تمسكت حكومة الوحدة الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد، في العاصمة طرابلس، رغم الشكوك حول مستوى الحضور، بينما اتهم الدبيبة «أجهزة استخبارات دولية - لم يحددها - بالتلاعب في قضية عودة المهاجرين والنازحين إلى مدينة تاورغاء».
وقال، أمس، في تصريحات لدى حضوره فعاليات ملتقى المرأة بمدينة مصراتة بغرب البلاد، إن الاستخبارات الدولية تتلاعب بنا في قضية عودة تاورغاء، وصُور لنا ما لم يكن موجوداً في الواقع». وادعى أن مَن وصفهم بـ«أعداء الشعب الليبي»، لا يريدون الفرحة لأبنائه ويشنون هجوماً شرساً ضد الوطن.
وانتقد التيار المحسوب على سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، الذين شاركوا في المؤتمر التحضيري لملتقى المصالحة الوطنية. وقال إن «المصالحة لا تتم في الفنادق الفخمة، إنما تتم بين أصحاب الشأن شريطة تناسي الماضي». وأضاف: «عليهم تصفية أوضاعهم وتسويتها عبر القضاء». ودافع الدبيبة عن المساعدات التي أرسلتها حكومته أخيراً إلى تونس وأدرجها في «إطار دعم بين الأشقاء». واعتبر أن المروجين لغير ذلك يصطادون في الماء العكر.
إلى ذلك، نفت حكومة الدبيبة أي اتجاه لتأجيل انعقاد الاجتماع التشاوري، الأحد، لوزراء الخارجية العرب في العاصمة طرابلس. وقالت مصادر في حكومة الدبيبة إن «الاجتماع المقرر سيعقد في موعده». لكنّ مصدراً بالجامعة العربية - طلب عدم تعريفه - أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «معظم المشاركين في الاجتماع لم يؤكدوا رسمياً اعتزامهم المشاركة أو مستواها»، لافتاً إلى أن «النصاب المتمثل في حضور ثلثي وزراء الخارجية العرب لم يتوفر بعد»، مضيفاً أن «حكومة الدبيبة تتمسك بعقد الاجتماع».
وطبقاً لما أعلنته مديرية أمن طرابلس مساء أول من أمس، فإنه سيتم إغلاق عدة طرق في العاصمة (الأحد) اعتباراً من الساعة 7 صباحاً، بمناسبة انعقاد الاجتماع. وأشارت إلى «توزيع دوريات لتنظيم الحركة المرورية»، بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن «إغلاق المحال التجارية».
إلى ذلك رصد شهود عيان ووسائل إعلام محلية تحشيدات عسكرية في منطقة ورشفانة جنوب غرب العاصمة طرابلس، بعد ساعات من إعلان رمزي اللفع، آمر «السرية 3 مشاة» التابعة لحكومة الدبيبة، نجاته من محاولة اغتيال استهدفته مساء أول من أمس، داخل منزله في ورشفانة.
وقالت السرية، في بيان، إن «اللفع تعرض فجر الجمعة بمنزله الكائن بمنطقة أولاد عيسى لهجوم نفذته مجموعات خارجة عن القانون»، تزامناً مع الخطة الأمنية التي شكلتها وزارة الداخلية مع مديريات الأمن بالمناطق. وأوضحت أن الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من العمالة الأجنبية.
من جهة أخرى، استبعد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بقاء حكومة الوحدة الدبيبة في السلطة. ووصفها بالحكومة «غير الشرعية». وكشف النقاب في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، عن أنه اقترح «مهلة» للفائز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة لمدة شهر، للتنازل عن جنسيته الأجنبية.
وقال صالح إن اتفاقه مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، في القاهرة، اقتصر على دعوة اللجنة الدستورية المشتركة للاجتماع باعتبارها مكلفة بإحالة مشروع الدستور للمجلسين بعد التوافق وحل النقاط الخلافية.
ودعا لطرح جميع مواد الوثيقة الدستورية للاستفتاء بعد التوافق عليها من المجلسين، لافتاً إلى أنه يجب ألا يقتصر على المواد الخلافية فقط. وأكد مجدداً أن «يد مجلس النواب ممدودة للتوافق؛ لكنها متمسكة بالثوابت والحقوق»، مشيراً إلى أنه «رغم إرسال 7 ملفات لمرشحي المناصب السيادية لمجلس الدولة؛ فإنه لم يرد منذ أكثر من عام». واتهم المشري بـ«عدم الالتزام باتفاق بوزنيقة بشأن المناصب السيادية وتوحيد السلطة التنفيذية».
كما اتهم صالح، المجلس الرئاسي بـ«الانحياز لفئة محددة في العاصمة طرابلس، والقيام بترقيات عسكرية في المنطقة الغربية»، لافتاً إلى أنه «فوجئ بوجود المنفي في اجتماع القاهرة».
في المقابل، توقع ناجي مختار، نائب المشري، إنجاز القاعدة الدستورية وإجراء الانتخابات هذا العام، لافتاً إلى أن المادتين محل النزاع بين مجلسي النواب و«الدولة» تتعلقان بترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية في الانتخابات.
صالح يقترح «مهلة» للفائز بالانتخابات الليبية للتنازل عن جنسيته الأجنبية
حكومة «الوحدة» تنفي تأجيل اجتماع «وزراء الخارجية العرب»
صالح يقترح «مهلة» للفائز بالانتخابات الليبية للتنازل عن جنسيته الأجنبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة