ما أهمية استضافة مصر مقر «وكالة الفضاء الأفريقية»؟

مع قرب الانتهاء من إنشائها

اجتماع رئيس مجلس الوزراء بمجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية (صفحة مجلس الوزراء على الفيسبوك)
اجتماع رئيس مجلس الوزراء بمجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية (صفحة مجلس الوزراء على الفيسبوك)
TT

ما أهمية استضافة مصر مقر «وكالة الفضاء الأفريقية»؟

اجتماع رئيس مجلس الوزراء بمجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية (صفحة مجلس الوزراء على الفيسبوك)
اجتماع رئيس مجلس الوزراء بمجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية (صفحة مجلس الوزراء على الفيسبوك)

ضمن مكونات المدينة الفضائية، التي تقوم مصر بإنشائها حالياً، أعلن الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، عن إنشاء مقر لوكالة الفضاء الأفريقية.
وقال صدقي في اجتماع ترأسه الأربعاء رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن «وجود مقر الوكالة في القاهرة، يدعم الدور المصري في دعم علوم وتكنولوجيا الفضاء في القارة الأفريقية»، موضحاً أنه «سيتم الانتهاء قريباً من إنشاءات الوكالة».
ووصف علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، هذه الخطوة بـ«المهمة»، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس اعترافاً أفريقياً بالريادة المصرية على مستوى أفريقيا في هذا المجال».
وقال النهري، إن «الدول الأفريقية تأخرت كثيراً في اقتحام هذا المجال»، مشيراً إلى أن «هناك مشروعات ذات أولوية يجب أن تكون على أجندة تلك الوكالة، ومنها أن تمتلك أفريقيا قمراً اصطناعياً أفريقياً يغطي القارة، وأن تعمل على توطين صناعة تكنولوجيا الفضاء في أفريقيا، وذلك تمهيداً للانتقال لمرحلة أخرى، وهي استكشاف الفضاء السحيق».
ولفت النهري، إلى أن «مشروعات استكشاف الفضاء السحيق، كالتي نفذتها دولة الإمارات العربية المتحدة، تتطلب إمكانيات مادية مرتفعة لا تقدر عليها دولة أفريقية بمفردها، لذلك فإن الأمل هو أن تتيح وكالة الفضاء الأفريقية التنسيق بين دول القارة لإطلاق مثل هذه المشروعات.
وبشأن اعتبار البعض عن أن «مثل هذه المشروعات تُعَدُّ رفاهية»، قال النهري إن «هناك كويكباً في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري يسمى (سايكي 16)، وهذا الكويكب عليه ثروة معدنية لا تُقَدَّر بثمن، وتستهدف أميركا إرسال مهمة فضائية لهذا الكويكب في عام 2026، لاستكشاف هذه الثروة، كما أن القمر يحمل ثروات معدنية مهمة أيضاً، أبرزها (الهيليوم 3)، الذي يفوق سعر الغرام منه، سعر غرام الذهب، لذلك استكشاف الفضاء السحيق ليس رفاهية، لكنه الطريق إلى الرفاهية».
متفقاً مع الرأي السابق، يشدد أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، على قيمة العمل المشترك بين الدول الأفريقية، الذي يمكن دعمه من خلال الوكالة.
ويقول شاكر لـ«الشرق الأوسط»، إن التنسيق بين الدول الأفريقية من خلال الوكالة، يمكن أن يكون مفيداً في إدارات التغيرات المناخية بشكل جيد، حيث يمكن التعاون في مجال إنشاء الأقمار الصناعية التي ترصد المشكلة قبل وصولها إلى الحدود الوطنية لكل دولة.
ولفت شاكر، إلى «إمكانية أن يكون لدى القارة نظام أقمار التتبع الخاصة بها، أسوة بما فعلت الصين، التي تملك نظاماً منفصلاً عن نظام (الجي بي إس)، وهو نظام الـ(بايدوا)، والتي تقوم بتوظيفه في مجالات مختلفة، أهمها التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يتيح هذا النظام للسفن مثلاً تلقي رسائل قبل حدوث (النَوّات) (أي هبة رياح قوية) في البحار بوقت كافٍ، بما يمكّن السفن من اتخاذ ما يلزم للحماية».
وأضاف شاكر أن «الدول الأفريقية تملك ثروات معدنية هائلة، وخزانات ضخمة من المياه الجوفية، يمكن أن تساعد الأقمار الصناعية التي ستطلقها الوكالة في الكشف عنها».
وعن الاستفادة المصرية على وجه التحديد من وجود مقر الوكالة على أرضها، قال إن «وجود المقر بالقاهرة هو اعتراف بأنها الدولة التي تملك الخبرات التي تساعد على انطلاق المشروع، مثلما يوجد مقر وكالة الفضاء الأوروبية في ألمانيا، وهي الدول الأكثر تقدماً في مجالات تكنولوجيا الفضاء، وهذا من شأنه دعم تكنولوجيا الفضاء في مصر، وزيادة عدد الخبراء المتخصصين في هذا المجال، كما من شأنه أن يتيح مزايا اقتصادية مهمة للقاهرة، باعتبارها الدولة التي ستخرج من تحت عباءتها المشروعات الاقتصادية المهمة التي ستدعمها الأقمار الصناعية التي تطلقها الوكالة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.