سجال بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله» حول «التقسيم»

سمير جعجع متحدثاً أمس خلال لقاء «الجبهة السيادية» (موقع «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع متحدثاً أمس خلال لقاء «الجبهة السيادية» (موقع «القوات اللبنانية»)
TT

سجال بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله» حول «التقسيم»

سمير جعجع متحدثاً أمس خلال لقاء «الجبهة السيادية» (موقع «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع متحدثاً أمس خلال لقاء «الجبهة السيادية» (موقع «القوات اللبنانية»)

أعاد كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبل يومين، عن ضرورة «إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية إذا تمكّن (حزب الله) من الإتيان برئيس كما يريد»، الحديث عن التقسيم في لبنان، وأثار ردود فعل من قبل بعض الأفرقاء وعلى رأسهم الحزب الذي ردّ بشكل مباشر على جعجع مشككّاً بوطنيته.
وكتب نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، على حسابه على «تويتر» قائلاً: «أحد أركان السياديين يدعو إلى التقسيم إذا لم يتمكن من الإتيان بالرئيس الذي يريده!»، سائلاً: «هل السيادة تكون بالاستحواذ على البلد والتطنيش عن الاحتلال الإسرائيلي لبلدنا، وعدم احترام إرادة الشعب في انتخاب الرئيس؟»، وأضاف: «الوطني لا يدعو إلى التقسيم».
ويوم أمس، جدد جعجع الحديث عن فشل التركيبة الحالية، وردّ على من انتقدوا كلامه حول إعادة النظر بها، قائلاً بعد لقائه «الجبهة السيادية» «حديثي منذ يومين خدش الشعور الوطني لدى البعض إلا أنه لم ينخدش حين رأوا لبنانيين يفتّشون عن لقمة عيشهم في النفايات»، سائلاً: «هل يُعقل أنّه منذ 3 سنوات حتى اليوم لم يُتخذ بعد أي تدبير بالاتجاه المطلوب كضبط الحدود والتهريب وتصحيح علاقاتنا مع دول الخليج؟».
وسأل جعجع: «في التركيبة الحالية ماذا يمكن أن يحصل بعد؟ سيستمرّ محور الممانعة بالتعطيل إلى حين أن نيأس ويُهاجر الجميع، وبالتالي التسليم بالاسم الذي يريدونه»، مشدداً على أن «التركيبة الحالية فشلت وجلسات انتخاب الرئيس ستكون كسابقاتها لأنّ المنطق نفسه يتحكّم بالأمور ومن غير المقبول أن يتمكّنوا من تعطيل البلد».
وفيما بدا واضحاً أن ردّ قاسم جاء على كلام جعجع، الذي كان قد سبقه تهديد من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بـ«تطبيق اللامركزية الإدارية على الأرض»، رفض النائب في «القوات» غياث يزبك تفسير كلام جعجع على أنه دعوة إلى التقسيم، ورد على نائب أمين عام الحزب، بالقول: «هل قاسم يقوم بقراءة ذاتية لأداء حزبه أم أنه يردّ على حليفه باسيل الذي لوّح بالفيدرالية مهاجماً الحزب؟»، مضيفاً: «على الحزب ألا يقوم بإسقاط ما قاله حليفه (باسيل) على القوات التي لم ولن تتحدث يوماً عن التقسيم ولا عن حقوق الطوائف».
وكان باسيل قد أعلن عن مواقف عالية السقف في رد منه على حليفه «حزب الله» لمشاركته في جلسة حكومة تصريف الأعمال، وتوجه له بالقول «مش ماشي الحال أبداً، ويجب البدء جدّيا باللامركزية الموسعة، إن لم يكن بالقانون بعد 30 سنة من الطائف، نبدأها على الأرض»، وهو ما قرأه البعض بأنه تهديد بالتقسيم.
وسأل يزبك في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أين قرأوا في كلامنا دعوة إلى التقسيم؟ هل الذي يعمل لإعادة عمل مؤسسات الدولة يكون داعياً إلى التقسيم؟ من يعمل على التقسيم هو الفريق الذي لا يزال يحتفظ بسلاحه ويسيطر على مناطقه وعينه على مناطق غيره ليقوم في الوقت المناسب بانقلاب لإرساء التقسيم وإقامة دولة إيرانستان». ويضيف: «في المقابل نحن من سلّمنا سلاحنا ودفعنا ثمن اتفاق الطائف، في وقت لا يزال الطرف الآخر يعلن صراحة أنه ينتمي إلى ولاية الفقيه».
وأمام هذا السجال الحاصل، حذّر النائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» هادي أبو الحسن، من إحياء نغمة التقسيم حيناً، والفيديرالية حيناً آخر، مؤكداً في الوقت عينه أن الحل في لبنان يبقى في تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته، ومؤيداً الدعوة لتطوير النظام السياسي إلى الأفضل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا قد حذّرنا منذ زمن بعيد من حسابات عميقة لدى البعض، ويبدو أن هناك من ينظر إلى الميزان الديمغرافي في لبنان عبر حسابات فئوية طائفية، لكننا نؤكد أن اتفاق الطائف هو نعمة وليس نقمة، وهو أنصف الجميع، وأرسى المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، فلنعمل على تطبيقه بدل الدخول في المجهول».
وفي تعليق منه على دعوة جعجع لإعادة النظر بالتركيبة اللبنانية، قال أبو الحسن: «نلتقي على ضرورة تطوير النظام السياسي للأفضل وليس للأسوأ، وذلك عبر تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته، أما الفيدرالية فهي لا تحل المشكلة والأزمات التي يرزح تحتها لبنان بل تعمّقها أكثر».
وذكّر أبو الحسن بما تُعرف في لبنان بحرب الإلغاء بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، مضيفاً: «عندما يرتفع الحديث عن الفيدرالية أو التقسيم تقع المشكلة في البيت الواحد، متوجهاً بالسؤال إلى الشركاء المسيحيين بالقول: «لماذا نكرر هذه التجربة؟».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

نسفت حرب الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الآمال بـ«حلم الصيف اللبناني»، وبات أصحاب المؤسسات السياحية ينظرون بتشاؤم إلى الموسم المقبل، الذي كان كثيرون يراهنون عليه لتحريك عجلة الاقتصاد.

وجاءت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بأن صيف لبنان «سيكون ساخناً»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته الحالية تفاؤلاً كبيراً، وهو أمر أكدته تصريحات لنقيب الفنادق بيار الأشقر الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن مجرّد التهديد بصيف ساخن واستمرار الحرب في الجنوب يُعدّان «أسباباً كافية لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسيّاح على الحجز للمجيء إلى لبنان». ولفت إلى أن «مؤشرات الحجوزات (في الفنادق) تبدأ عادة بالظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكنها هذا العام معدومة».

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف عام 2023، قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السيّاح الأجانب. لكن اليوم، مع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان، طبعاً لن يغامروا (السياح) بالمجيء، علماً أن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان». وعلى هذا الأساس، يعدّ الأشقر أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.


مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)

دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق في مقابر جماعية اكتُشفت قرب مرافق صحية في قطاع غزة.

ويذكر أنه تم العثور على مقابر تحتوي على عدة مئات من الجثث قرب «مستشفى ناصر» في خان يونس ومستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في الأسابيعالأخيرة.

وكان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قال الشهر الماضي نقلا عن سلطات الدفاع المدني الفلسطينية، إن بعض الجثث كانت مقيدة الأيدي.

وبموجب القانون الإنساني الدولي، تتمتع المستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى بإجراءات حماية خاصة.

وزعم الجانب الإسرائيلي إن الاتهامات بأن القوات الإسرائيلية دفنت جثث الفلسطينيين لا أساس لها من الصحة. وقال مسؤولون إن الجنود الإسرائيليين قاموا فقط بتفتيش القبور بحثا عن رهائن إسرائيليين.

وجاء في بيان صادر عن البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة

ودقيقة وشاملة وشفافة ومحايدة في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في منشأتي ناصر والشفاء الطبيتين في غزة».

وأضاف البيان: «يجب أن تكون هناك محاسبة على انتهاكات القانون الدولي»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.


ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
TT

ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)

عدّت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، أن الفلسطينيين لهم الحق في عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، في تصويت أثار غضب إسرائيل، وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها «الفيتو» في مجلس الأمن.

وقال مندوب الإمارات محمد عيسى أبو شهاب متحدثاً باسم الدول العربية، إن هذا القرار «سيترك أثراً مهماً على مستقبل الشعب الفلسطيني»، رغم أنه «لا يمثل في حد ذاته إنصافاً لدولة فلسطين، لأنها وإن مُنحت حقوقاً إضافية، ستبقى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة أو الترشح لهيئات الأمم المتحدة».

تكرار لمطلب قديم

وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيون مطلع أبريل (نيسان) طلباً تقدموا به عام 2011، ويسعون عبره إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حيث تتمتع حالياً بصفة «دولة غير عضو لها صفة مراقب».

ويتطلّب منح العضوية الكاملة، قبل التصويت في الجمعية العامة بغالبية الثلثين، توصية إيجابية من مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل.

ورغم أن الجمعية العامة لا يمكنها تجاوز هذا «الفيتو»، قرر الفلسطينيون التوجه إلى الدول الأعضاء الـ193 ليثبتوا بذلك أنه من دون «الفيتو» الأميركي كانوا ليحصلوا على غالبية الثلثين اللازمة للمصادقة على العضوية.

ويعدّ مشروع القرار الذي قدمته الإمارات واعتمد بغالبية 143 صوتاً ومعارضة 9 وامتناع 25 عن التصويت، أن «فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقاً للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضواً في الأمم المتحدة».

كما يوصي مجلس الأمن «بإعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي».

حلقة دبلوماسية مفرغة

وأوضح المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان: «قد نجد أنفسنا في حلقة دبلوماسية مفرغة مع دعوة الجمعية العامة المجلس بشكل متكرر إلى قبول العضوية الفلسطينية واستخدام الولايات المتحدة (الفيتو) ضدها».

ومن هذا المنظور، يقترح النص منح مجموعة من «الحقوق والامتيازات الإضافية» للفلسطينيين دون تأخير «استثنائياً ومن دون أن يشكّل سابقة» بدءاً من الدورة 79 للجمعية العامة في سبتمبر (أيلول).

والنص الذي يستبعد بشكل واضح حق التصويت والترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، يسمح للفلسطينيين على سبيل المثال بتقديم مقترحات وتعديلات بشكل مباشر من دون المرور بدولة ثالثة، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

ورغم أن هذه الإجراءات رمزية إلى حد كبير، فإن إسرائيل التي ترفض حكومتها حل الدولتين، استهجنت القرار. كما أبدت الولايات المتحدة التي صوتت ضد القرار، تحفظاتها عن هذه المبادرة.


البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن المحادثات وجهاً لوجه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحافي: «الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوات المتبقية».

وذكر أن الولايات المتحدة تراقب بقلق العملية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وتريد إعادة فتح معبر رفح على الفور.

وتابع كيربي عن العملية العسكرية في رفح: «نحن بالطبع نراقب (العملية) بقلق، لكنني لن أذهب إلى حدّ قول إن ما رأيناه هنا في الساعات الـ24 الأخيرة يحمل معنى عملية برية كبيرة أو واسعة النطاق، أو أنه يدل على ذلك».

وبدأت إسرائيل عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى لإغلاقه وتوقف حركة الأفراد وشاحنات المساعدات.

وتسعى إسرائيل للقضاء على 4 كتائب من حركة «حماس» تعمل في المنطقة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من فصائل فلسطينية مختلفة، والقوات الإسرائيلية في مناطق شرق رفح.


ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
TT

ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)

أفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، بأن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ارتفعت إلى 34 ألفا و943 قتيلا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه تم إحصاء 39 قتيلا على الأقل خلال 24 ساعة، لافتة النظر إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفا و572، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعدما نفذت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى هجوما على جنوب إسرائيل.

وتقصف إسرائيل القطاع من البر والبحر والجو، وبدأت عملية برية منذ 27 أكتوبر، ووافقت «حماس»، الاثنين الماضي، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح لبدء عملية عسكرية أقصى جنوب القطاع.


«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

قالت حركة «حماس»، الجمعة، إنها ستجري مشاورات مع «قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية» من أجل إعادة النظر في استراتيجية التفاوض.

وأوضحت الحركة، في بيان، أنها تعاملت «بكل مسؤولية وإيجابية مع جهود الوسطاء، وأبدت ما يلزم من مرونة لتسهيل الوصول لاتفاق يحقّق وقف إطلاق النار بشكل دائم». وأكدت أن رفض إسرائيل مقترح الوسطاء، من خلال ما وضعته من تعديلات عليه «أعاد الأمور إلى المربع الأول».

وأضافت: «هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكدان أن الاحتلال يتهرَّب من التوصل لاتفاق».

وأشارت «حماس» إلى أن نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، و«مواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا»، ويتحمَّلان كامل المسؤولية عن عرقلة التوصّل لاتفاق، مؤكدة أن الهجوم على رفح لن يكون نزهة.


حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
TT

حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)

ينظر أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان بتشاؤم إلى موسم الصيف المقبل متحسّرين على صيف عام 2023 الذي كان الأفضل بعد 3 سنوات من الانتكاسة، ما جعلهم يعوّلون عليه ليكون بداية استعادة النمو، قبل أن تبدأ الحرب في الجنوب، وتنسف كل الآمال.

وتأتي اليوم التهديدات الإسرائيلية بأن الصيف «سيكون ساخناً في لبنان»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته تفاؤلاً كبيراً، وهو ما يتحدث عنه نقيب الفنادق بيار الأشقر واصفاً نسبة الحجوزات في الفنادق منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) بـ«المعدومة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مجرّد التهديد بالصيف الساخن، إضافة إلى استمرار الحرب في الجنوب سببان كافيان لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسياح على الحجز للمجيء إلى لبنان»، لافتاً إلى أن مؤشرات الحجوزات تبدأ عادة الظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكن هذا العام هي معدومة.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الفنادق وأكبرها في بيروت تقفل بشكل جزئي من دون أن تعلن ذلك، وفق الأشقر، مشيراً كذلك إلى أن 90 في المائة من الفنادق في جبل لبنان معظمها مغلق بشكل نهائي، وإن كان أصحابها لم يعلنوا ذلك، وهو ما انعكس على عدد الموظفين بحيث بات الاعتماد على عدد قليل منهم بانتظار ما سيؤول إليه الوضع في المرحلة المقبلة.

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف العام الماضي قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو، وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السياح الأجانب، لكن اليوم ومع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان طبعاً لن يغامروا بالمجيء، علماً بأن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان»، من هنا، يرى أن الوضع اليوم هو أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.

وفي حين يؤكد الأشقر أنه مجرّد الإعلان عن وقف إطلاق النار سترتفع مؤشرات الحجوزات، يوضح: «هذا الشهر وبداية الشهر المقبل، مرحلتان حاسمتان بالنسبة إلى الموسم السياحي في لبنان، فإذا توقفت الحرب فسنشهد فوراً ارتفاعاً في الحجوزات، أما إذا استمرت أسابيع مقبلة فسيفوتنا القطار، ويوماً بعد يوم سنخسر موسم الصيف».

مع العلم، أن الاقتصاد في لبنان يعتمد في جزء كبير منه على السياحة، بحيث يشكل القطاع السياحي 40 في المائة من الناتج المحلي، وهو ما سيخسره لبنان هذا العام في حال استمرار الوضع الأمني في الجنوب على ما هو عليه أو توسّع الحرب.

ويقول الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «إن السياحة هي التي تحرك الاقتصاد اللبناني، ومن ثم إذا لم يكن الموسم واعداً لن تدخل العملة الصعبة إلى البلد، وسيتباطأ الاستهلاك الذي عادة ما ينشط في المواسم، وينعكس على العمل في القطاعات السياحية، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى صرف موظفين، وبالتالي إلى زيادة في نسبة البطالة بين الشباب اللبناني».

وفي حين يفضّل الأشقر انتهاء العام لتقدير الخسائر، مشيراً إلى أن إيرادات القطاع السياحي المباشرة بلغت العام الماضي نحو 3 مليارات ونصف المليار، يقدّر أبو سليمان خسائر القطاع السياحي خلال أشهر الحرب الثمانية بـ200 مليون دولار أميركي، متوقفاً عند الحركة التي شهدها قطاع المطاعم والمقاهي لا سيما في مرحلة الأعياد، بينما يبقى الخاسر الأكبر هو قطاع الفنادق.

ويذكّر الأشقر بالمهرجانات التي عمّت المناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، الصيف الماضي، وبعضها لم يكن موجوداً على الخريطة السياحية، بحيث عمدت كل قرية صغيرة إلى تنظيم مهرجان إضافة إلى افتتاح عدد كبير من المطاعم والمقاهي، ما انعكس انتعاشاً للمناطق سياحياً واقتصادياً، «لكن يبدو واضحاً أن هذه المهرجانات ستغيب هذا العام».

وجرت العادة في لبنان أن يبدأ الإعلان عن المهرجانات الكبرى في النصف الأول من كل عام، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لأن المنظمين لا يغامرون بتوقيع العقود مع فنانين أجانب في ظل ضبابية الوضع الأمني في لبنان، وبالتالي فإن معظم المهرجانات ستغيب هذا العام، وأبرزها مهرجانات بعلبك لقربها من المناطق التي تتعرض في بعض الأحيان لقصف إسرائيلي. وتقول مصادر مقربة من قطاع المهرجانات: «إذا توقفت الحرب في الأسابيع المقبلة قد يعمد بعض منظمي المهرجانات إلى تنظيم حفلات محدودة». لكن في المقابل، يسجّل تنظيم حفلات كبرى في لبنان لفنانين من الصف الأول لبنانيين وعرب، على غرار وائل كفوري وشيرين وتامر حسني.

وبينما يعوّل القطاع السياحي في لبنان بشكل أساسي على المغتربين إضافة إلى السياح، يعيش اليوم معظم اللبنانيين في الخارج مرحلة من القلق والتردّد في المجيء إلى لبنان، في ظل الوضع الأمني والخوف من توسّع الحرب. وتقول إحدى الأمهات التي تنتظر ولديها في كل إجازة لزيارتها: «يريدان المجيء لتمضية عطلة الصيف، لكنهما يتريثان قليلاً أملاً بأن تتضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة»، لكنها تتوقف عند مشكلة أخرى، وهي أسعار تذاكر السفر التي تسجّل في هذه المرحلة ارتفاعاً كبيراً، ما يطرح علامة استفهام»، آملة أن يتخذ قرار وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يسهم هذا الأمر في تراجع أسعار التذاكر قليلاً كي تشجّع الجميع على زيارة لبنان»، مؤكدة: «أولادي كما أولاد معظم اللبنانيين المغتربين لا يمكنهم إلا أن يزوروا عائلاتهم».

وكان عدد الوافدين إلى لبنان في العام الماضي قد وصل إلى قرابة المليون ونصف، بحيث أظهرت أرقام مطار رفيق الحريري الدولي، وصول مليون و300 ألف وافد بين أشهر يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب)، بينما تراوحت نسبة الحجوزات في الفنادق بين 80 و100 في المائة في هذه الأشهر، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على قطاعات سياحية أخرى أبرزها المطاعم والمقاهي وشركات تأجير السيارات.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مقتل أربعة من جنوده خلال مواجهات في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن ضابطاً وجندياً أصيبا بجروح خطيرة في المواجهات التي وقعت في حي الزيتون بمدينة غزة صباح اليوم، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت الصحيفة أن تحقيقاً أولياً للجيش أظهر أن الجنود قُتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة أو أكثر، لافتة إلى أن عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بدء العملية البرية في غزة ارتفع إلى 271.


لبنان: قتيلان مدنيان في قصف إسرائيلي لفريق صيانة محطة اتصالات

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

لبنان: قتيلان مدنيان في قصف إسرائيلي لفريق صيانة محطة اتصالات

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

تواصلت «الحماوة» العسكرية عند الحدود الجنوبية للبنان، والتي أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وعدد من الجرحى في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي الذي يشهد وتيرة متصاعدة في الأيام الأخيرة وينتج عنه أضرار كبيرة في الممتلكات وخسائر بشرية، في حين رد «حزب الله» باستهداف المستعمرات الإسرائيلية بعشرات صواريخ «الكاتيوشا».

وفي تطوّر غير مسبوق، استهدف القصف الإسرائيلي فريقاً فنياً كان يقوم بأعمال الصيانة لشبكة الاتصالات في المنطقة بعد حصوله على إذن مسبق عبر قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وفق ما أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام»، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.

وأفادت «الوكالة الوطنية» بـ«غارة نفذها الطيران المسيّر الإسرائيلي» على بلدة طيرحرفا، في حين كان فريق من شركة «تاتش»، إحدى الشركتين المشغلتين للهاتف الجوال في لبنان، يجري «أعمال الصيانة لإحدى محطات الإرسال في البلدة، بمواكبة من الدفاع المدني في (كشافة الرسالة الإسلامية)»، حيث هرعت سيارة الإسعاف إلى المكان، لتؤكد في وقت لاحق سقوط قتيلين، أحدهما عنصر في «كشافة الرسالة الإسلامية» (التابعة لحركة أمل)، والثاني فني من شركة «power tec» المتعهدة بأعمال الصيانة في شركة «تاتش»، كاشفة أن «فريق عمل الصيانة كان قد حصل على إذن مسبق من قوات (اليونيفيل) للحضور إلى طيرحرفا وإجراء الصيانة لأعمدة الإرسال».

وأشار مصدر في شركة «تاتش» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إلى أن الغارة استهدفت فريقاً للشركة خلال قيامه بأعمال الصيانة في محطة إرسال في البلدة، مضيفاً: «فقدنا الاتصال معهم لأن المحطة قُصفت».

في موازاة ذلك، تواصل القصف الإسرائيلي على بلدات جنوب لبنان، واستهدف بلدة العديسة بالقذائف الفوسفورية، مما تسبب باندلاع حريق هائل امتد إلى ما بين المنازل في كفركلا وبساتين الزيتون، وتعذر على فرق الدفاع المدني الوصول إلى المكان بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.

كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل الحارقة والفوسفورية على جبل اللبونة ومحيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، كما تعرضت أطراف بلدة زبقين ويارين والجبين في القطاع الغربي لقصف مدفعي إسرائيلي. وبعد الظهر، قال مراسل قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» إن عشرات الصواريخ أُطلقت باتجاه مستوطنة كريات شمونة، والقبة الحديدية فشلت في اعتراض عدد كبير منها.

وقرابة منتصف الليل، كان قد استهدف الطيران الإسرائيلي منزلاً في بلدة علما الشعب، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة.

وكان الجيش الإسرائيلي، ألقى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.

في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخين مضادين للدروع أُطلقا من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى، ما أدى إلى اندلاع حريق.

وبعد استهداف وسط بلدة يارون ليلاً وبلدتي بليدا وكفركلا بغارات إسرائيلية ظهراً، كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الجمعة، على حسابه بمنصة «إكس» قائلاً: «خلال الساعات الأخيرة رصد فريق تابع لوحدة (869) عنصرين تابعين لـ(حزب الله) وهما يتحركان بجوار مبنى عسكري في منطقة يارون ويحملان وسائل قتالية. وبعدها بقليل هاجمت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو العنصرين»، ولفت إلى أنه في وقت سابق «أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو على بنية تحتية تابعة لـ(حزب الله) في منطقة كفركلا. بالإضافة إلى ذلك تمت مهاجمة مبنى عسكري تابع للحزب في منطقة بليدا، والذي وُجد فيه عناصر».

من جهته، نعى «حزب الله» عنصرين، يدعيان حسن علي كريّم من بلدة دير سريان في جنوب لبنان، وأحمد علي مهدي من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، أحدهما كان مصاباً في مواجهات سابقة. وأعلن عن استهدافه موقع المالكية، وقال في بيان له: «بعد رصد وترقبٍ لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية».


تصويت بغالبية كبرى في الأمم المتحدة تأييداً لعضوية فلسطين

نتيجة التصويت على طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية تظهر على شاشات قاعة الجمعية العامة (رويترز)
نتيجة التصويت على طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية تظهر على شاشات قاعة الجمعية العامة (رويترز)
TT

تصويت بغالبية كبرى في الأمم المتحدة تأييداً لعضوية فلسطين

نتيجة التصويت على طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية تظهر على شاشات قاعة الجمعية العامة (رويترز)
نتيجة التصويت على طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية تظهر على شاشات قاعة الجمعية العامة (رويترز)

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبرى تأييداً لطلب عضوية فلسطين بالمنظمة الأممية، وذلك في قرار يحمل طابعاً رمزياً بسبب «الفيتو» الأميركي بمجلس الأمن.

وحصد القرار الذي ينص على وجوب «انضمام الفلسطينيين إلى المنظمة» مع منحهم حقوقاً إضافية كدولة مراقب، تأييد 143 عضواً مقابل اعتراض 9 أعضاء وامتناع 25 عن التصويت، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة قبل التصويت، إن التصويت لصالح إقامة دولة فلسطينية «تدمير وتمزيق للميثاق الأممي»، وهو أمر لا يغتفر، على حد تعبيره. وأضاف أن «السلطة الفلسطينية لا تسيطر على أراضيها، و(إرهابيي) حماس هم من يسيطرون على غزة».

ورفع صورة ليحيى السنوار، قائد حركة «حماس» في غزة، وقال إنه عندما يتم إعلان دولة فلسطينية سيكون رئيسها.

وتابع: «ما يحدث في الأمم المتحدة اليوم هو من بقايا استسلام وإذعان دول أوروبا لهتلر في اتفاقية ميونيخ»، مضيفاً: «تعارضون إسرائيل وتحاولون استرضاء القوات (الإرهابية) في حماس».

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم أعاد الإيمان بالشرعية الدولية والقانون الدولي. وأضاف: «سنواصل مسعانا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن».

ودعا عباس الإدارة الأميركية للتراجع عن دعمها لإسرائيل والامتناع عن استخدام «الفيتو» ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

ويعد تصويت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة عضواً، استطلاعاً عالمياً لمدى التأييد الذي يحظى به المسعى الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى الاعتراف فعلياً بدولة فلسطينية بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد هذا المسعى في مجلس الأمن الشهر الماضي.

جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة يرفع صورة ليحيى السنوار (لقطة من فيديو للجلسة)

واعتمدت الجمعية العامة القرار الجمعة، بأغلبية 143 صوتاً مؤيداً مقابل 9 أصوات معارضة، منها الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما امتنعت 25 دولة عن التصويت.

ولا ينص القرار على منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لكنه ببساطة يقر بأنهم مؤهلون للانضمام إليها. وينص قرار الجمعية العامة على «أن دولة فلسطين... ينبغي قبول عضويتها»، و«يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الأمر بصورة إيجابية».

ومن شأن قرار الجمعية العامة أن يمنح الفلسطينيين بعض الحقوق الإضافية والميزات بدءاً من سبتمبر (أيلول) 2024، مثل مقعد مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بقاعة الجمعية، لكن دون أن يكون لهم الحق في التصويت بها.

وللفلسطينيين حالياً وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب، وهو اعتراف فعلي بدولة أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012.

واعترفت الجمعية الأممية بفلسطين كدولة مراقبة في عام 2012، رغم مقاومة الولايات المتحدة. وفلسطين والفاتيكان هما الدولتان الوحيدتان غير العضوتين اللتين تتمتعان بصفة مراقب في المنظمة الدولية.

وأيدت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة رؤية حل دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في إطار حدود آمنة ومعترف بها. ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.

وقالت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة قبل أيام: «وجهة نظر الولايات المتحدة تظل أن الطريق نحو إقامة دولة للشعب الفلسطيني هي التفاوض المباشر».

وبموجب القانون الأميركي، لا يمكن لواشنطن تمويل أي منظمة بالأمم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأي مجموعة ليست لديها «سمات معترف بها دولياً» للدولة. وقطعت الولايات المتحدة التمويل عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في 2011 بعد حصول الفلسطينيين بها على العضوية الكاملة.

وأمس (الخميس)، طرح 25 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي المنتمين للحزب الجمهوري، وهو عدد يتخطى نصف أعضاء الحزب في المجلس، مشروع قرار لتشديد تلك القيود وقطع التمويل عن أي كيان يمنح حقوقاً وامتيازات للفلسطينيين.

وليس من المرجح أن يتم إقرار مشروع القانون في مجلس الشيوخ، الذي يحظى فيه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس جو بايدن، بالأغلبية.