الصين تواجه صعوبات في كبح «كورونا» في المناطق الريفية

بكين تترقب ذروة انتقالات السنة الجديدة وسط مخاوف الجائحة

طفل يجلس على حقيبة سفر في محطة سكة حديد بكين الغربية أمس (أ.ب)
طفل يجلس على حقيبة سفر في محطة سكة حديد بكين الغربية أمس (أ.ب)
TT

الصين تواجه صعوبات في كبح «كورونا» في المناطق الريفية

طفل يجلس على حقيبة سفر في محطة سكة حديد بكين الغربية أمس (أ.ب)
طفل يجلس على حقيبة سفر في محطة سكة حديد بكين الغربية أمس (أ.ب)

قالت الصين، إنها تواجه صعوبة في السيطرة على فيروس كورونا في المناطق الريفية بسبب الافتقار للموارد الطبية، وسفر المزيد من الأشخاص خلال عطلة العام القمري الجديد.
وقال زينج ياندي، رئيس قسم التنمية والتطوير بوزارة الزراعة، في بيان الأربعاء، إن الوزارة سوف تعمل مع الوزارات الأخرى للحد من تأثير موجات الإصابة بفيروس كورونا على حياة المواطنين والاقتصاد المحلي، حسبما أوردت وكالة «بلومبرغ».
وأضاف ياندي، أن الصين سوف توفر مزيداً من الأفراد الفنيين والمعدات الطبية، مثل أغراض الطوارئ والأدوية للمستشفيات المحلية في البلدات والقرى، لافتاً إلى أن السلطات المحلية سوف تراقب صحة الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، ويشمل ذلك كبار السن والذين يعانون من إعاقات؛ لضمان حصولهم على العلاج في الوقت المناسب. وأوضح، أن بكين مستمرة في الدعوة للحصول على اللقاح، كما تحث المواطنين على تجنب التجمعات بقدر الإمكان.
وذكرت «رويترز»، أمس، أن الملايين من عمال المدن تنقلوا في جميع أنحاء الصين الأربعاء قبل ذروة السفر الجماعي في عطلة السنة القمرية الجديدة المتوقعة الجمعة، بينما يتطلع قادة الصين إلى تحريك اقتصادها المتضرر من جائحة «كوفيد – 19».
وألغت بكين بشكل مفاجئ، في 7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، معظم تدابيرها بشأن فيروس كورونا، مثل الإغلاق والحجر القسري والاختبارات الجماعية.
ومنذ ذلك الحين، انتشر الفيروس بسرعة، حيث قدّرت الأرقام الرسمية عدد الوفيات المرتبطة بـ«كوفيد – 19» خلال هذه الفترة بـ60 ألفاً.
ويعتقد الخبراء، أن الرقم منخفض للغاية، ويتهمون الحكومة بالتقليل من الوضع. ويقولون، إن من المتوقع حدوث موجة كبيرة ثانية من الإصابات بحلول مارس (آذار) المقبل.
ومع رفع المسؤولين بعض أشد قيود مكافحة فيروس كورونا في العالم الشهر الماضي، توافد العمال على محطات السكك الحديدية والمطارات للتوجه إلى البلدات الصغيرة والمنازل الريفية؛ مما أثار مخاوف من تفشي الفيروس على نطاق واسع.
وينظر الاقتصاديون والمحللون إلى موسم العطلات، المعروف باسم عيد الربيع، بحثا عن انتعاش الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن أشارت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الجديدة أمس الثلاثاء إلى تباطؤ اقتصادي حاد في الصين.
وقد يؤدي أي تباطؤ ممتد إلى تفاقم التحديات السياسية التي تواجه الرئيس شي جينبينغ، الذي يتعين عليه تهدئة جيل الشباب المتشائم الذي نزل إلى الشوارع في نوفمبر (تشرين الثاني) في احتجاجات تاريخية ضد سياسة «صفر كوفيد» التي كان يناصرها آنذاك.
وبينما يتوقع بعض المحللين أن يكون التعافي بطيئاً، أعلن نائب رئيس الحكومة الصينية ليو خه، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، أول من أمس (الثلاثاء)، أن الصين منفتحة على العالم بعد عزلة على مدى ثلاث سنوات بسبب الجائحة.
وقال مسؤولو إدارة الهجرة الوطنية، إنه في المتوسط، تنقل نحو نصف مليون شخص داخل الصين أو خارجها يومياً منذ فتح الحدود في الثامن من يناير (كانون الثاني)، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية.
لكن مع خروج العمال من المدن الكبرى، مثل شنغهاي، حيث يقول المسؤولون، إن الفيروس بلغ ذروته، يتجه الكثيرون إلى البلدات والقرى؛ الأمر الذي يجعل كبار السن غير المطعمين أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لا سيما أن أنظمة الرعاية الصحية أقل تجهيزاً.
وأعلن مسؤولو الصحة المحليون، الأربعاء، أن معدل الإصابة في مدينة قوانغتشو الجنوبية، عاصمة الإقليم الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين، تجاوز الآن 85 في المائة.
ويتم الآن تزويد العيادات في القرى والبلدات الريفية بالأوكسجين، كما تم نشر المركبات الطبية في الأماكن التي تعدّ معرّضة للخطر.
وقال نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، الثلاثاء، إن تفشي «كوفيد – 19» في الصين بلغ ذروته و«عادت الحياة إلى طبيعتها»، في الوقت الذي حث فيه الشركات على الاستثمار في بلاده.
ويعدّ ليو، الذي يشرف على السياسات الاقتصادية وكان كبير مفاوضي بكين التجاريين مع واشنطن، هو أول مسؤول صيني كبير يظهر بشكل شخصي خلال المنتدى منذ بدء الوباء.
وكان خطابه من أكثر الأحداث المتوقعة، بالنظر إلى إعادة فتح البلاد مؤخراً بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من العزلة بسبب «كوفيد - 19» والإجراءات القاسية لمكافحة الإصابات.
ويبدو أن المهمة الرئيسية لنائب رئيس الوزراء الصيني في دافوس كانت تهدئة المخاوف بشأن نقاط الضعف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ورحّب صراحة بالمسافرين الأجانب الوافدين إلى بلاده.
وقال، إن نمو الصين «سيعود على الأرجح إلى اتجاهه الطبيعي» في عام 2023، في الوقت الذي أوضح فيه الخطوات التي اتخذتها بكين لتحقيق الاستقرار في سوق الإسكان، التي تلعب دوراً رئيسياً في الاقتصاد.
ونما الاقتصاد الصيني بنسبة 3 في المائة فقط في عام 2022، متخلفاً عن هدفه البالغ 5.5 في المائة، وذلك إلى حد كبير يرجع إلى استراتيجية بكين «صفر إصابات» لمكافحة «كوفيد».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.