وزير مالية فرنسا يقلل من أثر «إضرابات التقاعد»

بعد مظاهرات مليونية للتنديد بخطط ماكرون

ناشطات نسويات يؤدين عرضاً خلال مظاهرة ضد خطة الحكومة الفرنسية لإصلاح نظام التقاعد في باريس كجزء من يوم من الإضراب الوطني والاحتجاجات في فرنسا – (رويترز)
ناشطات نسويات يؤدين عرضاً خلال مظاهرة ضد خطة الحكومة الفرنسية لإصلاح نظام التقاعد في باريس كجزء من يوم من الإضراب الوطني والاحتجاجات في فرنسا – (رويترز)
TT

وزير مالية فرنسا يقلل من أثر «إضرابات التقاعد»

ناشطات نسويات يؤدين عرضاً خلال مظاهرة ضد خطة الحكومة الفرنسية لإصلاح نظام التقاعد في باريس كجزء من يوم من الإضراب الوطني والاحتجاجات في فرنسا – (رويترز)
ناشطات نسويات يؤدين عرضاً خلال مظاهرة ضد خطة الحكومة الفرنسية لإصلاح نظام التقاعد في باريس كجزء من يوم من الإضراب الوطني والاحتجاجات في فرنسا – (رويترز)

قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لتلفزيون «بلومبرغ»، يوم الجمعة، إنه يستبعد أن يتأثر اقتصاد بلاده بالإضرابات الأخيرة احتجاجاً على خطط رفع سن التقاعد في فرنسا. وقال لو مير في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس: «لا أعتقد أن يكون للإضرابات تأثير اقتصادي مهم بالفعل على الاقتصاد الفرنسي»، مضيفاً أن الاقتصاد الفرنسي «يمضي بشكل جيد».
وتظاهر أكثر من مليون شخص في مدن فرنسية يوم الخميس؛ للتنديد بخطط الرئيس إيمانويل ماكرون لرفع سن التقاعد، وسط موجة من الإضرابات على مستوى البلاد أدت إلى توقف قطارات وإغلاق مصافٍ والحد من نشاط توليد الطاقة.
ودعت نقابات عمالية إلى يوم جديد من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في 31 يناير (كانون الثاني) الجاري، لكن الحكومة في المقابل لم تبدِ أي مؤشر على التراجع. وقال لو مير: «نعتقد بشدة أن هذا الإصلاح ضرورة لفرنسا. إنه أفضل طريقة لضمان مزيد من الرخاء للشعب الفرنسي»، غير أنه قال إن الحكومة ستتحلى بعقلية «منفتحة» فيما يتعلق بالمحادثات بشأن التغيير.
وتنطوي خطة إصلاح المعاشات التقاعدية على تمديد سن المعاش لعامين إضافيين حتى سن 64 عاماً. ولا يزال الإصلاح يحتاج إلى موافقة البرلمان الذي فقد فيه ماكرون أغلبيته المطلقة، لكنه يأمل في تمريره بدعم من المحافظين.
وقالت النقابات، في بيان مشترك يوم الخميس: «الآن تجد الحكومة نفسها في وضع صعب. الكل يعلم أن رفع سن التقاعد لا يفيد إلا أصحاب الأعمال والأثرياء». وتمثل الاحتجاجات اختباراً كبيراً لماكرون، الذي قال يوم الخميس إن إصلاحه لنظام التقاعد «عادل ومسؤول»، وضروري للمساعدة في إبقاء مالية الحكومة على مسار سليم. وتظهر استطلاعات الرأي معارضة معظم الفرنسيين لهذا الإجراء.
وقالت وزارة الداخلية إن نحو 1.1 مليون متظاهر خرجوا إلى الشوارع في عشرات الاحتجاجات في أنحاء فرنسا، وهو عدد أكبر من الموجة الأولى من المظاهرات التي خرجت عندما حاول ماكرون تمرير الإصلاح لأول مرة في عام 2019، وأوقف تلك المحاولة بسبب جائحة فيروس «كورونا». وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع خلال مناوشات متقطعة مع شبان مقنعين على أطراف احتجاج باريس، واعتقلت العشرات.
وكتب على لافتة كبيرة حملها العمال في تور بغرب فرنسا: «الرواتب والمعاشات هي التي يجب أن تزيد، وليس سن التقاعد». ووصفت إيزابيل (53 سنة)، وهي موظفة خدمات اجتماعية، وظيفتها أنها صعبة جداً ولا ينبغي إضافة عامين آخرين لها. وقالت: «سأضطر لتجهيز إطار يساعدني على المشي إذا تم إقرار الإصلاح».
وتقول الحكومة إن إصلاح نظام التقاعد ضروري لضمان عدم إفلاسه.
وجاء في تقديرات لوزارة العمل أن رفع سن التقاعد عامين وتمديد فترة استحقاق الدفع قد يدر 17.7 مليار يورو (19.1 مليار دولار) مساهمات تقاعدية سنوية، ما يسمح للنظام بتحقيق التوازن بحلول عام 2027.
وتجادل النقابات بأن هناك وسائل أخرى لتمويل نظام المعاشات التقاعدية مثل فرض ضرائب على فاحشي الثراء أو زيادة مساهمات أرباب الأعمال أو مساهمات أصحاب المعاشات الميسورين.
وقال لوران بيرجيه، رئيس الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل (سي.إف.دي.تي)، أكبر نقابة في فرنسا: «يمكن حل هذه المشكلة بطريقة مختلفة، من خلال الضرائب. يجب ألا يضطر العمال لدفع عجز القطاع العام».
والتحدي الذي يواجه النقابات العمالية هو تحويل المعارضة والغضب من أزمة غلاء المعيشة إلى احتجاج جماهيري من شأنه أن يجبر الحكومة في نهاية المطاف على تغيير خططها. وقال زعماء النقابات إن ما جرى يوم الخميس كان البداية فقط.
وكان سائقو القطارات والمعلمون وعمال المصافي من بين المضربين عن العمل، إضافة إلى نصف العاملين في شركة كهرباء فرنسا (إي.دي.إف) لإنتاج الطاقة النووية التي تديرها الدولة.


مقالات ذات صلة

فرنسا لإنهاء سقف أسعار الغاز للأسر العام الحالي

الاقتصاد فرنسا لإنهاء سقف أسعار الغاز للأسر العام الحالي

فرنسا لإنهاء سقف أسعار الغاز للأسر العام الحالي

تعتزم فرنسا إنهاء الحد الأقصى لأسعار الغاز للأسر، لكنها تريد الإبقاء على خطط الحد الأقصى لأسعار الكهرباء حتى بداية عام 2025. وقال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لو مير لشبكة «إل سي آي» أمس، إنه نظراً لانخفاض أسعار الغاز إلى مستوى مقبول مرة أخرى، فإن السقف الذي تم طرحه في عام 2021 لحماية المستهلكين من ارتفاع الفواتير سيتم إلغاؤه هذا العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد فرنسا ترفع حد الأجور لمواجهة لهيب التضخم

فرنسا ترفع حد الأجور لمواجهة لهيب التضخم

قالت وزارة العمل في فرنسا، إن الحد الأدنى للأجور سيرتفع 2.19 في المائة إلى 11.52 يورو (12.73 دولار) في الساعة في أول مايو (أيار)، وذلك في محاولة لمساعدة العمال على التأقلم مع التضخم. ويعني هذا رفع الحد الأدنى للأجور شهرياً إلى 1747.20 يورو من 1709.28 يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد فرنسا تبحث إقرار «الإجازات النسائية»

فرنسا تبحث إقرار «الإجازات النسائية»

بدأ الحديث في فرنسا عن السماح للنساء بالتغيّب عن وظائفهنّ خلال الدورة الشهرية من دون الحسم من رواتبهنّ، إذ يتولّى نواب فرنسيون إعداد مشاريع قوانين تنص على منح إجازة الدورة الشهرية للنساء اللواتي يعانين من آلام خلال فترة الطمث، بعدما كانت إسبانيا تبنّت أخيراً قانوناً مماثلاً. وتمنح شركات فرنسية قليلة أصلاً إجازة الدورة الشهرية للعاملات فيها، إذ توفر شركة «لوي ديزاين» المتخصصة في تصنيع الأثاث إجازة مدفوعة للنساء اللواتي يتألّمن خلال الحيض.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم تعليق التحركات المطلبية في مصافي النفط الفرنسية قبل عطلة الفصح

تعليق التحركات المطلبية في مصافي النفط الفرنسية قبل عطلة الفصح

قرّرت النقابات، اليوم الجمعة، تعليق التحرّكات الاحتجاجية ضدّ إصلاح نظام التقاعد في فرنسا في المصافي، عشية عطلة عيد الفصح الطويلة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وغداة اليوم الحادي عشر للتحرّكات ضدّ الإصلاح المثير للجدل، بقيت مصفاة «توتال» في غونفرفيل لورشيه الواقعة في شرق فرنسا، التي تعدّ الأكبر في البلاد، وحدها مغلقة تماما. وقرّر موظّفو غونفرفيل اليوم (الجمعة) في جمعية عامة، تمديد الإضراب إلى الثلاثاء و«لن تدخل أي مواد أو تخرج إلى ذلك الحين»، حسبما أكد دافيد غيمار مندوب الاتحاد النقابي (CGT) لوكالة الصحافة الفرنسية. واليوم (الجمعة)، بعد شهر من التحرّكات المتتابعة، قرّرت نقابات مصفاة «توت

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أزمات تؤرق فرنسا المرتبكة بالاحتجاجات

أزمات تؤرق فرنسا المرتبكة بالاحتجاجات

بينما شكل الخميس يوم التعبئة الحادي عشر احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد الذي لا يلقى شعبية في فرنسا، مؤشرا لمعرفة ما إذا كانت الحركة التي اتسمت بالعنف مؤخرا وبتراجع في عدد المتظاهرين، تضعف أو بالعكس تزداد زخما بينما تصر كل من الحكومة والنقابات على مواقفها... كانت المشكلات المؤرقة تحاصر أعدادا متنامية من المواطنين، سواء في الطرقات أو حتى بالمنازل. وأعلنت شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال إنيرجيز» تمديد العمل مؤقتا بسقف سعر البنزين في محطات الوقود التابعة لها بفرنسا، وهو 1.99 يورو لكل لتر حتى تنتهي أزمة نقص إمدادات الوقود الناجمة عن الإضرابات العمالية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)

شهدت الأسهم الأميركية تحركات بطيئة، الاثنين، حيث تواصل «وول ستريت» الاستقرار بعد أن تلاشت معظم المكاسب التي حققتها عقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» شبه ثابت في التداولات المبكرة، في حين تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 84 نقطة، أو بنسبة 0.2 في المائة. من جهة أخرى، ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة، وفق «أسوشييتد برس».

وتم تعليق تداول أسهم شركة «سبيريت إيرلاينز» بعد أن أعلنت شركة الطيران منخفضة التكلفة عن توصلها إلى اتفاق مع دائنيها بشأن خطة للانتقال إلى حماية الفصل 11 من الإفلاس. وستواصل الشركة تشغيل رحلاتها خلال فترة الإفلاس، لكن من المحتمل أن يتم محو ممتلكات جميع مستثمري الأسهم الحاليين.

وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركة «سي في إس هيلث» بنسبة 1.9 في المائة بعد أن أضافت أربعة مديرين جددٍ إلى مجلس إدارتها، وذلك عقب مناقشات مع أحد كبار المستثمرين، مالك صندوق التحوط «غلينفيو كابيتال مانجمنت»، حيث كان المدير التنفيذي للشركة، لاري روبينز، من بين المديرين الجدد.

