«الانقلاب على القضاء» يهدد حتى صناعات الأسلحة الإسرائيلية

وسط ضغوط أميركية وأوروبية متصاعدة

متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء السبت الماضي في تل أبيب (رويترز)
متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء السبت الماضي في تل أبيب (رويترز)
TT
20

«الانقلاب على القضاء» يهدد حتى صناعات الأسلحة الإسرائيلية

متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء السبت الماضي في تل أبيب (رويترز)
متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء السبت الماضي في تل أبيب (رويترز)

في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضغوطاً متصاعدة على حكومة إسرائيل؛ لتوقف مشروعها لتضييق صلاحيات الجهاز القضائي، ومع استمرار المظاهرات الجماهيرية ضدها، أعلن مسؤولون في أجهزة الأمن في تل أبيب عن تخوفهم من أن يؤثر هذا المشروع على الصادرات الأمنية وإنتاج الأسلحة.
وقالت مصادر عسكرية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «معريب» (الجمعة)، إن خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء ستلحق ضرراً بالعلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وإن أي تراجع في هذه العلاقات سيؤدي إلى تراجع في مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لدول كثيرة في العالم؛ لأن «أصدقاءنا في العالم، وخاصة الأميركيين، سيعتبرون أن الانقلاب القضائي استهداف للديمقراطية الإسرائيلية».
وقال المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إن «اتفاقيات إبراهيم» والحرب في أوكرانيا، وكذلك التقارب بين روسيا وإيران، تعتبر «فرصة استراتيجية سياسية واقتصادية غير مألوفة بقوتها بالنسبة لإسرائيل في جميع المستويات. فألمانيا واليابان والعديد من دول العالم غيّرت سلّم أولوياتها بعد الحرب في أوكرانيا، وتحاول شراء كميات ونوعيات أسلحة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. وأجهزة الأمن الإسرائيلية تنظر إلى هذا التطور على أنه فرصة ذهبية يحظر إهدارها من أجل تعزيز مكانة إسرائيل في العالم». إلا أن الهجمة على أركان الديمقراطية الإسرائيلية، إلى جانب تدهور الأوضاع الأمنية في الحلبة الفلسطينية، تجعل دول العالم مترددة في استمرار العلاقات مع إسرائيل في ظل سياسة الحكومة الجديدة، ما يشكل نقطة ضعف من شأنها إفساد التطورات الإيجابية.
وكانت الصادرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية؛ من أسلحة ومنظمات دفاعية جوية ووسائل تكنولوجية وقدرات تجسس، قد سجلت رقماً قياسياً في عام 2021؛ إذ بلغ حجمها 11 مليار دولار، قياساً بـ8.5 مليار دولار في العام الذي سبقه. ويتوقع أن ترتفع هذه الصادرات بشكل ملموس في عام 2022.
ونقلت الصحيفة عن مدير الاستشارة الأمنية في الشرق الأوسط في شركة الاستشارات الاستراتيجية الدولية «بروست أند ساليفان» آفي كالو، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قوله إن «الخطر في هذه الحالة يتجاوز الموضوع المالي والربح الاقتصادي. فالصناعات الأمنية الإسرائيلية موجودة في زخم غير مسبوق. وإلى جانب ذلك، تخوض وزارة الدفاع دبلوماسية أمنية فريدة من نوعها، تسمح بتوغل الصناعات الأمنية إلى أسواق لم تكن تعرفها في الماضي، والاستقرار في أسواق معروفة. وهذا كله يُنشئ إمكانيات لتعاون عملياتي وإرشادي مع الجيش الإسرائيلي، ويضع أساساً لتعاون استخباراتي وعملياتي. وهذا يعني أنه عدا عن الربح الاقتصادي، مبيعات الأسلحة هي أداة أخرى في الدبلوماسية الإسرائيلية، ووسيلة لتحقيق مصالح أمنية، ومن ضمن ذلك المعركة ضد إيران».
وكانت مصادر سياسية في تل أبيب قد أكدت أن نتنياهو يتعرض لضغوط أميركية وأوروبية شديدة بسبب الانقلاب القضائي. ومع أن الولايات المتحدة لا تعترف بأنها تتدخل في هذا الموضوع، فإن هذه المصادر قالت إن المسؤولين الأميركيين الكثيرين الذين هرعوا إلى إسرائيل في الأسبوعين الأخيرين، أبدوا اهتماماً بهذه الخطة أكثر من اهتمامهم بالتدهور في الوضع الفلسطيني. وقالت إنهم خرجوا منزعجين لأن نتنياهو أوحى لهم بأنه لا ينوي التراجع. وقالت إن «من المرجح أن تنتقد دول الغرب هذه الخطة علناً في الفترة القريبة، لكن احتمال أن تؤدي الخطة القضائية وحدها إلى فرض عقوبات أو خطوات ملموسة تزج الحكومة في الزاوية لا يبدو أنه مرتفع الآن. ولن يكون من تهديد ناجع إلا إذا ترافق مع إجراءات عقابية غير مباشرة، كأن يوعز مسؤولون للشركات بعدم العمل في إسرائيل، وأن ينقل رجال أعمال أعمالهم من إسرائيل، وأن تسحب صناديق استثمار أموالها من مشاريع إسرائيلية والتسبب بضرر متراكم يلحق ضرراً بالحكومة. وبالإمكان الافتراض أن نتنياهو يدرك ذلك جيداً».
يذكر أن الغرب ينظر إلى تصاعد حملة الاحتجاج في إسرائيل نفسها ضد الحكومة بوصفها أملاً في ثني نتنياهو عنها. ويخطط منظمو المظاهرات أن يرتفع عدد المتظاهرين إلى ربع مليون شخص في مظاهرات السبت (بدأت بثلاثين ألفاً ثم ثمانين ألفاً في الأسبوع الثاني، و130 ألفاً في الأسبوع الأخير).


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

البيت الأبيض يجدد تحذير ترمب لإيران

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT
20

البيت الأبيض يجدد تحذير ترمب لإيران

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

رد البيت الأبيض، السبت، على رفض إيران دعوة الرئيس دونالد ترمب للتفاوض على اتفاق نووي، وأعاد تأكيد ترمب على أنه يمكن التعامل مع طهران إما عسكرياً وإما من خلال إبرام صفقة.

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، براين هيوز، في بيان: «نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب».

وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات.