أكد خبراء أمميّون مستقلّون، الثلاثاء، أن الاحتجاز «التعسّفي» للبلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، الذي يعمل في الشأن الإنساني في إيران، يشكّل «انتهاكاً للقانون الدولي»، مطالبين بإطلاق سراحه فوراً، ومن جهة ثانية، قالت مصادر فرنسية إن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز في إيران «في حالة صحية حرجة».
وفي بيان أصدروه، أعرب الخبراء الذين عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولا يتحدّثون باسم الهيئة عن اعتقادهم بأن «فانديكاستيل حُرم تعسفياً من حريّته وهو ضحية إخفاء قسري في فترة تشهد اعتقالات».
وشدّد المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان ومقرّرو فريق الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري على أن «حقّه بمحاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة ومحايدة قد انتُهك. إنها انتهاكات صارخة لالتزامات إيران بموجب القانون الدولي».
وفانديكاستيل، البالغ 41 عاماً، معتقل في إيران منذ 24 فبراير (شباط) 2022.
ووجه القضاء الإيراني أربعة اتهامات لفانديكاستيل، وصدرت في حقّه أحكام بالحبس يصل مجموعها إلى 40 عاماً.
ونظراً إلى تطبيق إيران مبدأ الإدغام في العقوبات، يتعيّن على فانديكاستيل قضاء الأشدّ، وهي الحبس 12 عاماً ونصف عام.
وصدرت في حق الموقوف ثلاث عقوبات بهذه المدة، وذلك لإدانته بكل من «التجسس لحساب جهاز استخبارات خارجي»، و«التعاون مع حكومة دولة معادية، هي الولايات المتحدة»، و«غسل أموال».
وحكم عليه بالحبس لمدة عامين ونصف عام إضافية وبـ74 جَلدة لإدانته بتهمة «تهريب العملة بمبلغ 500 ألف دولار».
وشدد الخبراء، في بيانهم، على أن فانديكاستيل يتعرّض لـ«سوء المعاملة في الاعتقال ووضعه الصحي حرج»، وأكدوا أنه «بحاجة إلى رعاية وأدوية»، معربين عن قلقهم إزاء وضعه الصحي الجسدي والنفسي.
ويسود التوتر بين بلجيكا وإيران منذ توقيف الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي حُكم عليه في بلجيكا في عام 2021 بالحبس 20 عاماً على خلفية التخطيط لتنفيذ هجوم «إرهابي» ضد تجمّع للمعارضة الإيرانية.
وجاء في بيان الخبراء: «ندعو أيضاً السلطات الإيرانية إلى وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن وإلى الإفراج عن الأجانب الكثر ومزدوجي الجنسية المعتقلين تعسفياً».
وندّد الخبراء بالإعدام «المروّع» الذي نفّذته السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي في حق الإيراني - البريطاني علي رضا أكبري، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية المدان بتهمة التجسس.
إلى ذلك، أعربت فرنسا، الثلاثاء، عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي آيرلندي موقوف منذ أكتوبر (تشرين الأول) في إيران، حيث أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال مواطن ألماني آخر.
في الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز منذ أكتوبر في إيران والذي ينفّذ إضراباً عن الطعام والشراب، «في حالة صحية حرجة».
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن «مؤشرات خطيرة إلى إرهاق جسدي ونفسي» تظهر عليه، من دون تحديد ما إذا كانت حياته مهدّدة. وأكد أن السلطات الإيرانية ترفض حتى الآن الإفراج عن فيلان لأسباب صحية رغم مطالبة السلطات الفرنسية والآيرلندية بذلك.
وكانت الخارجية الفرنسية قد أكدت، الاثنين، أن فيلان من بين سبعة فرنسيين «محتجزين بشكل تعسفي» في إيران، موضحة أن وضعه الصحي «هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوفر في مكان احتجازه»، من دون ربط اعتقاله بالحركة الاحتجاجية في إيران.
وقالت كارولين ماسي – فيلان، شقيقة برنار فيلان، لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن شقيقها بدأ إضراباً عن الشرب، بعدما كان ينفّذ إضراباً عن الطعام منذ مطلع العام.
وشدّدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن - كلير لوجندر على أنّ باريس «تضاعف بالتنسيق مع الحكومة الآيرلندية، المساعي مع إيران» حتى يتم إطلاق سراح فيلان «من دون تأخير».
واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني الكثير من الرعايا الغربيين، كثر منهم من مزدوجي الجنسية. ويتهم أنصارهم ومنظمات غير حكومية، طهران باستخدامهم ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب. وباتت بلدان غربية، من بينها فرنسا، تتّهم إيران بشكل مباشر باستخدام المعتقلين الأجانب «رهائن دولة».
خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي
مواطن فرنسي آيرلندي محتجز في طهران «بحالة صحية حرجة»
خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة