رفض الدبيبة ترشح العسكريين... هل يؤثر على تفاهمات المشري وصالح؟

رئيس «الوحدة» الليبية على خط التباينات

عبد الحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية خلال حفل تكريم (المنصة الإعلامية للحكومة)
عبد الحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية خلال حفل تكريم (المنصة الإعلامية للحكومة)
TT

رفض الدبيبة ترشح العسكريين... هل يؤثر على تفاهمات المشري وصالح؟

عبد الحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية خلال حفل تكريم (المنصة الإعلامية للحكومة)
عبد الحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية خلال حفل تكريم (المنصة الإعلامية للحكومة)

أعاد دخول رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية عبد الحميد الدبيبة، على خط الجدل بشأن ترشح العسكريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، التساؤلات من جديد بشأن مدى تأثير ذلك على محاولات التفاهم بين رئيس مجلس «النواب» الليبي عقيلة صالح، ونظيره لـ«المجلس الأعلى للدولة»، خالد المشري، وسط تقديرات متباينة بشأن مدى استفادة بعض الأطراف الليبية من «الاستبعاد».
وكان الدبيبة يتحدث خلال احتفالية نظّمتها «رابطة أسر الشهداء والمفقودين»، قبل أيام عندما أعلن عن رفضه «لوجود سلطة عسكرية تحكم البلاد مرة أخرى»، الأمر الذي عده مناوئون للرجل «محاولة دعاية لنفسه، عبر تقليص فرص العسكريين»، بينما رأى مؤيدون لفكرته أنها «تتوافق مع رغبات ليبيين لا يريدون تكرار تجربة حكم القذافي».
بدوره رأى عضو مجلس الليبي، حسن الزرقاء، لـ«الشرق الأوسط» أن «الدبيبة يستهدف حشد المعارضين لترشح قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، خصوصاً قيادات التشكيلات العسكرية، وذلك عبر إثارة الشكوك بأن مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) سوف يسمحان بترشح العسكريين دون التقدم باستقالتهم، في حين أن حديث رئيس البرلمان عقيلة صالح كان واضحاً بحصر نقطة الخلاف مع (المجلس الأعلى للدولة) في النقطة الخاصة بترشح مزدوجي الجنسية للرئاسة فقط».
ورجح الزرقاء أنه «ربما تلقى الدبيبة بعض المعلومات عن وجود بعض التوتر في العلاقة بين المجلسين خصوصاً في ظل رفض بعض أعضاء البرلمان أي إقصاء للعسكريين ومزدوجي الجنسية من الترشح، فاستبق الأمر وعمد إلى إثارة القضية خلال الاحتفالية ليزيد الوضع اشتعالاً».
وكان رئيس «النواب» الليبي، قد وصف مجلسه بأنه «الجسم التشريعي الوحيد بالبلاد»، منتقداً حديث المشري، عن «الدستور، والقاعدة دستورية» كونها أموراً «خارج اختصاص وصلاحيات الأعلى للدولة»، في تقييم صالح.
كما اتهم عقيلة صالح خلال الجلسة التي عُقدت يوم الثلاثاء الماضي، المجلس الأعلى للدولة بـ«استخدم الفيتو ضد قرارات البرلمان»، مشدداً على أن الأخير «لن يقع تحت رحمة أحد».
ودعا الزرقاء الدبيبة إلى «تقليل توقعاته بشأن إمكانية توظيف أي خلاف طاري بين المجلسين». مشيراً إلى أنه يعتقد أن حديث رئيس «الوحدة الوطنية» الليبية محاولة «تدشين مبكر لحملته الانتخابية عبر حشد الشارع لمواجهة باقي المنافسين المحتملين من ذوي الخلفية عسكرية»، وفق رأي الزرقاء.
ومع إقرار الزرقاء بأن عقيلة صالح «ربما استخدم لغة حازمة خلال الجلسة الأخيرة»؛ فإنه رأى «أن ذلك لا يعني أن الخلافات لن تتم تسويتها... فالجميع يعرف أن رئيسَي المجلسين يستخدمان رسائل الضغط فيما بينهما حتى لا يقدّم أي منهما أي تنازلات»
وأيّد عضو «ملتقى الحوار السياسي» أحمد الشركسي الطرح السابق في أن حديث الدبيبة «محاولة لتخريب التفاهم بين المجلسين، واستثمار لأي خلاف بينهما في محاولة لوصم (القاعدة الدستورية) حتى قبل أن تخرج للنور بكونها غير توافقية، في تعارض لفكرة أن هناك توافقاً على ضرورة استقالة العسكريين قبل الترشح للرئاسة، وبالتالي سيكون الحديث عن ترشح شخصيات مدنية لا عسكرية».
ويرى الشركسي أن «الدبيبة فقد جزءاً كبيراً جداً من شعبيته مع قيام حكومته قبل شهر بتسليم المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي للسلطات الأميركية وذلك على خلفية اتهامه في حادث لوكيربي».
في المقابل يرى الأكاديمي والمحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، أن «الفكرة الأساسية التي ينطلق منها الدبيبة (في إفادته بشأن رفض ترشح العسكريين) هي أن من يترشح ويفوز بحكم البلاد لا بد أن يكون شخصية مدنية، وهذا متوافق بدرجة كبيرة مع تطلعات الليبيين»، وفق رأيه.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبّر أوغلو عن اعتقاده بأن «المعضلة في الحالة الليبية أن الحديث عن ترشح حفتر للانتخابات الذي يراه البعض بالشرق جزءاً من الحل، يثير في الوقت ذاته جرحاً لم يندمل بعد لدى سكان العاصمة والمنطقة الغربية، وذلك في ظل هجوم حفتر على العاصمة في أبريل (نيسان) 2019».
كما أشار إلى وجود «شكوك كبيرة لدى عامة الشعب والنخبة السياسية في إقدام حفتر فعلياً على تقديم استقالته من قيادة قواته المتمركزة شرق البلاد»، لافتاً إلى أن «إرث نظام القذافي» خلق ما وصفها بـ«حالة نفور» من «وجود رئيس قادم من خلفية عسكرية»، حسب تقديره.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.