بايدن يختار مليونيراً لإدارة موظفي البيت الأبيض

جيف زينتس ثروته تتخطى 400 مليون دولار من شركات رعاية صحية متهمة بالاحتيال

جيف زينتس (أ.ب)
جيف زينتس (أ.ب)
TT

بايدن يختار مليونيراً لإدارة موظفي البيت الأبيض

جيف زينتس (أ.ب)
جيف زينتس (أ.ب)

أكد الرئيس بايدن، الجمعة، أن رون كلاين رئيس طاقم الموظفين بالبيت الأبيض، سيتنحى عن منصبه، ويحل محله جيف زينتس الأسبوع المقبل، بعد خطاب الاتحاد الذي يلقيه بايدن في السابع من فبراير (شباط).
وجاء الإعلان رسمياً بعد تسريبات الأسبوع الماضي، عن تنحي كلاين المساعد الأقرب لبايدن، منذ كان بايدن سيناتوراً بمجلس الشيوخ. ويطلق على كلاين لقب العقل المدبر في البيت الأبيض الذي كان له دور مهم في دفع قضايا مكافحة «كوفيد - 19» وقوانين المناخ وقضايا اقتصادية أخرى. وقد أمضى عامين في المنصب.
وقال بايدن في بيان: «الأسبوع المقبل، سيستضيف البيت الأبيض حدثاً انتقالياً رسمياً لشكر رون كلاين على عمله الدؤوب والترحيب رسمياً بعودة جيف زينتس إلى البيت الأبيض في هذا المنصب».
وسيصبح جيف زينتس ثاني رئيس لموظفي البيت الأبيض، وهو مليونير ثري يملك أكثر من 400 مليون دولار، وقد جمع ثروته من الاستثمار في شركات رعاية صحية واجهت بعض الاتهامات باحتيال.
كان زينتس قد شغل منصب الرئيس المشارك في إدارة الفترة الانتقالية لبايدن بعد انتخابه عام 2020، وقام بأدوار في السياسة المالية والاستراتيجية في إدارة الرئيس باراك أوباما، وفي إدارة بايدن، وشغل منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني والمدير بالنيابة لمكتب الإدارة والميزانية في إدارة بايدن، وساعد في إنشاء وإصلاح موقع «healthcare» الإلكتروني بعد تفشي وباء «كوفيد - 19»، وتولى في تلك الفترة، مهمة التنسيق لمكافحة الوباء، ومهام توفير اللقاحات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقد كون زينتس ثروة طائلة من عملة كرئيس مجلس إدارة لمجلس استشاري يعمل في مجال تقديم الاستشارات في التعليم والرعاية الصحية، وكان شريكاً بشركة «portfolio logic»، وهي شركة استثمارية، كما يشغل منصب عضو مجلس إدارة في شركة «فيسبوك».
ويعد منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، موقعاً مهماً وحساساً، فالقائم به سيدير العمليات اليومية للبيت الأبيض ويشرف على تنفيذ سياسات الرئيس. ويعد القائم بهذا العمل حلقة الوصل بين البيت الأبيض والوزراء والمشرعين أحياناً. وتواجه إدارة بايدن خلال العامين المقبلين، تحديات كثيرة مع الكونغرس بأغلبية جمهورية في مجلس النواب وقضايا حساسة، مثل قانون الحد من التضخم وقانون الاستثمار في البنية التحتية وقانون الوظائف وتمرير رفع سقف الدين، وغيرها من القوانين التي تعد ساحة مواجهة بين الحزبين.
ووصف بعض التقدميين تعيين زينتس بأنه «قرار كارثي»، وقال جيف هاوزر، المدير التنفيذي لبرنامج «الباب الدوار» (مشروع تابع لمركز البحوث الاقتصادية والسياسية مهمته فحص المعينين من قبل السلطة التنفيذية للتأكد من عدم استخدام الوظيفة العامة لتحقيق مصلحة خاصة أو التربح منها): «يشعر الأميركيون بالفزع من حالات التربح في مجال الرعاية الصحية، لقد أصبح جيف زينتس ثرياً بشكل مذهل من خلال التربح في مجال الرعاية الصحية، وهناك قلق من حالات الاحتكار وانتهاك قوانين الخصوصية في شركات التواصل الاجتماعي، ومنها (فيسبوك)، الذي يشغل زينتس مقعداً في مجلس إدارته».
ويعد زينتس أغنى موظف حكومي يعمل في إدارة بايدن خلال الفترة التي أمضاها في منصب منسق مكافحة وباء «كوفيد - 19»، حيث بلغت أصوله الخاصة 89.3 مليون دولار، ووصلت ثروته إلى 442.8 مليون دولار.
ولا يبدو أن البيت الأبيض لديه قلق حول ماضي زينتس وشركاته وعلاقاته المتشابكة، وقد تم الترحيب بتعيينه رئيس طاقم الموظفين، باعتباره خبيراً قادراً على حل المشاكل المعقدة. ويعتقد حلفاء البيت الأبيض أنه سيكون مصدر قوة مع تحول الانتباه إلى تنفيذ القوانين التي تم تمريرها خلال العامين الأولين من ولاية بايدن.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد أن يعتمد على زينتس في إدارة الحكومة، بينما يركز المستشارون الآخرون على سياسات الحملة الانتخابية للفوز بولاية ثانية.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نظريات المؤامرة عن اغتيال «جي إف كي» تعود إلى الواجهة مع روبرت كينيدي جونيور

روبرت كينيدي جونيور بين حراسه الشخصيين في نيويورك (أ.ف.ب)
روبرت كينيدي جونيور بين حراسه الشخصيين في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

نظريات المؤامرة عن اغتيال «جي إف كي» تعود إلى الواجهة مع روبرت كينيدي جونيور

روبرت كينيدي جونيور بين حراسه الشخصيين في نيويورك (أ.ف.ب)
روبرت كينيدي جونيور بين حراسه الشخصيين في نيويورك (أ.ف.ب)

بعد أكثر من 60 عاماً لا تزال عملية اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون فيتز جيرالد كينيدي تغذّي نظريات المؤامرة. وقد يؤدي وصول ابن شقيقه روبرت كينيدي جونيور إلى منصب وزير الصحة في إدارة دونالد ترمب دوراً في جعلها أكثر انتشاراً، خصوصاً ضمن أروقة البيت الأبيض.

وبعدما كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، دعم روبرت كينيدي جونيور الملياردير الجمهوري ترمب في الأشهر الأخيرة من الحملة.

وكوفئ هذا المحامي السابق في مجال البيئة والذي سبق أن نشر نظريات مؤامرة مناهضة للقاحات، بالحصول على منصب وزير الصحة، الأمر الذي ما زال يحتاج إلى مصادقة مجلس الشيوخ.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ روبرت كينيدي جونيور يمارس ضغوطاً على فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب كي تتولى زوجة ابنه أماريليس فوكس، منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

ويتمثّل هدف ذلك في الحصول على دليل على اعتقاده الراسخ بأنّ الـ«سي آي إيه» أدت دوراً في اغتيال عمّه في العام 1963.

وفي مقابلة عام 2023، أكد روبرت كينيدي جونيور أنّ هناك «أدلّة دامغة على تورّط وكالة الاستخبارات المركزية» في اغتيال جون كينيدي، وهي حقيقة «لا مجال للشك فيها الآن»، على حدّ تعبيره.

كذلك، أكد أنّ هناك مؤشرات «قوية للغاية» على تورّط الوكالة في اغتيال والده روبرت في العام 1968، وهو الذي كان وزيراً في عهد جون كينيدي ومرشحاً رئاسياً بارزاً عند مقتله.

غير أنّ مواقفه بشأن اغتيال الرئيس الديمقراطي بعيدة كل البعد عن الاستنتاجات الرسمية. فبعد أشهر من اغتياله، توصّلت لجنة وارن التي أجرت تحقيقات إلى أنّ لي هارفي أوزوالد وهو قنّاص سابق في قوات مشاة البحرية، كان قد تصرّف بمفرده.

روبرت كينيدي جونيور ودونالد ترمب في دولوث بولاية جورجيا (أ.ف.ب)

* الرجل المنبوذ

صار روبرت كينيدي جونيور منبوذاً تقريباً ضمن عائلة كينيدي التي ندّدت بترشّحه للانتخابات الرئاسية، ثمّ بدعمه دونالد ترمب.

واتهمه جاك سكلوسبيرغ الحفيد الوحيد لجون كينيدي، عبر منصة «إكس» هذا الأسبوع، بأنّه «حتماً جاسوس روسي».

ولم يشكّل كونه من أنصار نظريات المؤامرة عائقاً بالنسبة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب الذي رحّب به في إدارته الجديدة.

ومنذ فوز ترمب في الخامس من نوفمبر، التُقطت صور للرجلين في الطائرة الخاصة للملياردير الجمهوري، إضافة إلى إيلون ماسك. كذلك، كان مع الرئيس المنتخب الخميس عندما قرع جرس افتتاح بورصة نيويورك.

وفي مقابلة نشرتها مجلّة «تايم» في اليوم ذاته، أكد ترمب أنّه سيجري «نقاشاً كبيراً» مع روبرت كينيدي، وذلك رداً على سؤال عمّا إذا كان سيدعم إنهاء برامج تلقيح الأطفال في الولايات المتحدة، بناء على رغبة وزير الصحة المستقبلي.

وقال ترمب «سأستمع إلى بوبي الذي أتفق معه بشكل جيد للغاية».

وكان ترمب قد كرر في نوفمبر وعده الانتخابي بكشف آخر الملفّات المصنّفة «سرية للغاية» في الأرشيف الوطني بشأن اغتيال جون كينيدي.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإنّ الرئيس المنتخب يفكّر في تعيين أماريليس فوكس نائبة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ فوكس التقت في واشنطن هذا الأسبوع جون راتكليف مرشح الرئيس الجمهوري المستقبلي لإدارة وكالة الاستخبارات.

وبغض النظر عن مواقف والد زوجها، فإنّ تعيين هذه المؤلّفة البالغة 44 عاماً لن يكون بمنأى عن الجدل. ففي العام 2019، نشرت مذكراتها التي تصف فيها نشاطها كعميلة لوكالة الاستخبارات المركزية، ومن دون أن تطلب إذناً مسبقاً من الوكالة للقيام بذلك، مما شكّل انتهاكاً للاتفاق السري الذي يوقعه جميع العملاء.

وفي مواجهة معارضة ترشيحها من جانب عدد من المسؤولين المنتخبين ومسؤولي الاستخبارات الأميركية، ردّت فوكس الخميس بالقول: «فرد من عائلة كينيدي في وكالة الاستخبارات المركزية: إنهم قلقون». وأضافت عبر منصة «إكس» أنّ «هؤلاء المسؤولين القلقين أشرفوا على أكبر تدهور في قدراتنا الاستخبارية البشرية في تاريخ الاستخبارات المركزية»، من دون أن تتردّد في وصف نفسها بأنّها «موالية» لدونالد ترمب.