«القاهرة للكتاب» يحتفي بمرور مائتي عام على إنشاء «المطابع الأميرية»

معجم عربي - إيطالي كان أول ما طُبع فيها في عهد محمد علي باشا

المطبعة من الداخل (هيئة المطابع الأميرية)
المطبعة من الداخل (هيئة المطابع الأميرية)
TT
20

«القاهرة للكتاب» يحتفي بمرور مائتي عام على إنشاء «المطابع الأميرية»

المطبعة من الداخل (هيئة المطابع الأميرية)
المطبعة من الداخل (هيئة المطابع الأميرية)

بمبناها الضخم ذي اللون الأصفر والأزرق السماوي المميز، المُطل على نهر النيل، تواصل المطبعة الأميرية المصرية العريقة عملها بعد مرور أكثر من قرنين على إنشائها في عهد محمد علي باشا، محاولة اللحاق بركب التطور التكنولوجي الفائق في مجالات الطباعة.
وارتبط اسم المطابع الأميرية في مصر منذ عقود طويلة بالدفاتر والسجلات الحكومية، والكتب المدرسية، لكن محمد موسى، مدير التسويق بهيئة المطابع الأميرية، يرى أن هذا الانطباع بات قديماً وفي حاجة إلى تحديث، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطابع تنفذ حالياً مطبوعات رقمية، ومواد دعائية متطورة، بالإضافة إلى طباعة كتب المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصرية، ومطبوعات مجلس الوزراء، والأزهر الشريف، والأوقاف، وهيئة الاستعلامات وغيرها»، موضحاً أن «المطابع سجلت حضورها في معرض الكتاب من خلال الكثير من الإصدارات المطبوعة بين أروقتها».
وحسب موسى، فإنه «تم نقل مقر المطبعة الأميرية من المقر القديم في بولاق، شرق النيل بالقاهرة، إلى الضفة الغربية من النيل في إمبابة بالجيزة في عام 1973».
ولفت إلى «أن عدد العاملين الحاليين بالمطابع يبلغ 2500 فرد».
ولدورها المؤثر في الحياة الثقافية والمهنية المصرية، احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 الحالية، بهذه المطابع وتاريخها العريق، تزامناً مع إطلاقها «أول منصة رقمية لتجميع ونشر الأبحاث والرسائل العلمية والمؤلفات الفقهية لشراح وأساتذة القانون في مصر والوطن العربي».
وأشارت الهيئة، في بيان لها، إلى أن «هذه المنصة ستكون منهلاً ومرجعاً للباحثين والدارسين في مصر وكل أنحاء الوطن العربي لتكون جامعة للفكر والتراث القانوني العربي وتبادل الخبرات في كل فروع القانون، وذلك تيسيراً على المشتغلين وتواكباً مع العصر الحديث وتفعيلاً لدور واستخدام التكنولوجيا الحديثة في خدمة القطاع القانوني بما يحقق العدالة الناجزة، ونشر الثقافة القانونية، مع حفظ كافة حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين».
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة أشرف إمام، في تصريحات صحافية، إنه «تم تزويد (المطابع الأميرية) بأحدث ماكينات الطباعة المتطورة، وتم استحداث أقسام جديدة تتناسب مع روح العصر، علاوة على توفير الكوادر الفنية المدربة تدريباً فنياً متكاملاً من كل الجوانب العلمية والنظرية لسد احتياجات الأسواق المصرية والعربية في مجال الطباعة».
وأضاف أن «الاحتفال بمرور 200 عام على إنشاء المطابع تأخر عامين بسبب (كورونا)»، مشيراً إلى أنه يجري تطوير متحف المطابع وإعادة تجهيزه على أعلى المستويات كخطوة تبرز قيمة من قيم حضارة مصر الحديثة ودليل ريادتها للتنوير والتعليم في أفريقيا والشرق الأوسط.
ويعود تاريخ إنشاء «المطبعة الأميرية» في بولاق لأكثر من مائتي عام؛ فقد أنشئت المطبعة في سبتمبر (أيلول) عام 1820، وافتتحت رسمياً في عهد محمد علي باشا عام 1821 بعد أن أوفد بعثة لدراسة الطباعة في مدينة ميلان الإيطالية، تحت اسم «مطبعة بولاق».
وكان أول كتاب طبع بها معجم عربي - إيطالي في ديسمبر (كانون الأول) 1822، وبعدها انتشرت المطابع في مصر والدول العربية، ثم تطورت بعد ذلك، حيث قامت بطبع الكتب الأدبية والعلمية والمدرسية.
وحملت المطبعة اسم «مطبعة بولاق» حتى عام 1862، عندما أهداها محمد سعيد باشا (1822 - 1863) إلى عبد الرحمن رشدي (1881 - 1939)، فتغير اسمها إلى «مطبعة عبد الرحمن رشدي ببولاق»، ثم عاد اسمها وتغير إلى «المطبعة السنية ببولاق» أو «مطبعة بولاق السنية» في عهد الخديوي إسماعيل (1830 - 1895)، وفي عهد الخديوي توفيق (1852 - 1892) تغير اسمها مرة ثانية ليصبح «مطبعة بولاق الأميرية»، ثم في عام 1903 تغير إلى «المطبعة الأميرية بولاق»، وفي عام 1905 أصبح اسمها «المطبعة الأميرية بالقاهرة».
ووفق متابعين، فإنه كان لمطبعة «بولاق» دور محوري في صياغة مشروع محمد علي وتحقيق أهدافه، خصوصاً مع صدور أول مطبوعاتها في ديسمبر (كانون الأول) 1822 بطرح «معجم إيطالي - عربي»، في مؤشر على توجه مشروع محمد علي بالانفتاح على الثقافة الغربية والاستزادة من مفرداتها وأدواتها.
ونظراً لأهميتها، باتت مقتنيات مطبعة بولاق التاريخية من الآلات والمعدات وإصداراتها التاريخية من كتب ومطبوعات، تمثل بمعرض دائم خاص داخل مكتبة الإسكندرية.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN - Water) السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه (6 - 5 - 1) ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، وذلك نظير التقدم الذي تحرزه البلاد في هذا المجال.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية لدراسة تجربة السعودية في نجاحها لتسريع تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في المملكة، التي افتتحها الدكتور عبد العزيز الشيباني، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، وجمعت في الرياض 40 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمي.

