين وفلبينيين قولهم إن «تلك التطورات تعكس قلق الحلفاء من البيئة الأمنية المشحونة بشكل متزايد في المنطقة». وأضافت أن المفاوضات جارية، حيث من المتوقع صدور إعلان في وقت قريب هذا الأسبوع، عندما يلتقي الوزير أوستن في مانيلا بنظيره، ثم مع الرئيس فرديناند ماركوس جونيور. ويشمل التوسع في الوصول إلى القواعد العسكرية الفلبينية، على الأرجح، قاعدتين في جزيرة لوزون الشمالية. وقال محللون إنهما قد تمنحان القوات الأميركية موقعاً استراتيجياً، في حال اندلاع الصراعات في المنطقة.
أوستن في سيول: التزام صارم بالرد على تهديدات بيونغ يانغ النووية
أوستن في سيول: التزام صارم بالرد على تهديدات بيونغ يانغ النووية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة