بريطانيا: سوناك يقيل الزهاوي من رئاسة «المحافظين»

بسبب «خرق خطير» في ملفه الضريبي

الزهاوي خارج المقر الرئيسي لحزب المحافظين بلندن في 23 يناير الحالي (رويترز)
الزهاوي خارج المقر الرئيسي لحزب المحافظين بلندن في 23 يناير الحالي (رويترز)
TT

بريطانيا: سوناك يقيل الزهاوي من رئاسة «المحافظين»

الزهاوي خارج المقر الرئيسي لحزب المحافظين بلندن في 23 يناير الحالي (رويترز)
الزهاوي خارج المقر الرئيسي لحزب المحافظين بلندن في 23 يناير الحالي (رويترز)

أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الوزير بلا حقيبة ناظم الزهاوي، الذي يرأس «حزب المحافظين»؛ وذلك بسبب انتهاك للقانون الوزاري، خلال تسوية نزاعاته الضريبية، وفق ما أعلنه «داونينغ ستريت»، أمس الأحد.
وقال رئيس الحكومة، في رسالة، إنه بناء على تحقيق مستقل «من الواضح أنه كان هناك انتهاك للقانون الوزاري... بناء على ذلك، أُعلمكم بقراري إقالتكم من مهامّكم في حكومة صاحب الجلالة».
وأسّس الزهاوي موقع «يوغوف» المتخصص في مجال استطلاعات الآراء عبر الإنترنت عام 2000، وهو الموقع الذي تحوَّل إلى شركة حكومية في 2005، كما كان مديراً للشركة المشغّلة لموقع التصويت حتى 2010 في الوقت الذي انتُخب فيها عضواً بمجلس العموم، وفق «بي بي سي».
وفي تعديل شهدته حكومة تريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، دخل الزهاوي التشكيل الجديد وزيراً للطفل.
وفي عهد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، تولّى الزهاوي وزارة الأعمال في 2020، ثم عُهد إليه برئاسة «برنامج لقاح كوفيد-19».
وفي الخامس من يوليو (تموز) 2022، تولّى الزهاوي حقيبة المالية، بعد استقالة سوناك من هذا المنصب، ثم دخل في تسوية ضريبية بملايين الجنيهات مع إدارة الضرائب، وألزمته الإدارة بدفع غرامة.
وفي 25 أكتوبر (تشرين الثاني)، عُيّن الزهاوي في منصب رئيس حزب المحافظين، وهو منصب يجعله عضواً في مجلس الوزراء.

واعتبرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه بإقالة ناظم الزهاوي، بدلاً من مطالبته بالاستقالة، يسعى سوناك إلى تثبيت سلطته، بعدما تعهّد باعتماد «النزاهة» والمهنية والمسؤولية لدى وصوله إلى «داونينغ ستريت».
وكان رئيس الوزراء قد كلّف مستشاره للأخلاقيات الحكومية بالتحقيق فيما إذا كان الزهاوي قد انتهك القانون الوزاري فيما يتعلق بملايين الجنيهات الإسترلينية، التي كان عليه دفعها في إطار تسوية نزاع مع سلطات الضرائب.
وقام الزهاوي بسداد دَينه الضريبي، إضافة إلى الغرامات، العام الماضي خلال فترة عمله القصيرة بوزارة المالية في حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.
وتوصّل مستشار الأخلاقيات لوري ماغنوس إلى أن ناظم الزهاوي كان يجب أن يعلن عن التحقيق الضريبي الذي كان يستهدفه، كما كان عليه أن يقوم بتحديث الإقرارات الضريبية الخاصة به بمجرّد تسوية نزاعه مع السلطات الضريبية.
وعلى وجه التحديد، وجد التحقيق أن الزهاوي فشل في إعلان أن إدارة الموارد البشرية كانت تحقق في ضرائبه على أنها تضارب في المصالح عندما أصبح مستشاراً.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ماغنوس، في خطاب لسوناك: «أعتبر أن هذا التأخير في تصحيح بيان عام غير صحيح، لا يتماشى مع متطلبات الشفافية». وأضاف أن الزهاوي أولى «اهتماماً غير كاف» بضرورة أن يكون «قائداً صادقاً وصريحاً وقدوةً بسلوكه... لم يَرْق سلوك السيد الزهاوي بصفته وزيراً إلى المعايير العليا التي يحقّ لك بصفتك رئيساً للوزراء توقعها ممن يخدمون في حكومتك».
وقال الزهاوي، في رد على إقالته، إن سلطات الضرائب البريطانية خلصت إلى أنه كان «غير مكترث» في إعلاناته، لكنه لم يقصد ارتكاب خطأ أو دفع ضرائب أقل. وقال لسوناك إنه يتوقع «دعمه الكامل».
ويتعلّق النزاع ببيع ناظم الزهاوي أسهماً في «يوغوف» الذي كان قد أسّسه في عام 2000، تُقدَّر قيمتها بحوالى 27 مليون جنيه إسترليني (30 مليون يورو)، تملكها شركة «بالشور» الاستثمارية المسجّلة في جبل طارق، والمرتبطة بعائلة الزهاوي.
بعد 13 عاماً في السلطة، طال حزبَ المحافظين عدد من الفضائح المرتبطة بقضايا تضارب مصالح، خصوصاً في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثار اتهامات بالفساد من جانب المعارضة العمالية التي تتقدّم بشكل كبير في استطلاعات الرأي.
وتقول أحزاب المعارضة إن سوناك استغرق وقتاً طويلاً لإقالة الزهاوي، بينما قال حزب العمل إن الحكومة «غارقة في الفوضى».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.