«محقق مرفأ بيروت» يرفض إطلاع الفرنسيين على ملفه

القاضي البيطار لـ«الشرق الأوسط»: لن أستسلم للتعطيل

القاضي طارق البيطار (الوطنية)
القاضي طارق البيطار (الوطنية)
TT

«محقق مرفأ بيروت» يرفض إطلاع الفرنسيين على ملفه

القاضي طارق البيطار (الوطنية)
القاضي طارق البيطار (الوطنية)

أعاد الوفد القضائي الفرنسي الموجود في بيروت، ملف انفجار مرفأ بيروت إلى الواجهة مجدداً، وحرك عبر اللقاءات المكثفة التي عقدها مع مسؤولين قضائيين لبنانيين مياهه الراكدة منذ حوالي 13 شهراً، خصوصاً أن القضاة الفرنسيين استفسروا عن خلفيات توقف التحقيق اللبناني، والذي يتسبب في عرقلة التحقيق الفرنسي المستقل حول مقتل ثلاثة مواطنين فرنسيين في انفجار المرفأ.
واستهل الفريق القضائي الذي يرأسه القاضي نيكولا أوبيرتان، مهمته بلقاء المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان على مدى ساعة ونصف الساعة، باعتبار أن الأخير هو من يمثل النيابة التمييزية بهذا الملف، قبل أن ينتقل إلى مكتب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، ويعقد معه اجتماعاً دام أربع ساعات. وأفادت مصادر مواكبة لتحركات القضاة الفرنسيين أنهم «طلبوا من القاضي صبوح سليمان مساعدتهم للاطلاع على التحقيق اللبناني بهذا الملف، إلا أن الأخير أبلغهم أن هذه الصلاحية تعود للقاضي البيطار دون سواه».
وغاص القضاة الفرنسيون مع البيطار في نقاش طويل حول أسباب عرقلة التحقيقات. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن المحقق العدلي «شرح المراحل التي قطعها التحقيق وما تبقى منه والعراقيل التي تواجهه». وأكدت أن البيطار «رفض إطلاع الوفد على مضمون التحقيق أو تزويده بأي مستند، باعتبار أن يده مرفوعة عن الملف بفعل دعاوى الرد المقامة ضده، لكنه تحدث معهم بالعموميات وضمن الحدود التي يتيحها له القانون، ووعد بتقديم المساعدة بعد عودته واستئناف التحقيق».
ولا يبدو أن المحقق العدلي في وارد التنحي عن هذا الملف أو الاستسلام لإرادة المعطلين الذين يحاولون دفعه إلى الاستقالة من هذه المهمة، وأكد البيطار لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحقيق سيستمر ولن ينتهي أو يستسلم لإرادة التعطيل». وقال: «أتمنى أن يصل القضاء إلى إيجاد مخارج قانونية تعيد إطلاق مسار التحقيق بشكل عادي ومنتظم، وأن يكون حلاً جذرياً وليس مؤقتاً».
وما بين لقاءين منفصلين عقدهما الوفد الفرنسي مع البيطار، التقى القضاة الفرنسيون في قصر العدل المحاميين سيسيل روكز وبيار الجميل، وهما وكيلا ادعاء في الملف وشقيقان لضحيتين سقطا بالانفجار، واطلع منهما على معاناة فريق الادعاء ومعاناة أهالي الضحايا. وأفاد المحاميان روكز والجميل لـ«الشرق الأوسط»، بأنهما «طالبا القضاء الفرنسي بمساعدة أهالي الضحايا في جلاء الحقيقة، خصوصاً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبق وقدم وعداً قاطعاً للبنانيين بمساعدتهم على معرفة الحقيقة ومن دمر عاصمتهم وقتل أبناءها، لكن هذه الوعود تبخرت». وأوضحا أنهما «عبرا للوفد عن استيائهما كما أهالي الضحايا من عدم تزويد القضاء اللبناني بصور الأقمار الاصطناعية». وأشارا إلى أن القضاة الفرنسيين «أوضحوا أن لديهم مهمة قضائية وأن عمل القضاء مستقل تماماً عن السلطة السياسية، وسينقلون هذه الرغبة إلى السلطات الرسمية في باريس».
وينفذ أهالي ضحايا انفجار المرفأ اليوم الخميس وقفة أمام مبنى قصر العدل في بيروت، احتجاجاً على تجميد التحقيق بالملف، وسيطلب الأهالي لقاء الوفد القضائي الفرنسي لإطلاعه على معاناتهم، وإمعان السلطات السياسية في نسف التحقيق اللبناني، كما سيطلب الأهالي من الدولة الفرنسية المساعدة في تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية.
- ملف التحقيقات المالية
إلى ذلك، واصلت الوفود القضائية الأوروبية تحقيقاتها في بيروت بالملفات المالية، واستمعت إلى إفادة النائب الأول السابق لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين ورئيس دائرة القطع في المصرف نعمان ندور بصفتهما شاهدين، وذلك بمشاركة المحامين العامين لدى محكمة التمييز ميرنا كلاس وعماد قبلان. وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسئلة كلها تدور بفلك الوضع المالي والعمليات المصرفية، ومعظمها صوب على شركة «فوري» التي يملكها رجا سلامة، شقيق رياض سلامة». وأوضحت المصادر أن «الوفود الأوروبية لديها ملفات متكاملة ومعززة ومشغولة بحرفية عالية، وهي ليست في مرحلة البحث عن أدلة، بل تعمل على مقاطعة المعلومات الموجودة لديهم ببعض الإفادات والمستندات الموجودة في لبنان». ومن المقرر أن يستمع القضاة الأوروبيون اليوم الخميس إلى مدير القسم القانوني في البنك المركزي بيار كنعان ورئيس مجلس إدارة بنك «عودة» سمير حنا كشاهدين أيضاً.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
TT

ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 34 ألفاً و844 شخصاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 78 ألفاً و404.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 55 فلسطينياً قتلوا وأصيب 200 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف البيان أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الصحة في غزة إن بعض مستشفيات رفح في جنوب القطاع خرجت عن الخدمة جراء تهديد إسرائيل لها بالإخلاء والقصف العنيف للمنطقة، مؤكدة أنه «لا يوجد مكان لعلاج الجرحى، وخاصة الحالات الحرجة».

وذكرت الوزارة أن معبر رفح البري في جنوب القطاع مغلق لليوم الثاني على التوالي؛ بسبب سيطرة إسرائيل عليه، مشيرة إلى «منع وحرمان الآلاف من الجرحى والمرضى من حقهم في السفر والعلاج خارج قطاع غزة».

كما اتهمت وزارة الصحة إسرائيل بمنع إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية لمستشفيات الوزارة، بحسب البيان.


تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأربعاء، أن إدارة جو بايدن تسارع إلى الانتهاء من تقرير من المقرر أن تقدمه للكونغرس هذا الأسبوع حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال حربها في غزة.

وقالت الشبكة إن نتيجة التقرير يمكن أن تؤدي إلى تداعيات كبيرة ومزيد من تأجيج الانقسامات في داخل أميركا وخارجها.

وأوضحت أن التقرير كان موضع نقاش مكثف لعدة أشهر في جميع أنحاء الإدارة، وقد أدى بالفعل إلى انقسامات عميقة داخل وزارة الخارجية، حيث أعربت بعض الأقسام عن شكها في تأكيدات إسرائيل بأنها استخدمت الأسلحة الأميركية دون انتهاك القانون الدولي خلال حربها التي استمرت 7 أشهر.

ويأتي التقرير، الذي سيتناول أيضا ما إذا كانت إسرائيل قد أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية، في لحظة محورية في الحرب حيث يبدو أن إسرائيل على شفا التوغل في مدينة رفح، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي الوقت نفسه، لا تزال «حماس» وإسرائيل غير قادرتين على التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، فيما ألغت كثير من الجامعات الأميركية احتفالات التخرج بعد اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكان بايدن وافق تحت ضغط من الديمقراطيين في الكونغرس في فبراير (شباط) على إصدار مذكرة جديدة تتعلق بالأمن القومي من شأنها فحص سلوك إسرائيل واستخدامها للأسلحة الأميركية في حربها ضد «حماس».

وتتطلب هذه المذكرة من جميع الدول التي تستخدم الأسلحة الأميركية أن تشهد بأنها تفعل ذلك بما يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، مع جدول زمني سريع لأولئك الذين هم في صراع نشط.

جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

وحسبما قالت مصادر في الكونغرس لشبكة «سي إن إن»، فإن أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مهلة حتى الأربعاء لإبلاغ الكونغرس بما إذا كانت الإدارة تعد هذه الضمانات «ذات مصداقية وموثوقة»، ومع ذلك، أبلغت إدارة بايدن الكونغرس أنه من المتوقع أن يتم تأجيل تسليم التقرير قليلا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء: «إننا نحاول جاهدين الالتزام بهذا الموعد النهائي»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تكتب فيها الوزارة تقريراً من هذا النوع «ومن الممكن أن يتأجل الموعد قليلا فقط».

ورغم أن التقرير لا يفرض تغييراً في سياسة الولايات المتحدة، فإنه يمكن استخدامه لإحداث تغيير.

وقالت مصادر في الكونغرس إن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق عميق من أن النتائج التي توصل إليها قد تزيد الضغط على بايدن لوضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، إذا وجد التقرير أنها لا تلتزم بالقانون الدولي، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إثارة عاصفة داخل حكومة نتنياهو.

وقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وغيره من كبار أعضاء حكومته مؤخراً القيود المحتملة على المساعدات العسكرية لوحدة عسكرية إسرائيلية تبين أنها ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل الحرب في غزة.

وعلى الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن أصبحوا صريحين بشكل متزايد بشأن الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، فإنهم لم يتخذوا بعد أي إجراءات عقابية أو يقيدوا المساعدة العسكرية لإسرائيل.

وفي الشهر الماضي، حذر بايدن نتنياهو من أن على إسرائيل أن تفعل المزيد لمعالجة الوضع الإنساني وإلا فسيكون هناك تغيير في السياسة الأميركية.

وفي أواخر الشهر الماضي، ذكرت «منظمة العفو الدولية» أن الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة بإسرائيل قد استخدمت «في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وبطريقة لا تتفق مع القانون والسياسة الأميركية».


اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 44 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 44 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، انتشال 44 جثة، حتى الآن، من مجمع الشفاء الطبي في شمال القطاع، بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة.

وأشارت الوزارة، في بيان مقتضب على «فيسبوك»، إلى أن الجثث المكتشَفة متحللة، وأن عمليات البحث لا تزال مستمرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي مطلع الأسبوع الحالي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 120 جثة لم يجرِ انتشالها في محيط مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة؛ وذلك بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي عمل الأطقم الطبية بتلك المناطق، وعدم توفر مُعدات حفر ثقيلة؛ نظراً لنفاد الوقود، مع مواصلة الاحتلال تشديد الحصار على القطاع.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عمليات البحث والانتشال جارية للقتلى منذ عدة أسابيع، حيث جرى انتشال العشرات من داخل مستشفى الشفاء، ومن تحت ركام المنازل المدمرة المحيطة بالمستشفى.


الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأربعاء، شن غارات على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في ست مناطق بجنوب لبنان، خلال الليلة الماضية، في حين أعلنت الجماعة استهداف عدة مبان للجيش في شمال إسرائيل.

وقال أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على «مبان عسكرية لـ(حزب الله) في كفر كلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس».

كما ذكر أن الطيران الإسرائيلي قصف أيضاً أهدافاً لـ«حزب الله» في حولا وعيترون بجنوب لبنان، مشيراً إلى أن الجيش شن هجمات «لإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين».

في المقابل، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إن مقاتليها استهدفوا عدة مبان يستخدمها الجنود الإسرائيليون في شمال إسرائيل، أحدها مبنى في منطقة المطلة؛ والذي أصابوه «إصابة مباشرة».

وأوضحت الجماعة، في بيانات منفصلة، أن عناصرها استهدفت مبنيين في منطقة حانيتا، واثنين آخرين في منطقة شلومي، ومثلهما في أفيفيم، إلى جانب مبنى بمنطقة المنارة.

وتفجّر قصف متبادل شِبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلَّحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


بينها «حماس»... فصائل فلسطينية ترفض أي وصاية على معبر رفح

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
TT

بينها «حماس»... فصائل فلسطينية ترفض أي وصاية على معبر رفح

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)

قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إنها ترفض «أي شكل من أشكال الوصاية» على معبر رفح في جنوب قطاع غزة.

وذكرت اللجنة، التي تضم عدداً من الفصائل الفلسطينية، ومنها حركة «حماس»، في بيان، أنها «لن تقبل من أي جهةٍ كانت، فرض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، ونَعدّ ذلك شكلاً من أشكال الاحتلال، وأي مخطط من هذا النوع سيجري التعامل مع إفرازاته كما نتعامل مع الاحتلال»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

ودعا البيان، الذي نشرته «حماس» على «تلغرام»، الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية؛ وفي مقدمتها مصر، إلى «رفض أي مخططات ومحاولات تمس السيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح».

كما حثّت اللجنة كل الأطراف على رفض أي شكل من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات، مشددة على أن «إدارة الوضع الداخلي هي شأن فلسطيني خالص يجري التوافق عليه وطنياً عبر الآليات المتبَعة والمتوافق عليها».

من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أيضاً رفض «أي شكل من أشكال الوصاية» على معبر رفح.

كما شدد الشيخ، عبر حسابه على منصة «إكس»، على رفض ما وصفها بمحاولات المس بالسيادة الفلسطينية على المعبر بالشراكة مع مصر.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


تفعيل اتفاقيات وإشراف أوروبي... ما السيناريوهات المطروحة حول معبر رفح؟

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
TT

تفعيل اتفاقيات وإشراف أوروبي... ما السيناريوهات المطروحة حول معبر رفح؟

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)

ينظر الفلسطينيون بعين القلق تجاه إنزال العلم الفلسطيني ورفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي، بعد عملية عسكرية إسرائيلية سريعة أدت إلى السيطرة على المعبر.

لا يعرف الفلسطينيون إلى أي جهة ستؤول المسؤولية عن إدارة المعبر الذي كان العمل به محكوماً باتفاقيات دولية شارك فيها الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005، لكن الاتحاد الأوروبي انسحب من المكان بوصفه مراقباً بعد سيطرة حركة «حماس» على القطاع عام 2007.

لم يكن دخول الإسرائيليين إلى معبر رفح مفاجئاً، لكن وصولهم إليه بهذه السرعة لم يكن متصوراً.

ويقول شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت باتجاه المعبر بسرعة فاقت كل التوقعات، وكانت المقاومة محدودة للغاية.

وتواصلت «وكالة أنباء العالم العربي» مع قيادات في حركة «حماس» للتعقيب على ما حدث في المعبر، إلا أنهم اكتفوا بما ورد في بيانهم الرسمي من موقف مندد ومستنكر لعملية الاقتحام، دون تقديم تصور لما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة بعد هذا التحرك الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أن «حماس» تدرك أن المعبر مكان سيادي، وأنه الموقع الوحيد المتبقي لها ولحكومتها العاملة في غزة؛ ومن ثم فإن إفقادها العمل في المعبر قد يعني بالنسبة لإسرائيل إفقادها حكمها للقطاع.

العلم

كشف مصدر فلسطيني لـ«وكالة أنباء العالم العربي» عن طرح عرضته الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية طلبت فيه عودتها لتسلم إدارة المعبر، لكن الفلسطينيين رفضوا المقترح، متعللين بأنه لا يمكن تسلم المعبر من قوات إسرائيلية أنزلت العلم الفلسطيني عنه ورفعت العلم الإسرائيلي.

وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى إعادة تفعيل اتفاقية إدارة معبر رفح التي وقَّعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي عام 2005، والتي تضمنت إشرافاً أوروبياً على المعبر، كما تضمنت المعايير الأمنية والفنية الواجب توافرها في الموقع.

وكان الجانب المصري طرفاً في الاتفاقية؛ كون المعبر منفذاً إليه أيضاً.

ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: «ما يقوم به الاحتلال بعد موافقة (حماس) على الورقة المصرية للتهدئة هو إمعان في مواصلة العمليات ضد الفلسطينيين».

وأضاف في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يحاول مواصلة حكمه على حساب الدم الفلسطيني، وبات يدرك أن وجوده في منصبه مرهون بمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وأشار إلى أنباء تواترت عن وجود إدارات غير فلسطينية على معبر رفح، أو شركات أميركية أو غيرها، مؤكداً أن مثل هذه الأنباء غير دقيقة، ولا يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا بحدوث ذلك؛ كون المعبر يقع فوق أرض فلسطينية، ولا بد أن تكون إدارته فلسطينية.

وحذر أبو يوسف مما عدّه «مخططاً إسرائيلياً أبعد من قضية معبر رفح»، قال إنه يهدف إلى فصل تام بين قطاع غزة والضفة الغربية، ومن ثم الإجهاز على حلم قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتُلت عام 1967 وهي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

«صورة نصر»

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، إن العملية العسكرية في رفح ستتركز على إنهاء سيطرة حركة «حماس» على المعبر، مع وجود نوايا إسرائيلية بإسناد مسؤولية إدارة المعبر إلى شركة أميركية خاصة بعد انتهاء العملية العسكرية.

وفي محاولة من الإسرائيليين للتأكيد على إلحاق الهزيمة بحركة «حماس»، سارع نتنياهو أمس للقول بأن إسرائيل أفقدت «حماس» مكاناً مهماً لها للدخول والخروج، دون أن يفصح إذا ما كانت إسرائيل تريد البقاء في المعبر أم لا.

ويعتقد الدكتور عمر جعارة، المختص في التاريخ اليهودي والشأن الإسرائيلي، أن دخول رفح محاولة لإرضاء اليمين الإسرائيلي، خاصة أن نتنياهو يعلم أن من الصعب تجاهل حجم الضغط الأميركي للتوصل إلى صفقة تبادل للمحتجزين وتهدئة مع حركة «حماس»، «وبالتالي يلعب في الدقائق الأخيرة للحرب بدخول رفح».

وأضاف قائلاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «إسرائيل تعمل ضمن بروباغندا مفضوحة، فهي تريد تقديم صورة نصر للإسرائيليين قبل الذهاب إلى صفقة مع حركة (حماس)».

وتابع: «إسرائيل تريد أن تُظهر أنها دخلت إلى كل مكان في قطاع غزة».


«أطباء بلا حدود»: المستشفيات القليلة لن تستوعب تدفق الجرحى من رفح

فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
TT

«أطباء بلا حدود»: المستشفيات القليلة لن تستوعب تدفق الجرحى من رفح

فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)

قالت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأربعاء، إن المستشفيات الميدانية القليلة أو المرافق الصحية البديلة التي تجري إقامتها الآن في غزة لن تكون قادرة على استيعاب الجرحى المتدفقين من رفح بجنوب القطاع.

وذكرت أوريلي غودار، قائدة الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، في بيان، أن الهجوم الإسرائيلي على رفح «سيحمل آثاراً كارثية على أكثر من مليون شخص»، كما حذّرت من أنه سيزيد من الأضرار التي طالت النظام الصحي «الذي يعمل بصعوبة».

وأضاف البيان، الذي نشرته المنظمة على منصة «إكس»: «كما رأينا في الشمال، سيغدو الوصول إلى بعض المستشفيات مستحيلاً وهي معرضة للقصف أو التدمير بشكل كبير. بدأنا إخراج المرضى من مستشفى رفح الإندونيسي الميداني بالقادرين منهم على المشي، في حين نستعدّ أيضاً لإخلاء محتمل».

وتابع: «لن تستطيع المستشفيات الميدانية القليلة أو المنشآت البديلة التي تُقام أن تتعامل مع تدفق الجرحى، علاوة على الاحتياجات الطبية المعتادة مثل الولادات والأمراض المزمنة. ستزداد الاحتياجات الصحية بشكل مهول، بينما ستنحسر إمكانية الحصول على الرعاية الصحية».

