تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

قال تقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الاتحاد الأوروبي يدرس الخيارات القانونية لتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني بوصفها منظمة إرهابية، في تحول كبير في السياسة من شأنه أن يخاطر بإنهاء أي آمال في إحياء الاتفاق النووي، الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الخطوة تأتي رداً على تزويد طهران روسيا بطائرات مسيَّرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وعلى حملة السلطات الإيرانية العنيفة على الاحتجاجات المحلية.
وأعربت باريس وبرلين عن دعمهما هذا الإجراء، خلال اجتماع لوزراء الخارجية، الأسبوع الماضي، وفق ما قاله 4 مسؤولين على دراية بالمناقشات، لـ«فاينانشيال تايمز».
وستقوم الدائرة القانونية بالاتحاد الأوروبي بصياغة رأي عواصم الكتلة، البالغ عددها 27 عاصمة، بشأن شرعية الإجراء في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «نعم، بعض الدول الأعضاء تدعم هذا الاقتراح. ونتوقع أن يوافق عليه الكثيرون».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد صنَّفت «الحرس الثوري» بصفتها منظمة إرهابية في عام 2019، في حين تجري المملكة المتحدة بالفعل مراجعتها الخاصة حول ما إذا كانت ستقوم بالخطوة نفسها.
ويُعدّ موقف كل من ألمانيا وفرنسا في هذا الشأن مهماً جداً؛ لأن البلدين شاركا في الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية.
وقال مسؤول فرنسي إن فرنسا مهتمة بإمكانية تصنيف بعض الأقسام الإقليمية للحرس على أنها كيانات إرهابية وليس المؤسسة بأكملها. ولم تردَّ وزارة الخارجية على طلب للتعليق.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية: «لا توجد عقبات سياسية فحسب، بل توجد أيضاً عقبات قانونية كبيرة» لتصنيف أي جماعة بوصفها منظمة إرهابية.
وازداد غضب الغرب من إيران مؤخراً بشكل كبير بسبب قيامها ببيع الأسلحة لروسيا وحملة القمع التي تمارسها ضد المحتجّين.
وقال بوريل إن هاتين المسألتين «بالتأكيد لهما تأثير سياسي» على سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إيران.
ولفت مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى أن تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية ستكون له عواقب كبيرة، مشيراً إلى أن «الاتفاق النووي لم يمت، لكنه تعطّل. وإذا قامت دول أخرى بإدراج «الحرس الثوري» في قائمة الإرهابيين، مثلما فعلت الولايات المتحدة فإن جهود إحياء الاتفاق النووي ستصل إلى طريق مسدود. وسيجعل الأمور أكثر صعوبة بكل تأكيد».
وتابع: «إذا كان النظام الإيراني بهذا السوء، فعلينا أن نحاول منعه من امتلاك قنبلة نووية، وأنا لا أعرف طريقة أخرى للقيام بذلك سوى إحياء الاتفاق النووي».
وتأسس «الحرس الثوري» الإيراني بعد فترة وجيزة من قيام ثورة 1979؛ بهدف حماية حكم رجال الدين، في ظل أزمة الثقة بين الحكام الجدد والجيش الإيراني الذي فقَد الكثير من عناصر بدعوى الانتماء إلى النظام السابق.
ويقدَّر قوام «الحرس الثوري» بنحو 125 ألفاً، ويضم قوات موازية لوحدات الجيش براً وجواً وبحراً. ويقود «الحرس» أيضاً ميليشيا الباسيج، وهي قوة شبه عسكرية مؤلفة من متطوعين يدينون بالولاء للمؤسسة الحاكمة التي اعتادت قمع أي احتجاجات مناهضة للحكومة. كما أن لديه جهازاً استخباراتياً متنفذاً موازياً لوزارة الاستخبارات.
ويسيطر «الحرس» على قطاعات واسعة من الاقتصاد والقوات المسلحة، فضلاً عن كونه مسؤولاً عن البرامج النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.
وازداد نفوذ «الحرس الثوري» السياسي في هيكل القوة المعقد في إيران منذ انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تشمل حكومته عشرات من قادة «الحرس الثوري».
وكانت قوات الباسيج، التابعة لـ«الحرس الثوري»، في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر (أيلول).


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن أوروبا تقترب أخيراً من الموقف الإسرائيلي بشأن إيران، بعدما أجرى مشاورات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل. وتأتي مشاورات وزير الخارجية الإسرائيلي في سياق جهود تل أبيب لدفع الاتحاد الأوروبي باتخاذ سياسة أكثر حزماً مع إيران، حسبما أورد موقع «إسرائيل أوف تايمز». وقال كوهين إنه ناقش مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات «الإرهابية»، بالإضافة إلى «محاولات إيرانية لاستهداف يهود وإسرائيليين على الأراضي الأوروبية». وذكر كوهين في حسابه على «تويتر» أنه بحث في لقائه مع ميتسول

الولايات المتحدة​ واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات استهدفت روسيا وإيران لقيامهما باحتجاز أميركيين رهائنَ، بهدف ممارسة الضغط السياسي أو الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة. طالت العقوبات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) لكونه المسؤول بشكل مباشر وغير مباشر في الاحتجاز غير المشروع لمواطنين أميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

أقرَّت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، حزمة جديدة من العقوبات المنسقة على طهران، في إطار القيود التي استهدفتها خلال الشهور الستة الأخيرة، على خلفية قمع الحراك الاحتجاجي الذي عصف بالبلاد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إنَّها عاقبت أربعة من قادة «الحرس الثوري» والشرطة الإيرانية لدورهم في قمع الاحتجاجات. وشملت القيود الأميركية شركة مختصة بحجب مواقع الأخبار وشبكات التواصل، والتجسس على المعارضين في الخارج. وبدوره، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ثمانية إيرانيين، بينهم نائبان في البرلمان، وضابط برتبة رائد في «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

في خطوة منسقة، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فرض حزمة سابعة من العقوبات على مسؤولين وكيانات إيرانية، بينهم عناصر من «الحرس الثوري»، في إطار قيود جديدة على طهران فرضتها القوى الغربية ضد قمع الحركة الاحتجاجية في إيران. قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة استهدفت 4 من قادة «الحرس الثوري» الإيراني والشرطة على خلفية قمع الاحتجاجات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.