كيف يمكن تحسين التغذية دون الحاجة إلى تغيير النظام الغذائي؟ الجواب الواضح في كثير من الدول هو «الخبز»، وهو بالفعل الطريق الذي اختارته بريطانيا ضمن مشروع بدأته جامعة ريدينغ في 18 يناير (كانون الثاني)، ويستمر لمدة ثلاث سنوات، بمشاركة أعضاء من الجمهور، والمزارعين، وممثلين لقطاع الصناعة، وصانعي السياسات.
ووفق بيان نشره الجمعة الموقع الإلكتروني للجامعة، فإن المشروع يهدف إلى إحداث «ثورة في النظم الغذائية البريطانية من خلال التحول إلى الخبز الذي يحتوي على مطحون الفول الأخضر بعد تحميصه وطحنه».
وجاء اختيار «الفول الأخضر»، نظراً لظروف نموه المواتية في المملكة المتحدة، وهو ما يجعله بديلاً ممتازاً لفول الصويا المستخدم حالياً كمحسّن في الخبر، والذي يتم استيراده من الخارج، كما أن «الفول الأخضر» غني بالبروتينات والألياف والحديد التي يسهل هضمها، وهي عناصر مغذية يمكن أن تكون منخفضة في الأنظمة الغذائية في المملكة المتحدة.
وبينما لا يبدو الفول الأخضر خياراً غذائياً متاحاً في بريطانيا، حيث لم تتعود الغالبية العظمى على طهيه وتناوله، فإن إضافته للخبز تمثل طريقة سهلة للاستفادة منه.
وتقول جولي لوفجروف، الباحثة الرئيسية بالمشروع: «96% من الناس في المملكة المتحدة يأكلون الخبز، و90% منه خبز أبيض، والذي يحتوي في معظم الحالات على فول الصويا، ولقد أجرينا بالفعل بعض التجارب ووجدنا أن طحين الفول الأخضر يمكن أن يحل محل دقيق الصويا المستورد وبعض أنواع دقيق القمح منخفض العناصر الغذائية».
وتضيف لوفجروف، أنه «خلال مشروع إنتاج وترويج هذا الخبز، سيُطلب من طلاب الجامعة تقييم الخبز المدعم بالفول، وسيسألون عن مدى شعورهم بالشبع، وإلى متى، وما مدى رغبتهم في تناول المزيد، ومن المأمول أن يحسن الفول من الشعور بالشبع، فضلاً عن توفير فوائد غذائية معززة في منتجات ممتعة لتناول الطعام».
ومن جانبه، يرى محمد البدري، الباحث المتخصص في تكنولوجيا الغذاء بـ«مركز البحوث الزراعية المصري» أن هذا التوجه «يتماشى مع اتجاه الكثير من الدول إلى تقليل فاتورة استيراد الغذاء، دون التأثير على النظام الغذائي للشعوب».
وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنهم ينفذون حالياً في المركز مشروعاً يسير في نفس هذا الإطار، حيث يسعى إلى تدعيم الخبز بدقيق الشعير، وذلك لتقليل فاتورة استيراد القمح، موضحاً أن «نبات الشعير تجود زراعته في المناطق الجافة والقاحلة، وهو ما يجعله خياراً مناسباً لتدعيم رغيف الخبز المصري».
وكما يتم الترويج للرغيف المدعم بمطحون الفول الأخضر، بأن له فوائد غذائية كبيرة، يؤكد البدري، أن الرغيف المدعم بدقيق الشعير له فوائد كبيرة تفوق الرغيف المصنوع من دقيق القمح فقط.
وسواء استخدم مع الرغيف الفول الأخضر أو الشعير، يشدد البدري على أن المهم هو «قبول المستهلك للرغيف من حيث الشكل والمذاق»، ويضيف: «لا خلاف على القيمة الغذائية، لكن من دون قبول المستهلك، قد لا يُكتب لأي فكرة النجاح».
«الفول الأخضر» المطحون... كيف يزيد قيمة الخبز الغذائية؟
بريطانيا تسعى لإنتاجه
«الفول الأخضر» المطحون... كيف يزيد قيمة الخبز الغذائية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة