روسيا تزيد إمداداتها من الديزللتركيا والمغرب قبل الحظر الأوروبي

الكرملين سمح للشركات بتجاهل مساهميها الأجانب

ناقلة تحمل براميل من زيت الوقود الروسي تسلم حمولتها في أحد الموانئ (رويترز)
ناقلة تحمل براميل من زيت الوقود الروسي تسلم حمولتها في أحد الموانئ (رويترز)
TT

روسيا تزيد إمداداتها من الديزللتركيا والمغرب قبل الحظر الأوروبي

ناقلة تحمل براميل من زيت الوقود الروسي تسلم حمولتها في أحد الموانئ (رويترز)
ناقلة تحمل براميل من زيت الوقود الروسي تسلم حمولتها في أحد الموانئ (رويترز)

أظهرت بيانات من تجار و«رفينيتيف»، أن روسيا كثّفت إمداداتها من وقود الديزل لتركيا والمغرب قبل دخول الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ.
ووافق الاتحاد الأوروبي على حظر كامل لواردات روسيا من المنتجات النفطية اعتباراً من الشهر المقبل، في محاولة لخفض عائدات روسيا بسبب الصراع العسكري مع أوكرانيا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن روسيا ستحول إمداداتها إلى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وأظهرت بيانات «رفينيتيف» ارتفاع إمدادات الديزل من الموانئ الروسية إلى تركيا في ديسمبر (كانون الأول) 2022 إلى أكثر من 750 ألف طن وبلغ إجمالي حمولاتها 5.05 مليون طن في 2022 مقابل 3.99 مليون في 2021.
وزوّدت روسيا، تركيا بنحو 450 ألف طن من الديزل منذ بداية الشهر الجاري. وارتفعت إمدادات الديزل من روسيا إلى المغرب إلى 735 ألف طن في 2022، بعد أن كانت 66 ألفاً فقط في العام السابق، وبلغ إجمالي حمولاتها نحو 140 ألفاً منذ بداية 2023.
وأفادت «رفينيتيف» أيضاً بخروج العديد من الشحنات من روسيا إلى غانا والسنغال وليبيا وأوروغواي وكوت ديفوار.
في هذه الأثناء، لا تزال أوروبا تستورد الجزء الأكبر من وقود الديزل الروسي، وتملأ خزاناتها قبل الموعد النهائي في الخامس من فبراير (شباط). وقال أحد التجار، وفق «رويترز»: «أعتقد أن أوروبا ستعوض البراميل الروسية عن طريق التزود بإمدادات من آسيا والشرق الأوسط، لكن يظل السعر يمثل لغزاً».
في غضون ذلك، سمح الكرملين، أمس، للشركات الروسية الكبرى باستبعاد تصويت المساهمين الأجانب فيها من الدول «غير الصديقة» لهذا العام.
وذكر مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإجراء ينطبق على الشركات الكبرى في قطاعات الطاقة والهندسة والتجارة التي يخضع مالكوها لعقوبات دولية أو حتى تلك التي لديها أقلية من المساهمين الأجانب.
كما يجب أن يكون حجم مبيعات الشركة قد تجاوز 100 مليار روبل (نحو 1.5 مليار دولار) في السنة المالية السابقة.
وسيظل هذا الإجراء «المؤقت» سارياً حتى نهاية العام، ويعود للشركة أن تقرر فيما إذا كانت ستحتسب أصوات مساهميها «غير الأصدقاء» أم لا. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر قوله إن هذا الإجراء يؤثر في نحو 12 شركة.
ويعد المرسوم جزءاً من خطوات عدة اتخذها الكرملين للتخفيف من المشكلات المرتبطة بالعقوبات الغربية التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا.
واشتكى العديد من رؤساء الشركات الروسية، مؤخراً، من عدم تمكنهم من إقرار ميزانياتهم السنوية لشركاتهم أو تعديل تشكيل مجالس إدارتهم لعدم وجود توجه واضح يتعلق بمشاركة المساهمين الأجانب.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».