على صعيد آخر، تراجعت الأسهم بشكل عام عن أكثر من نصف المكاسب التي حققتها بعد الانتخابات في نهاية الأسبوع الماضي، حيث تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الجمعة ليسجل أسوأ خسارة له منذ ما قبل يوم الانتخابات. وكان المستثمرون قد دفعوا بالمؤشر نحو الارتفاع بنسبة تقارب 4 في المائة في الأيام التي تلت فوز ترمب مباشرة. وقد شهدت أسهم البنوك والشركات الصغيرة وغيرها من القطاعات التي كانت تُعدّ الفائز الأكبر من تفضيل الرئيس المنتخب للخفض الضريبي، وزيادة التعريفات الجمركية، وتخفيف القيود التنظيمية، مكاسب كبيرة.

لكن مؤخراً، بدأ المستثمرون في التحسب لبعض الآثار السلبية المحتملة لسياسات ترمب في إعادة تشكيل الاقتصاد. على سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة «موديرنا» بنسبة 1.3 في المائة، الاثنين، لكنها لا تزال منخفضة منذ أن أعلن ترمب عن رغبته في تعيين روبرت ف. كيندي جونيور، الناشط البارز ضد اللقاحات، لتولي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

وأثارت المخاوف بشأن احتمال ارتفاع التضخم بسبب زيادة التعريفات الجمركية والعجز الكبير في الموازنة الأميركية ارتفاعاً في عوائد السندات الحكومية الأميركية. وقد تؤدي هذه النتائج إلى تقليص قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في محاولة لتخفيف الضغط على الاقتصاد وتحفيز سوق العمل.

ورغم أن أسعار الفائدة المنخفضة قد تعزز النمو، فإنها قد تضيف أيضاً وقوداً للتضخم. في هذا السياق، قال المدير التنفيذي للتداول والاستثمار في «إي - تريد» من «مورغان ستانلي»، كريس لاركن: «يبدو أن المتداولين يقيّمون التأثير المحتمل لسياسات إدارة ترمب الجديدة على الاقتصاد، مع احتمال أن يبطئ الاحتياطي الفيدرالي من حملته لخفض الفائدة».

ومع ارتفاع أسعار الفائدة والعوائد، تزايد الضغط على الشركات لتحقيق أرباح أكبر لتبرير أسعار أسهمها المرتفعة. هذا في حين أن أسعار الأسهم قد ارتفعت بالفعل بوتيرة أسرع من أرباح الشركات.

ويتوقع أن تقوم شركات كبيرة عدة بالإعلان عن نتائج أرباحها هذا الأسبوع، من بينها شركة «إنفيديا»، التي ستعلن الأربعاء. وقد أصبحت هذه الشركة من أكثر الشركات تأثيراً في «وول ستريت»، حيث تبلغ قيمتها السوقية نحو 3.5 تريليون دولار، بفضل دورها القيادي في طفرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وستحتاج الشركة إلى تحقيق نمو يتجاوز التوقعات خلال الربع الأخير لتبرير سعر السهم المرتفع.

ومن بين الشركات الكبرى الأخرى التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع: «لويس» و«وول مارت» الثلاثاء، و«تارغت» الأربعاء، و«ديير» الخميس.

أما في سوق السندات، فقد استقرت عوائد السندات الحكومية؛ مما ساعد في الحفاظ على الاستقرار في سوق الأسهم. استقر العائد على سندات الخزانة لعشر سنوات عند 4.45 في المائة، وهو مستواه نفسه الذي سجله الجمعة.

وفي الأسواق العالمية، اختلفت اتجاهات المؤشرات، حيث كانت التحركات معتدلة في أوروبا بعد التقلبات الحادة في أسواق آسيا. وارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 2.2 في المائة بعد إعلان شركة «سامسونغ إلكترونيكس»، أكبر شركة في البلاد، عن خطة لإعادة شراء الأسهم.