النفط يقفز مع تحسن «آفاق الإمدادات»

الأعين على اجتماع {أوبك بلس}

إضراب في إحدى المنشآت النفطية في جنوب فرنسا يعطل العمل في مصفاة كبرى (رويترز)
إضراب في إحدى المنشآت النفطية في جنوب فرنسا يعطل العمل في مصفاة كبرى (رويترز)
TT

النفط يقفز مع تحسن «آفاق الإمدادات»

إضراب في إحدى المنشآت النفطية في جنوب فرنسا يعطل العمل في مصفاة كبرى (رويترز)
إضراب في إحدى المنشآت النفطية في جنوب فرنسا يعطل العمل في مصفاة كبرى (رويترز)

قفزت أسعار النفط يوم الخميس بعد بيانات اقتصادية أميركية مطمئنة مع زيادة أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، بينما يترقب المستثمرون المزيد من الوضوح بشأن الإمدادات، بما في ذلك اجتماع تحالف {أوبك بلس} وحظر الاتحاد الأوروبي الوشيك على المنتجات المكررة الروسية.
وبحلول الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.78 دولار أو 2.07 في المائة إلى 87.90 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.84 دولار أو 2.30 في المائة، لتصل إلى 81.99 دولار للبرميل.
وقال محللون في سيتي غروب في مذكرة يوم الخميس إن «السوق تنتظر المزيد من الوضوح بشأن الحظر الأوروبي المرتقب على المنتجات الروسية المكررة وما يليه من تعديل في التدفقات، بينما يتوجه مندوبو (أوبك بلس) إلى اجتماعهم المقبل».
وأضاف المحللون أن «الحظر القادم من الاتحاد الأوروبي على المنتجات الروسية المكررة يظل مصدراً كبيراً للقلق بالنسبة للسوق، مع توقع حدوث اضطرابات واسعة النطاق». وطرأ تغير طفيف على أسعار النفط بعد أن أظهرت البيانات زيادة أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام زادت 533 ألف برميل إلى 448.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري. ويقل هذا بكثير عن توقعات بزيادتها مليون برميل... لكن رغم هذا فإن مخزونات الخام بلغت أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2021. ويؤدي ارتفاع المخزونات إلى الحد من مكاسب الأسعار، لأنه يعكس ضعف الطلب على الوقود، بالإضافة إلى مخاوف أوسع نطاقاً من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
كما قالت مصادر في {أوبك بلس} إن المجموعة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، من المرجح أن تبقي على مستويات الإنتاج الحالية في الاجتماع المقرر عقده في الأول من فبراير (شباط) المقبل.
وأشارت بلومبرغ إلى أن عدد الوفيات والمرضى الذين دخلوا المستشفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في الصين حالياً أقل بنسبة 70 في المائة عن ذروته المسجلة في أوائل الشهر الحالي، بحسب بيانات السلطات الصينية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعافي نشاط قطاع النقل واستهلاك الوقود في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
كما استفادت أسعار الخام من تراجع سعر الدولار أمام العملات الرئيسية، حيث انخفض مؤشر قيمة العملة الأميركية لأقل مستوياته منذ 9 أشهر في تعاملات أول من أمس. ويؤدي انخفاض قيمة الدولار إلى تراجع أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية. وجاء التراجع في سعر الصرف مدفوعاً بتوقعات تباطؤ وتيرة زيادة أسعار الفائدة الأميركية بعد تراجع حدة الضغوط التضخمية خلال الشهور الأخيرة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.