وعدّ الشيباني هذا الاختيار إشادة دولية بالتقدم الذي أحرزته السعودية في ذلك، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للمياه»، خصوصاً في مجال الإدارة المتكاملة لتلك الموارد.

وتعمل اللجنة الأممية على إعداد دراسة حالة نجاح السعودية لتوثيق تجربتها، ومشاركتها مع الدول الأخرى، للاستفادة من نهج المملكة في هذا الشأن، وتشجيع استمرار الجهود عالمياً لتحقيق الهدف السادس.

جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)
جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)

وأكد أن الورشة ناقشت النتائج الأولية والرسائل الرئيسة لدراسة الحالة التي تعدّها اللجنة حول السعودية، بما يمكن من استثمار حالات النجاح وممارساتها الرصينة لإدارة المياه، والاستفادة منها عالمياً، ما يسرع بتحقيق المستهدف السادس الذي بحسب المؤشر على المستوى العالمي يشهد تباطؤاً في الوصول لأهدافه بحلول 2030.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن دراسة حالة النجاح تعتمد نهجاً شاملاً يعكس الروابط بين مختلف القطاعات، مثل البيئة، والزراعة، والطاقة، والصحة، ما يساعد على تحديد الفرص وتعزيز التكامل بين هذه المجالات، خصوصاً في مجال خلق البيئة الممكنة لإدارة فاعلة للمياه، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص.

ويأتي اختيار الدول المشمولة بالدراسات بناءً على البيانات التي توفرها وكالات الأمم المتحدة المختصة، ويتم إطلاق تقارير دراسات الحالة خلال الحدث السنوي الخاص بالهدف السادس، ضمن المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي يُعقد في نيويورك خلال شهر يوليو (تموز) من كل عام.

يُشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية هي تنسيقية تابعة للأمم المتحدة، تضم 36 كياناً أممياً (أعضاء) و48 منظمة دولية أخرى (شركاء)، تعمل في مجالات المياه والصرف الصحي، وتهدف إلى ضمان استجابة منسقة وفعّالة للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.