كشفت دراسة مرجعية لباحث سويدي نشرت في العدد الأخير من دورية «تاريخ وفلسفة الطب»، الصادرة في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، عن إتقان المصري القديم بعض جراحات المسالك البولية والتناسلية.
واستعرض باتريك بلومستيدت، من جامعة أوميو بالسويد، في دراسته، جراحات المسالك البولية التي أجراها المصري القديم، وقال إنه يوجد مصدر واحد يشير إلى العلاج الجراحي، لمرض يعرف باسم «القيلة المائية»، وهو عبارة عن تجمع للسوائل حول إحدى الخصيتين أو هما معاً. والمصدر الذي ذكرته الدراسة هو بردية «إيبرس» الشهيرة، التي وصفت الإجراء الجراحي البسيط، الذي كان المصري القديم يقوم بتنفيذه، وهو يختلف عما هو مستخدم حاليا.
وأشار بلومستيدت، إلى أنه توجد مصادر كثيرة تشير إلى الإجراء المعروف باسم «ختان الذكور» وكذلك «الإناث»، غير أنه قال إن «الختان كان شائعا، لكن لم يتم إجراؤه بناء على حاجة طبية». ولم يستطع بلومستيدت الجزم بإجراء المصري القديم لعمليات الإخصاء واستئصال الحصاة، وقال إن الدراسات التي تناولت هذين الإجرائين، استندت إلى مصادر غير موثقة وواضحة.
ويتفق وسيم السيسي، استشاري المسالك البولية، والكاتب المهتم بالحضارة المصرية القديمة، مع كثير مما ذهب إليه «بلومستيدت»، لكنه يختلف معه في أن المصري القديم أجرى ختاناً للإناث. وقال السيسي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن المصري القديم لم يجر الختان بناء على حاجة طبية، لكن هذا الإجراء كان قاصراً على الذكور، ولم يشمل الإناث».
وأصل هذا الإجراء، ليس مصدره الحضارة المصرية القديمة، لكنها أخذته من حضارات أخرى، حيث كانت تلك الحضارات تقدم الأضاحي للآلهة الشريرة، التي تسبب الحرائق والفيضانات والكوارث الطبيعية، وتطور ذلك، أنه بدلاً من أن تكون تلك الأضاحي هي الأطفال الذكور، إلى أخذ قطعة من جسد الطفل، دون أن تكون سبباً في إنهاء حياته، وأخذت بعد ذلك حضارات أخرى؛ مثل الفينيقيين والبابليين، والآشوريين والعبرانيين، هذا الإجراء عن المصري القديم.
وتمنى السيسي لو كانت الدراسة، أشارت إلى أن مرض البلهارسيا تم اكتشافه في مصر القديمة، كما أن علاج (الأنتيمون) الذي تم وصفه للمرض، عرفه المصري القديم أيضا. وقال: «أنا أستعجب من إطلاق اسم العالم (تيودور بلهارس) على مرض عرفه المصري القديم، ولكن على ما يبدو أن الغرب لم يسرق تماثيل الحضارة المصرية القديمة، لكنه سرق علومها أيضا»، على حد تعبيره.
وأضاف أن «المصري القديم استخدم علاج (الأنتيمون) بطريقة أفضل من الحقن، التي شاع استخدامها، وكانت سبباً في انتشار فيروس الالتهاب الكبدي (سي)، حيث كان يقدم تلك المادة للمريض بطريقة تشبه اللبوس الشرجي، عن طريقة وضع المادة الدوائية في مكون مصنوع من التين البرشومي».
المصري القديم أتقن بعض جراحات المسالك البولية والتناسلية
دراسة تُحدد الأمراض التي «نجح» في علاجها
المصري القديم أتقن بعض جراحات المسالك البولية والتناسلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة