خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي

مواطن فرنسي آيرلندي محتجز في طهران «بحالة صحية حرجة»

المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز لدى إيران (أ.ف.ب)
المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز لدى إيران (أ.ف.ب)
TT

خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي

المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز لدى إيران (أ.ف.ب)
المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز لدى إيران (أ.ف.ب)

أكد خبراء أمميّون مستقلّون، الثلاثاء، أن الاحتجاز «التعسّفي» للبلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، الذي يعمل في الشأن الإنساني في إيران، يشكّل «انتهاكاً للقانون الدولي»، مطالبين بإطلاق سراحه فوراً، ومن جهة ثانية، قالت مصادر فرنسية إن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز في إيران «في حالة صحية حرجة».
وفي بيان أصدروه، أعرب الخبراء الذين عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولا يتحدّثون باسم الهيئة عن اعتقادهم بأن «فانديكاستيل حُرم تعسفياً من حريّته وهو ضحية إخفاء قسري في فترة تشهد اعتقالات».
وشدّد المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان ومقرّرو فريق الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري على أن «حقّه بمحاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة ومحايدة قد انتُهك. إنها انتهاكات صارخة لالتزامات إيران بموجب القانون الدولي».
وفانديكاستيل، البالغ 41 عاماً، معتقل في إيران منذ 24 فبراير (شباط) 2022.
ووجه القضاء الإيراني أربعة اتهامات لفانديكاستيل، وصدرت في حقّه أحكام بالحبس يصل مجموعها إلى 40 عاماً.
ونظراً إلى تطبيق إيران مبدأ الإدغام في العقوبات، يتعيّن على فانديكاستيل قضاء الأشدّ، وهي الحبس 12 عاماً ونصف عام.
وصدرت في حق الموقوف ثلاث عقوبات بهذه المدة، وذلك لإدانته بكل من «التجسس لحساب جهاز استخبارات خارجي»، و«التعاون مع حكومة دولة معادية، هي الولايات المتحدة»، و«غسل أموال».
وحكم عليه بالحبس لمدة عامين ونصف عام إضافية وبـ74 جَلدة لإدانته بتهمة «تهريب العملة بمبلغ 500 ألف دولار».
وشدد الخبراء، في بيانهم، على أن فانديكاستيل يتعرّض لـ«سوء المعاملة في الاعتقال ووضعه الصحي حرج»، وأكدوا أنه «بحاجة إلى رعاية وأدوية»، معربين عن قلقهم إزاء وضعه الصحي الجسدي والنفسي.
ويسود التوتر بين بلجيكا وإيران منذ توقيف الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي حُكم عليه في بلجيكا في عام 2021 بالحبس 20 عاماً على خلفية التخطيط لتنفيذ هجوم «إرهابي» ضد تجمّع للمعارضة الإيرانية.
وجاء في بيان الخبراء: «ندعو أيضاً السلطات الإيرانية إلى وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن وإلى الإفراج عن الأجانب الكثر ومزدوجي الجنسية المعتقلين تعسفياً».
وندّد الخبراء بالإعدام «المروّع» الذي نفّذته السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي في حق الإيراني - البريطاني علي رضا أكبري، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية المدان بتهمة التجسس.
إلى ذلك، أعربت فرنسا، الثلاثاء، عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي آيرلندي موقوف منذ أكتوبر (تشرين الأول) في إيران، حيث أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال مواطن ألماني آخر.
في الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز منذ أكتوبر في إيران والذي ينفّذ إضراباً عن الطعام والشراب، «في حالة صحية حرجة».
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن «مؤشرات خطيرة إلى إرهاق جسدي ونفسي» تظهر عليه، من دون تحديد ما إذا كانت حياته مهدّدة. وأكد أن السلطات الإيرانية ترفض حتى الآن الإفراج عن فيلان لأسباب صحية رغم مطالبة السلطات الفرنسية والآيرلندية بذلك.
وكانت الخارجية الفرنسية قد أكدت، الاثنين، أن فيلان من بين سبعة فرنسيين «محتجزين بشكل تعسفي» في إيران، موضحة أن وضعه الصحي «هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوفر في مكان احتجازه»، من دون ربط اعتقاله بالحركة الاحتجاجية في إيران.
وقالت كارولين ماسي – فيلان، شقيقة برنار فيلان، لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن شقيقها بدأ إضراباً عن الشرب، بعدما كان ينفّذ إضراباً عن الطعام منذ مطلع العام.
وشدّدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن - كلير لوجندر على أنّ باريس «تضاعف بالتنسيق مع الحكومة الآيرلندية، المساعي مع إيران» حتى يتم إطلاق سراح فيلان «من دون تأخير».
واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني الكثير من الرعايا الغربيين، كثر منهم من مزدوجي الجنسية. ويتهم أنصارهم ومنظمات غير حكومية، طهران باستخدامهم ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب. وباتت بلدان غربية، من بينها فرنسا، تتّهم إيران بشكل مباشر باستخدام المعتقلين الأجانب «رهائن دولة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».