الراعي لا يؤيد حواراً حول رئيس للبنان: الانتخاب في صناديق الاقتراع

رياشي يلتقي البطريرك موفداً من جعجع... وتأكيد على وحدة الرؤية

الراعي مستقبِلاً رياشي أمس (الوكالة المركزية)
الراعي مستقبِلاً رياشي أمس (الوكالة المركزية)
TT

الراعي لا يؤيد حواراً حول رئيس للبنان: الانتخاب في صناديق الاقتراع

الراعي مستقبِلاً رياشي أمس (الوكالة المركزية)
الراعي مستقبِلاً رياشي أمس (الوكالة المركزية)

كانت الانتخابات الرئاسية محوراً أساسياً في اللقاء الذي جمع البطريرك الماروني بشارة الراعي مع النائب ملحم رياشي (القوات اللبنانية)، في بكركي، وذلك غداة وصف الراعي الجلسات التي يعقدها البرلمان لانتخاب رئيس بـ«المهزلة»، قائلاً إن «القوى السياسية تتقاذف الاستحقاق الرئاسي وتمتنع عن انتخاب رئيس يرفض الإملاءات ويحافظ على الخصوصية اللبنانية».
وبعد اللقاء قال رياشي إن «النقاش تناول الأوضاع السياسية المطروحة على الساحة المحلية، لا سيما موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وأعلن أن «الرؤية نفسها مع سيد الصرح بالنسبة للاستحقاق الرئاسي»، مؤكداً أن «العلاقة بين (القوات اللبنانية) وسيد بكركي أكثر من جيدة، بل ممتازة».
وأوضح رياشي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يكن هناك من سبب أو مناسبة معينة لزيارة الراعي، إنما تأتي في سياق التأكيد على صلابة العلاقة» التي تربط بكركي و«القوات»، مشيراً إلى «تطابق كامل بين الطرفين في مقاربة الانتخابات الرئاسية». ولفت إلى أن «الراعي جدد التأكيد على أهمية أن تكون جلسات الانتخاب مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية على غرار انتخابات البطريرك».
وبينما لفت رياشي إلى أنه لم يتم التطرق إلى إمكانية قيام الراعي بمبادرة ما على خط الرئاسة، نقل عنه تأكيده أنه «ليس هناك من داعٍ للحوار تحضيراً للانتخابات الرئاسية؛ لأن الانتخابات يجب أن تحصل في صناديق الاقتراع، وألا تكون النتائج معروفة مسبقاً»، مضيفاً أن «الحوار برأي البطريرك يمكن أن يكون بين الجلسات التي يجب أن تكون متتالية، وعلى الفائز أن يحكم والخاسر أن يعارض».
ويأتي موقف الراعي في وقت يتمسك فيه كل من رئيس البرلمان نبيه بري وحليفه «حزب الله»، بضرورة إجراء حوار تمهيداً للانتخابات النيابية، وهو ما يرفضه الفريق الآخر، معتبراً أن الأولوية تبقى لانتخاب الرئيس.
واعتبر النائب في «حزب الله»، حسين الحاج حسن، أمس (الاثنين)، أنّ من «يتحمل مسؤولية عدم انتخاب رئيس هو الذي يرفض الحوار». وقال: «المعضلة الداخلية مردها إلى وجود تركيبة في مجلس النواب ليس فيها لأحد أغلبية لتأمين النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية، فالدستور ينص على نصاب 86 نائباً في كل من الدورتين الأولى والثانية، والانتخاب في الدورة الأولى يتطلب 86 صوتاً، وفي الثانية 65 صوتاً، وما من تحالف نيابي يستطيع تأمين هذا العدد في الجلستين». وأكد أن «السبيل إلى مواجهة الأزمة الداخلية، تكون بالحوار والنقاش والتوافق بين اللبنانيين».
من جهتها، جددت «حركة أمل» التأكيد على أهمية الحوار الذي سبق أن دعا رئيسها إليه مرتين. وقالت في بيان لمكتبها السياسي أمس: «أمام انسداد الأفق في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، لا بد من كسر الحلقة الجهنمية المفرغة التي يتمترس فيها عدد من القوى الفاعلة والمؤثرة في عملية الانتخاب مراهنين على تطورات في الوقائع السياسية في لبنان والإقليم وعلى المستوى الدولي، تمكّنهم من فرض خيارهم، وهو رهان على وهم وسراب». وأكدت أن «القيام بعملية الانتخاب هذه يجب أن يتم تحت عنوان الحوار والتفاهم وليس بالاستعراض الذي يستهدف شعبويةً لم تعد تُجدي أمام حجم الكارثة الوطنية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مؤسس «الجيش السوري الحر» واثق من توحيد صفوف الفصائل

رياض الأسعد (أ.ف.ب)
رياض الأسعد (أ.ف.ب)
TT

مؤسس «الجيش السوري الحر» واثق من توحيد صفوف الفصائل

رياض الأسعد (أ.ف.ب)
رياض الأسعد (أ.ف.ب)

أعرب رياض الأسعد، أحد أوائل المنشقين عن الجيش السوري لدى اندلاع النزاع عام 2011، عن ثقته بأن الفصائل التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد بعد سنوات من الحرب ستوحد صفوفها، وذلك في مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية».

كان الأسعد عقيداً في سلاح الجو السوري قبل أن ينشق عنه في يوليو (تموز) 2011 عند بدء حملة قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي تصاعدت إلى حرب أهلية. وأسس «الجيش السوري الحر»، أحد فصائل المعارضة الرئيسية خلال النزاع الذي استمر 13 عاماً، وبترت ساقه في مارس (آذار) 2013 في هجوم استهدف سيارته في شرق سوريا.

وأطيح بالأسد الأسبوع الماضي بعد هجوم خاطف شنته فصائل بقيادة «هيئة تحرير الشام» التي عينت حكومة انتقالية.

وقال الأسعد إنه يعمل بصورة وثيقة مع «هيئة تحرير الشام»، مبدياً ثقته بأن الحكومة الجديدة ستسعى لتوحيد مختلف الفصائل المعارضة سابقاً لنظام الأسد. وقال الأسعد: «من الطبيعي أن تكون الثورة مرت في عدة مخاضات أفرزت فصائل» مختلفة. وأضاف: «الحقيقة أننا كنا نسعى منذ البداية إلى الآن أن يكون هناك جسم واحد للساحة السورية، ويكون هناك مجلس يقود هذا العمل العسكري لتحقيق النصر».

ومنذ الإطاحة بالأسد، تشدد «هيئة تحرير الشام» والحكومة الانتقالية على ضمان حماية حقوق جميع السوريين. واندلعت في سوريا عام 2011 احتجاجات مناهضة للأسد، قمعتها القوات الأمنية بعنف. وعلى مر الأعوام، انزلقت البلاد إلى نزاع دامٍ متعدّد الأطراف. وتدخلت إيران وروسيا و«حزب الله» اللبناني المدعوم من طهران عسكرياً لدعم الأسد، بينما دعمت تركيا ودول أخرى بعض أطياف المعارضة. كما شهدت البلاد حضوراً واسعاً لتنظيمات جهادية.

«العدالة»

ولم يعد الأسعد يقود «الجيش السوري الحر» الذي انقسم إلى مجموعات مختلفة، لكنه يبقى من رموز المعارضة ويبدي سروره بالعودة إلى دمشق. وقال إنه يعمل مع السلطات الانتقالية الجديدة التي عينتها «هيئة تحرير الشام» على توحيد الفصائل المسلحة في إطار وزارة دفاع جديدة، على أمل قطع الطريق على أي اقتتال داخلي وأعمال انتقامية.

وأوضح: «هدفنا المسامحة والمصالحة، ولكن يجب أن تكون هناك عدالة انتقالية حتى لا يكون هناك انتقام»، مطالباً بـ«محاسبة المجرمين ضمن القانون وضمن القضاء وضمن المؤسسات الدولية»، عن الجرائم التي ارتكبت في عهد الأسد.

وحض الأسرة الدولية على دعم السلطات الجديدة، قائلاً: «نتمنى من كل دول العالم والدول الإقليمية أن تقف إلى جانب الشعب السوري... بحيث تكون سوريا حقيقة لكل الشعب السوري». وبعدما سعى «الجيش السوري الحر» خلال النزاع للحصول على دعم خارجي، قال الأسعد: «نطلب مجدداً اليوم الوقوف إلى جانب الشعب السوري... حتى تكون سوريا حقاً لكل الشعب السوري».

وأكد أن سوريا «ستبني علاقات جيدة مع كل دول العام والدول الإقليمية». أما بالنسبة إلى روسيا التي كانت الداعم الرئيسي للأسد ولا تزال تملك قاعدة جوية وميناء في غرب سوريا، فقال إن عليها أن «تعيد حساباتها وعلاقاتها الاستراتيجية». وأضاف أن «روسيا كانت عدوة للشعب السوري، ونتمنى أن تتخلى عن هذا العداء وتكون صديقة».