ندوة متخصصة في السعودية لتعزيز الاقتصاد الدائري وتوطين تكنولوجيا البيئة

مشاركون يؤكدون أهمية دور إعادة الاستخدام والتدوير في قطاع الطاقة النظيفة

مشاركة في ندوة الاقتصاد الدائري التي عُقدت في الرياض (الشرق الأوسط)
مشاركة في ندوة الاقتصاد الدائري التي عُقدت في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

ندوة متخصصة في السعودية لتعزيز الاقتصاد الدائري وتوطين تكنولوجيا البيئة

مشاركة في ندوة الاقتصاد الدائري التي عُقدت في الرياض (الشرق الأوسط)
مشاركة في ندوة الاقتصاد الدائري التي عُقدت في الرياض (الشرق الأوسط)

في وقت تعزز فيه السعودية توجهها للطاقة النظيفة وحماية والبيئة والاستثمار في تكنولوجيا المناخ والذكاء الصناعي، بحثت ندوة نظمتها السفارة الفنلندية في الرياض بالتعاون مع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك) أخيراً، الخطوات التي اتخذتها الرياض وهلسنكي في تمكين الاقتصاد الدائري الشامل والفعال وحلول تحويل النفايات إلى طاقة.
وشدد المشاركون على أهمية تعظيم الاستثمار في تكنولوجيا الاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة، بالاستفادة من الممكنات التي وفّرتها «رؤية 2030» وتعزيز كفاءة الموارد، مع إعادة التدوير الأكثر ذكاءً، وتحويل النفايات إلى مواد خام جديدة، وأن ذلك يسهم في خفض الاستهلاك وإعادة الاستخدام والتدوير.
من جهته، أكد رجل الأعمال عبد الله المليحي، رئيس شركة «التميز» للتقنية، أن التوجه السعودي الذي رسمه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وضع أرضية صلبة للاستفادة من الفرص والمبادرات التي تطرحها البلاد، مشيراً إلى أن مبادرة السعودية الخضراء تستهدف التحول عن المرادم بنسبة 94 في المائة بحلول عام 2035.
وأوضح المليحي، الذي كان ضمن المشاركين في الندوة، أن مبادرة السعودية الخضراء ستمكن السلطات المعنية من التخلص من النفايات بمختلف أنواعها، مشدداً على ضرورة توعية المجتمع للإسهام في عملية إعادة التدوير والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، متوقعاً أن تلعب «سرك» بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، دوراً حوياً في تحقيق الأهداف المرجوة في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أن المبادرتين الخضراوين، «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، تؤكدان المسؤولية التي تتمتع بها السعودية، في سبيل تعزيز دورها في مبادرات إدارة وضبط الانبعاثات والتحول إلى الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أن المملكة، تحفز العالم، نحو تبني الاقتصاد الدائري والحياد الكربوني لحفظ البيئة والمناخ الصحي.
وتوقع المليحي، أن تمكن من تنفيذ مشروعات تعزيز الاقتصاد الدائري الواعد في البلاد، واستقطاب أفضل التجارب والممارسات العالمية الناجحة في مجال الخدمات البيئية وإدارة المخلفات البحرية، من خلال معالجة الانسكابات الزيتية في السواحل السعودية على البحر الأحمر والخليج العربي وإعادة تدويرها.
وبيّن، أن الجهات المعنية أقرّت أخيراً، أن إعادة تدوير النفايات في السعودية لا تتجاوز 5 في المائة حالياً، مشدداً على ضرورة الحفاظ على البيئة والاستثمار في تقنيتها، مشيراً إلى أن المركز الوطني لإدارة النفايات يبذل جهوداً مقدرة لإعادة التدوير لجعلها مورداً اقتصادياً يسهم بنحو 120 مليار ريال سنوياً بحلول عام 2035.
من ناحيته، شدد الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز «الشروق» للدراسات الاقتصادية بجازان، على ضرورة ليست فقط جلب تكنولوجيا البيئة وإعادة تدوير النفايات، وإنما أيضاً توطين صناعتها وتقنيتها في البلاد لتزيد من القيمة الاقتصادية المضافة وتعزز سياسة تنويع الاقتصاد، وخلق فرص وظيفية جديدة، وفرص للتدريب والتأهيل.
وتوقع باعشن، أن تسهم «سرك» في جذب الاستثمار الأجنبي في القطاع، الموعود بإيجاد أكثر من 23 ألف فرصة وظيفية مباشرة، ورفع الناتج المحلي لأكثر من 37 مليار ريال ورفع جودة الحياة، وذلك من خلال العمل مع شركائها من القطاع الخاص، من خلال توطين تقنيات وأساليب المعالجة والتدوير وتمكين الشراكات المحلية والعالمية للمساهمة في الاقتصاد النظيف.
ولفت باعشن، إلى أن المملكة تنتهج منهجاً عالمياً؛ بهدف تفعيل تخفيض التكلفة الكبيرة لتلوث البيئة والمناخ والكوارث الناجمة عنهما، منوهاً بأن دراسات البنك الدولي، أوضحت، أن التكلفة الاقتصادية للتلوث البيئي والمناخي، تتجاوز 86 مليار ريال سنوياً، مشيراً إلى أن النفايات وحدها تكبّد الاقتصاد العالمي بما يقدرّ بـ8 مليارات ريال.
وأوضح، أن السعودية تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز التنمية البيئية المستدامة، وحماية الغطاء النباتي بنسبة 30 في المائة والعمل على إعادة تدوير 94 في المائة من النفايات حتى عام 2035، ومن ثم بلوغ الحياد الصفري للكربون في عام 2060، وتحسين جودة الحياة من أجل رفاهية الإنسان، من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية الخالية من الانبعاثات الكربونية مع تعزيز الطاقة النظيفة.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن قرار مجلس الإدارة بخفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للمركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس، يستند إلى التقييم المحدث لآفاق التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. وأشارت، في المؤتمر الصحافي عقب إصدار القرار، إلى أن عملية خفض التضخم تسير وفق المسار المخطط لها.

ويتوقع موظفو البنك أن يكون متوسط التضخم الرئيسي 2.4 في المائة خلال 2024، و2.1 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة خلال 2026، و2.1 في المائة خلال 2027، عندما يبدأ العمل بنظام تداول الانبعاثات الموسّع في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للتضخم، الذي يستثني الطاقة والطعام، يتوقع الموظفون متوسطاً يبلغ 2.9 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة في كل من 2026 و2027.

وأضافت لاغارد: «يشير معظم مقاييس التضخم الأساسي إلى أن التضخم سيستقر حول هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة بشكل مستدام. وعلى الرغم من انخفاض التضخم المحلي قليلاً، فإنه لا يزال مرتفعاً. ويرجع ذلك، في الغالب، إلى أن الأجور والأسعار في بعض القطاعات لا تزال تتكيف مع الزيادة السابقة في التضخم بتأخير ملحوظ».

وتابعت: «جرى تسهيل شروط التمويل، حيث أصبح الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأُسر تدريجياً نتيجة خفض الفائدة الأخير. لكن هذه الشروط لا تزال مشددة؛ لأن سياستنا النقدية تظل تقييدية، والفوائد المرتفعة السابقة لا تزال تؤثر على رصيد الائتمان القائم».

ويتوقع الموظفون، الآن، تعافياً اقتصادياً أبطأ من التوقعات السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى الرغم من تسارع النمو، خلال الربع الثالث من هذا العام، تشير المؤشرات إلى تباطؤه خلال الربع الحالي. ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال 2024، و1.1 في المائة خلال 2025، و1.4 في المائة خلال 2026، و1.3 في المائة خلال 2027.

وقالت لاغارد: «نحن ملتزمون بضمان استقرار التضخم بشكل مستدام عند هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة. سنتبع نهجاً يعتمد على البيانات ويعتمد على الاجتماع تلو الآخر لتحديد السياسة النقدية المناسبة. بشكل خاص، ستكون قراراتنا بشأن الفائدة مبنية على تقييمنا لآفاق التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار معين للفائدة».

النشاط الاقتصادي

نما الاقتصاد بنسبة 0.4 في المائة، خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وكان النمو مدفوعاً أساساً بزيادة الاستهلاك، جزئياً نتيجة العوامل الفريدة التي عزّزت السياحة في الصيف، وبناء الشركات للمخزونات. لكن أحدث المعلومات يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخمَ. وتشير الاستطلاعات إلى أن التصنيع لا يزال في حالة انكماش، وأن نمو الخدمات يتباطأ. وتُحجم الشركات عن زيادة الإنفاق على الاستثمار في ظل الطلب الضعيف وآفاق غير مؤكَّدة. كما أن الصادرات ضعيفة، مع مواجهة بعض الصناعات الأوروبية صعوبة في الحفاظ على قدرتها التنافسية.

ووفق لاغارد، لا تزال سوق العمل مرنة، حيث نما التوظيف بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وظلَّ معدل البطالة عند أدنى مستوى تاريخي له بنسبة 6.3 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على العمل في تراجع، حيث انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة خلال الربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من ذروته. وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى تقليص خلق الوظائف في الربع الحالي.

تقييم المخاطر

أشارت لاغارد إلى أن المخاطر الاقتصادية تظل مائلة نحو الجانب السلبي، حيث يمكن أن تؤثر الاحتكاكات التجارية والتوترات الجيوسياسية على نمو منطقة اليورو، وتقلل من الصادرات وتضعف الاقتصاد العالمي. كما قد يعوق تراجع الثقة تعافي الاستهلاك والاستثمار. في المقابل، قد يتحسن النمو إذا أسهمت الظروف المالية الميسَّرة وانخفاض التضخم في تسريع التعافي المحلي.

وأضافت: «قد يرتفع التضخم إذا زادت الأجور أو الأرباح أكثر من المتوقع، كما أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع أسعار الطاقة والشحن إلى الارتفاع، وتؤثر سلباً على التجارة العالمية. علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر. في المقابل، قد ينخفض التضخم إذا أدى انخفاض الثقة والمخاوف الجيوسياسية إلى إبطاء تعافي الاستهلاك والاستثمار، أو إذا كانت السياسة النقدية تعوق الطلب أكثر من المتوقع، أو إذا تفاقم الوضع الاقتصادي عالمياً. كما يمكن أن تزيد التوترات التجارية من عدم اليقين بشأن آفاق التضخم في منطقة اليورو».