مهرجان البستان يتحدّى الأزمات بموسيقى «إيقاعات السلام»

في نسخته الـ29 تمتد نشاطاته إلى مدينتي صيدا وصور

مغنية الأوبرا هيلينا ستيكينا   -    الفنان جورج خباز   -    ينطلق المهرجان في 23 فبراير لغاية 19 مارس
مغنية الأوبرا هيلينا ستيكينا - الفنان جورج خباز - ينطلق المهرجان في 23 فبراير لغاية 19 مارس
TT

مهرجان البستان يتحدّى الأزمات بموسيقى «إيقاعات السلام»

مغنية الأوبرا هيلينا ستيكينا   -    الفنان جورج خباز   -    ينطلق المهرجان في 23 فبراير لغاية 19 مارس
مغنية الأوبرا هيلينا ستيكينا - الفنان جورج خباز - ينطلق المهرجان في 23 فبراير لغاية 19 مارس

في العام الماضي، وكي يتاح حضور حفلات مهرجان البستان الدولي، قرر القيمون عليه توحيد أسعار بطاقاته ليكون 350 ألف ليرة. فهم رغبوا أن تكون التكلفة التي يتكبدها هواة الموسيقى مقبولة عند غالبية الشرائح الاجتماعية.
هذه السنة وتحت عنوان «إيقاعات السلام» تتبع إدارة المهرجان أسلوب «أنت ما تيجي نحنا نيجي لعندك». فمن هذا المنطلق وسّعت دائرة انتشارها، لتشمل إضافة إلى كنيستين في بيروت، مواقع أخرى في صيدا وصور. كما تنظم حفلات مجانية مرفقة مع ورش عمل، إحداها مع السوبرانو الكندية اللبنانية الأصل جويس الخوري، وتجري مع مواهب لبنانية على المستوى المطلوب في الغناء. وبعيد ورشة العمل يجري اختيار 5 من بينهم لإحياء حفل غنائي خاص بهم من ضمن نشاطات المهرجان.
ويفتتح المهرجان في 23 فبراير (شباط) المقبل ويستمر لغاية 19 مارس (آذار).
وتستهل أولى حفلاته بحفل لعازفة الكمان الأميركية من أصل صيني أيللي سو، ترافقها أوركسترا من إيطاليا بقيادة جيانا فراتا قائدتها. أما حفل الختام فيحمل عنوان «موسيقى من أجل السلام» تعزفها أوركسترا موسيقيي أوروبا الشباب.
وفي مؤتمر صحافي عقدته نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود، أكدت بأن المقصود من العنوان الذي أطلق على المهرجان العام الحالي، هو «الرد بالموسيقى على إيقاعات الأزمات التي نعيشها». وأكدت أن الموسيقى «هي اللغة العالمية الأقوى للحياة التي تأخذنا إلى إيقاعات السلام»، مشيرة إلى أن اللبنانيين يرفضون العيش على إيقاعات الانهيار والإحباط واليأس والقهر والفقر والجوع، وأنهم يصرون على المقاومة بالموسيقى والثقافة والإبداع.
وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما أخذ مهرجان البستان الدولي منذ تأسيسه في عام 1994 من قبل والدتي ميرنا البستاني نشر الموسيقى في المناطق اللبنانية. وهذه السنة نعود إلى هذا التقليد المتبع ضمن برنامجنا لنجول في مناطق بيروت وصيدا وصور».
وتشير لورا لحود إلى أن أسعار بطاقات العام الحالي تتراوح بين 15 و40 دولاراً لتناسب مختلف الشرائح الاجتماعية المهتمة بالموسيقى.
يتضمن المهرجان 19 حفلة موسيقية تتنوع بين الكلاسيكية والجاز والموسيقى اللبنانية والأوبرا وغيرها. وتقام أكثريتها في فندق البستان، وتقام حفلتان في كنيسة مار يوسف في بيروت، وحفلة في كنيسة مار إلياس قنطاري. ويستضيف خان صاصي في صيدا حفلة بعنوان «جازيات»، فيما يقام في المركز الثقافي في صور حفل خاص بقوات حفظ السلام في جنوب لبنان. ومن الفنانين الضيوف المشاركين في المهرجان، عازفة البيانو الأوكرانية فالنتينا ليزيتسا، والبريطانية نتالي كلين على التشيلو، وعازف الكمان الفرنسي رينو كابيسون يرافقه فيولين ديسبيرو والثلاثي الموسيقي «زيليها».
وفي أمسية خاصة بفن الأوبرا تطل هيلينا ستيكينا لتحيي حفلاً مميزاً في الأول من مارس (آذار) في فندق البستان. أما عازف البيانو الروسي الشاب (21 عاماً) ألكسندر مالوفيف فيقدم حفلاً موسيقياً في 2 مارس في المكان نفسه.
ومن الحفلات التي ينتظرها اللبنانيون «جايي الأيام» التي ينظمها ويحييها الفنان جورج خباز. وتوضح لورا لحود: «سيقام هذا البرنامج الفني على مدى يومين متتاليين في 4 و5 مارس. ويرافق خباز عدد من الفنانين، بينهم المغنية لينا فرح، والموزع الموسيقي لوكاس صقر. وسيستمع الحضور بمشاهدة عرض فني جميل يتخلله أداء أغاني معروفة كـ«كبرت البنوت»، و«جايي الأيام»، و«شتت الدني»، و«سالتنا الحروف» وغيرها.
وعن وسائل المواصلات في المهرجان تشير لورا لحود إلى أن تنظيم رحلات بالباص يقتصر على الحفلات التي ستقام في صيدا. وتعلق: «في العام الماضي لم نلحظ إقبالاً كبيراً على الباصات المخصصة لنقل الركاب إلى أماكن الحفلات. ولذلك اتبعنا هذه السنة التنقل بالباص بالتعاون مع (ألو تاكسي) إلى حفل صيدا. وسيحصل الناس الذين يستخدمون التطبيق الإلكتروني لهذه الشركة على حسم 30 في المائة. ولكن الوسيلة ستقتصر على من يهمهم الأمر وتحت الطلب».
وبالنسبة للحفل في خان صاصي في صيدا، فقد أعد ليتناسب مع أجواء هذه المدينة العريقة. ويحييه عازف الناي الفلسطيني فارس إسحق مع الرباعي «خام». ويحمل أجمل نفحات الجاز الشرقي، بما يتناغم مع اختيار المكان لاستضافة الحفل. فالخان المذكور يتزين بهندسة معمارية تراثية قديمة تتألف من صالة عقد، وكانت في الماضي بمثابة مخزن للمونة واسطبلاً للخيول.
أما العازف اللبناني الشهير عبد الرحمن الباشا فيطل في 16 مارس، ضمن حفل يعزف فيه على البيانو أشهر مقطوعاته الموسيقية. وتشاركه فيه عازفة التشيللو الفرنسية الأرمنية أستريغ سيرانوسيان.
ومن البرامج التي يتضمنها «مهرجان البستان الدولي» كعادته في كل سنة حفلات فنية تقام سيراً على الأقدام في أحد شوارع منطقة عين المريسة البيروتية. وكذلك واحدة خاصة في مستشفى الجامعة الأميركية مهداة للأطباء فيها ومرضى السرطان.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.