مرشحون لرئاسة ليبيا يطلقون «مبادرة» لمعالجة الانسداد السياسي

عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة (الوحدة)
TT

مرشحون لرئاسة ليبيا يطلقون «مبادرة» لمعالجة الانسداد السياسي

عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة (الوحدة)

أطلق 48 من مرشحي الرئاسة في ليبيا مبادرة لمعالجة الانسداد السياسي، إدراكاً منهم لخطورة الوضع الذي تمر به البلاد، والذي يتسم بانقسام مؤسساتها، وتدني مستوى عيش مواطنيها، واستدامة الفوضى الأمنية، وإخفاق الأجسام السياسية الحالية في قيادة البلاد إلى بر الأمان، وفشلها الذريع في القيام بالمهام الموكلة إليها طيلة السنوات الماضية، وكذا عرقلتها لإعادة القرار إلى الشعب الليبي صاحب السلطة والسيادة.
وقال الدكتور خليفة الدغاري، عضو مجلس النواب، والمرشح الرئاسي لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه المبادرة «ستعطي فرصة للشعب الليبي لقيام دولة موحدة في كافة مؤسساتها، وتسمح بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، من دون التلاعب بمشروع الدستور والقوانين، ووضع حد للصراع بين كافة الأطراف المتنفذة التي تغذي حالة اللااستقرار والفوضى والفساد، وتمنع الانتقال السلمي للسلطة، وقيام دولة الدستور والقانون».
وأعلن هؤلاء المرشحون أنهم تقدموا بهذه المبادرة باعتبارهم يمثلون قطاعاً واسعاً من الشعب الليبي، مستعينين فيها بالسلطة القضائية، باعتبارها السلطة الوحيدة التي ما زالت تحظى بقدر كبير من المصداقية في عيون الليبيين، لتساهم معهم في إخراج البلاد من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب الليبي، من خلال تكليفها بالأعباء التي فشلت السلطات التشريعية والتنفيذية في القيام بها.
وتنص المبادرة على أن يتولى المجلس الأعلى للقضاء المهام التشريعية والتنفيذية بصورة مؤقتة ولفترة محدودة، تعطى له خلالها جميع الصلاحيات في إصدار المراسيم والقرارات اللازمة للقيام بمهامه، بما يكفل استكمال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن، وتروم معالجة الأزمة الحالية من خلال مجموعة من المحاور، وتقوم على الالتزام بحماية وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية الليبية، والالتزام الكامل بنصوص القاعدة الدستورية، وبالعملية السياسية، ونبذ الاحتكام إلى السلاح، والالتزام بالمساواة التامة بين الليبيين.
كما تروم المبادرة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، تلبية لطموحات أكثر من 5.2 مليون ناخب ليبي، وتوحيد مؤسسات الدولة، وتشكيل سلطة تنفيذية من ذوي الكفاءات، مع ضمان الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتساوية لكل الليبيين دون أي تمييز، والالتزام بمبادئ الحوكمة الرشيدة على أساس الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد، والالتزام بتحقيق المصالحة الوطنية، باعتبارها شرطاً لا غنى عنه للأمن والاستقرار والتنمية، وضمان توافق جميع القوانين والتشريعات مع الشريعة الإسلامية.
وقال المرشحون للرئاسة، إن معالجة الانسداد السياسي تكمن أولاً في الجانب التأسيسي، بحيث يتولى المجلس الأعلى للقضاء مهامه باعتباره مجلساً تأسيسياً، يقوم بإصدار التشريعات الضرورية اللازمة لاستكمال المسار السياسي، والخروج من المراحل الانتقالية للوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار، مستعيناً في ذلك بالخبرات الوطنية والدولية، وبعثة الأمم المتحدة، والاستفتاء الشعبي العام على المسائل المختلف عليها عند الضرورة، ثم تعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعد لا يتجاوز 9 أشهر من مباشرة المجلس لمهامه، وينتهي عمل المجلس بمجرد إعلان النتائج النهائية للانتخابات، وتولي السلطات التشريعية والتنفيذية المنتخبة لمهامها.
أما المحور الثاني من المبادرة فيتعلق بالجانب الدستوري، بحيث يقوم المجلس بإعداد القاعدة الدستورية والتشريعات اللازمة لاستكمال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في موعد لا يتجاوز ستين يوماً من أول اجتماع له، وفي موعد لا يتجاوز 120 يوماً في حالة تنظيم استفتاء على المسائل الخلافية. وبمجرد تسلم المجلس لمهامه يقوم في أول اجتماع له بإصدار مرسوم بمنح مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إجازة تشريعية مفتوحة، وإصدار مرسوم بحل المجلس الرئاسي، ويتولى المجلس القيام بمهامه، وكذا إصدار قرار بحل الحكومتين الحاليتين، وتكليف وكلاء الوزارات أو من يراهم بتسيير الوزرات المختلفة إلى حين تشكيله الحكومة. وبمجرد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات التشريعية يصدر المجلس مرسوماً بحل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، كما أن على المجلس إصدار المراسيم والقوانين والقرارات اللازمة لتسيير هذه المرحلة.
كما يتولى المجلس في غضون عشرة أيام عمل من أول اجتماع له، تسمية رئيس حكومة، على ألا يكون من أعضاء المجلس الأعلى للقضاء، أو مجلس النواب، أو المجلس الأعلى للدولة، أو المؤتمر الوطني العام، أو ممن تقلدوا مناصب وزارية أو سيادية حالياً أو في السابق. ويشكل رئيس الحكومة حكومة مصغرة من الشخصيات ذات الكفاءة والنزاهة، يقدمها إلى المجلس لاعتمادها في غضون عشرة أيام عمل من تسميته، ويمكن أن تمدد المهلة إلى عشرة أيام إضافية عند الضرورة، وفي حالة فشله يسمي المجلس شخصية أخرى لتشكيل الحكومة، على أن تقتصر مهام الحكومة على تسيير الأعمال والإعداد للانتخابات، وتهيئة الظروف الملائمة لإجرائها، والقيام بالإصلاحات التي تراها ضرورية بعد موافقة المجلس. أما بخصوص الانتخابات، فإن المجلس يقوم بموافاة المفوضية العليا للانتخابات بالقاعدة الدستورية، والقوانين اللازمة لاستكمال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعد لا يتجاوز مائة يوم من مباشرته لأعماله.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.