وعدّت غودار أن «الظروف المعيشية في جميع أنحاء غزة متردية جداً أساساً، وستزداد سوءاً على جميع هؤلاء الأشخاص الذين سيُشرَّدون مرة أخرى وسيُضطرون للعيش في خيام مؤقتة مع وصول محدود إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه».

وأوضحت أن تقديم المساعدات الطبية والإنسانية يمثل «تحدياً كبيراً» في الوقت الحالي، مشددة على أن الوقف الفوري لإطلاق النار يشكل «خطوة أولى نحو البدء بتلبية الاحتياجات الهائلة للسكان في غزة».

وجدّدت منظمة أطباء بلا حدود الدعوة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار للحفاظ على حياة المدنيين، والسماح للمساعدات الكافية التي تشتد الحاجة إليها بأن تدخل إلى القطاع.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن تسعة أشخاص قتلوا فجر اليوم الأربعاء في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح بجنوب القطاع.

وذكرت الوكالة أن سبعة أشخاص لاقوا حتفهم حين استهدف الطيران الإسرائيلي شقة في بناية سكنية بمنطقة عسقولة في حي الزيتون شرق غزة ما أسفر عن مقتل رجل وامرأة وأبنائهما الخمسة. وأضافت أن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على دراجة نارية قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح.

وذكرت وكالة شهاب الإخبارية على تليغرام أن قصفا مدفعيا استهدف حي السلام شرق رفح فيما استهدف قصف جوي إسرائيلي بيت لاهيا شمال قطاع غزة. من ناحية أخرى قال تلفزيون الأقصى إن القوات الإسرائيلية تشن ضربات على أجزاء متفرقة من وسط وجنوب القطاع.


بلينكن يندد بهجمات متطرفين إسرائيليين على قوافل مساعدات أردنية لغزة

مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
TT

بلينكن يندد بهجمات متطرفين إسرائيليين على قوافل مساعدات أردنية لغزة

مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)

ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بالهجمات الأخيرة التي شنها متطرفون إسرائيليون على قوافل مساعدات إنسانية دخلت من الأردن إلى غزة لمنعها من الوصول إلى المدنيين الفلسطينيين.

وللمرة الثانية هذا الشهر شن مستوطنون متطرفون هجوماً على قافلة مساعدات أردنية كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون بعدما كانوا هاجموا قافلتين أخريين مطلع هذا الشهر.

ونقلت وزارة الخارجية في بيان عن بلينكن تأكيده مجدداً أن الولايات المتحدة تتوقع من حكومة إسرائيل «اتخاذ الإجراءات الكاملة والملائمة لمنع وقوع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها».

كما بحث الجانبان جهود التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين.


مجلس الأمن يواكب مفاوضات إسرائيل و«حماس»

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يواكب مفاوضات إسرائيل و«حماس»

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)

واكب أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عقدوها، الثلاثاء، المفاوضات الصعبة للتوصل إلى اتفاق على وقف النار في غزة بين إسرائيل و«حماس» بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، والنظر في التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية بمحيط مستشفيين في القطاع، بالإضافة إلى الدفع بطلب الاعتراف بفلسطين بوصفها دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال التصويت على مشروع قرار جديد في جمعيتها العامة.

وبطلب من الجزائر، عقد المجلس جلسة استمع فيها إلى إحاطتين من المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز، للتركيز على الغزو الإسرائيلي لغزة، حيث تشير التقارير إلى مقتل نحو 35 ألفاً من الفلسطينيين، ونزوح ما يصل إلى 1.7 مليون شخص في غضون سبعة أشهر في كل أنحاء القطاع.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز تتحدث خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف 27 مارس (أ.ف.ب)

وتشير الأرقام التي قدمتها السلطات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1200 من الإسرائيليين والأجانب منذ شنت «حماس» هجومها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع استمرار وجود نحو 132 إسرائيلياً ومواطناً أجنبياً محتجزين في غزة.

ويتفق أعضاء المجلس، ظاهرياً، على ضرورة تجنب شن هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح. كما أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لمثل هذه العملية.

مسعفون فلسطينيون يحملون عدة جثث اكتشفت بالقرب من مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية هناك (أ.ف.ب)

وكان اكتشاف المقابر الجماعية في محيط مجمعي النصر والشفاء الطبيين في كل من مخيم خان يونس ومدينة غزة محور اهتمام لأعضاء المجلس، علماً أن هذا الاكتشاف حصل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منهما في أبريل (نيسان) الماضي.

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودعا تورك إلى إجراء «تحقيق مستقل في الظروف المحيطة بالمقابر الجماعية»، وأيده كثير من أعضاء المجلس. وكررت ألبانيز أن هناك «أسباباً معقولة للاعتقاد» أن إسرائيل «تجاوزت العتبة» التي تشير إلى احتمال ارتكاب «جريمة الإبادة الجماعية».

وكان أعضاء المجلس أجروا مناقشات منفصلة ليل الاثنين، بطلب من فرنسا، حول مشروع القرار الذي تقترحه للمطالبة بـ«وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن». وينص المشروع على فقرات واضحة تتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستنشأ استناداً إلى حل الدولتين مع إسرائيل.

جنود إسرائيليون عند أحد مداخل مخيم «شعفاط» للاجئين في القدس الشرقية أكتوبر 2022 (أ.ف.ب)

وفي هذا الإطار، تستأنف الجمعية العامة جلستها الخاصة الطارئة العاشرة حول «الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة»، في رد على استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» في 18 أبريل الماضي، ضد مشروع قرار قدمته الجزائر، ويوصي بقبول دولة فلسطين في عضوية الأمم المتحدة.

ويحتمل أن تصوت الجمعية العامة الجمعة المقبل، على مشروع القرار الذي يعترف بأهلية الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن مجدداً بـ«إعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي».

وسيكون التصويت بمثابة استفتاء عالمي لمدى الدعم الذي يحظى به الفلسطينيون في مسعاهم إلى الاعتراف بدولتهم.

ويحتاج طلب الحصول على العضوية الكاملة إلى موافقة مجلس الأمن بغالبية لا تقل عن تسعة من الأصوات الـ15 في المجلس، وعدم استخدام حق الفيتو من أي من الدول الدائمة العضوية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. وبعد ذلك، يجب أن يحصل المشروع على غالبية الثلثين من الأعضاء الـ193 في الجمعية العامة.

سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور يلقي كلمة أمام مجلس الأمن 25 مارس بعد فشل التصويت على وقف إطلاق النار بغزة خلال شهر رمضان (أ.ب)

وأثار بعض الدبلوماسيين مخاوف بشأن النص الحالي، الذي يمنح حقوقاً وامتيازات إضافية للفلسطينيين إلى جانب العضوية الكاملة. ويقول بعض الدبلوماسيين إن هذا يمكن أن يشكل سابقة لأوضاع أخرى، مثل كوسوفو وتايوان.

وندّد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بمشروع القرار الحالي للجمعية العامة، وعدّ أنه سيعطي الفلسطينيين وضعاً فعلياً وحقوق دولة، مضيفاً أن ذلك «يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة». وزاد: «إذا تمت الموافقة عليه، فأتوقع أن تتوقف الولايات المتحدة تماماً عن تمويل الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفقاً للقانون الأميركي».

وبموجب القانون الأميركي، لا يمكن لواشنطن تمويل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأي مجموعة لا تتمتع «بالخصائص المعترف بها دولياً» للدولة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز، أن «وجهة النظر الأميركية هي أن الطريق نحو إقامة دولة للشعب الفلسطيني تمر عبر المفاوضات المباشرة». وقال: «نحن على علم بمشروع القرار، ونؤكد على مخاوفنا بشأن أي جهد لتقديم مزايا معينة لكيانات، بينما هناك أسئلة لم يتم الإجابة عنها حول ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون حالياً المعايير المنصوص عليها في الميثاق».