القضاء الأوروبي يبدي ارتياحاً للتعاون اللبناني في تحقيقاته المالية

الأسئلة تركز على حسابات شقيق رياض سلامة

أصحاب ودائع يتظاهرون أمام قصر العدل في بيروت أمس في حين كان القضاة الأوروبيون يتابعون تحقيقاتهم (إ.ب.أ)
أصحاب ودائع يتظاهرون أمام قصر العدل في بيروت أمس في حين كان القضاة الأوروبيون يتابعون تحقيقاتهم (إ.ب.أ)
TT
20

القضاء الأوروبي يبدي ارتياحاً للتعاون اللبناني في تحقيقاته المالية

أصحاب ودائع يتظاهرون أمام قصر العدل في بيروت أمس في حين كان القضاة الأوروبيون يتابعون تحقيقاتهم (إ.ب.أ)
أصحاب ودائع يتظاهرون أمام قصر العدل في بيروت أمس في حين كان القضاة الأوروبيون يتابعون تحقيقاتهم (إ.ب.أ)

تسير التحقيقات التي تجريها الوفود الأوروبية في الملفات المالية العائدة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا، بوتيرة سريعة ومنتظمة وبتعاون لبناني عكس ارتياحاً لدى القضاة الأوروبيين، الذين حصلوا على الأجوبة المطلوبة ردّاً على الأسئلة والاستفسارات التي طرحوها خلال اليومين الماضيين، حيث جرى الاستماع أمس (الثلاثاء) إلى شاهدين، هما رئيس مجلس إدارة بنك الموارد الوزير الأسبق مروان خير الدين بحضور وكيله القانوني المحامي مالك أرسلان، والنائب السابق لحاكم مصرف لبنان أحمد جشّي، وحضر عن الجانب اللبناني المحاميان العامان لدى محكمة التمييز القاضيان ميرنا كلاس وعماد قبلان، اللذان أدارا الجلسة وتوليا طرح الأسئلة على الشاهدين.
واستغرق اليوم الثاني من الاستجوابات وقتاً طويلاً دام نحو ثماني ساعات، طُرحت خلالها عشرات الأسئلة الواردة في الاستنابات، وأوضحت مصادر قضائية مواكبة للتحقيقات، أن «الجلسات تسير بالشكل المخطط لها ومن دون أي معوقات قانونية أو لوجيستية». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوفود الأوروبية مرتاحة للتعاون القائم، وتعبّر عن رضاها لاستجابة الجانب اللبناني لمطالبها وتسهيل عملها بما يخدم المهمة المنتدبة إليها في بيروت». وأشارت المصادر إلى أن «الأسئلة كثيرة ومتشعبة وتركز مع نواب حاكم (المركزي) والموظفين حول قرارات اتخذها المصرف في السنوات الماضية، كما تتمحور الأسئلة التي تطرح على مسؤولي المصارف حول حسابات رجا سلامة في هذه المصارف والتحويلات التي حصلت إلى حسابات عائدة له ولشقيقه رياض في الخارج». وأشارت إلى أن «استفسارات عديدة تطرح حول دور شركة (فوري) التي يملكها رجا سلامة، والتي مارست دور الوسيط في عملية بيع سندات اليوروبوند، ويشتبه بأن المبالغ التي تقاضتها كعمولة وتفوق قيمتها الـ300 مليون دولار، هي التي جرى تحويلها إلى المصارف الأوروبية، علماً بأن القانون يمنع إجراء أي وساطة أو قبض عمولة جرّاء الاكتتاب في هذه السندات».
ويواكب النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، مسار التحقيقات، ويطلع عليها تباعاً من القاضيين كلّاس وقبلان، وقال عويدات لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلنا نسير ضمن التعاون القضائي وبما يحفظ السيادة الوطنية، وصلاحية القضاء اللبناني». وتوقع، أن «يحدد القضاة الأوروبيون الخطوات المقبلة بعد الجولة التحقيق الأولى التي تنتهي يوم الجمعة». ورداً على سؤال عن موعد تعيين قاضٍ للنظر بالملفّ اللبناني العائد لرياض سلامة بعد أن كفّت محكمة الاستئناف في بيروت يد المدعي العام القاضي زياد أبو حيدر، رأى عويدات، أن الأمر «رهن قرار الرئيس الأول لمحكمة التمييز»، لكنه تمنّى «تأخير هذا الإجراء؛ كي لا يفسّره الوفد الأوروبي على أنه محاولة لعرقلة إجراءاته». باعتبار أن إحالة ملف سلامة على قاضي التحقيق في بيروت، قد يستدعي تأخير إنجاز الاستنابات القضائية الأوروبية.
ومن المقرر أن يمثل اليوم (الأربعاء) أمام المحققين كلّ من النائب السابق لحاكم البنك المركزي رائد شرف الدين، ومدير القطع في «المركزي» سابقاً نعمان ندّور، وتردد أن الأخير سيتغيّب عن الجلسة ويقدّم معذرة طبية.
وفي سياق قضائي آخر، استعجل الوفد القضائي الفرنسي المولج التحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت وصوله إلى بيروت، حيث حضر إلى قصر العدل في بيروت أمس، والتقى المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان، الذي يتولى متابعة التحقيقات كممثل عن النيابة العامة التمييزية. وأفاد مصدر قضائي معني بملفّ المرفأ، بأن «لقاء الوفد الفرنسي الذي يرأسه القاضي نيكولا أوبيرتان، مع القاضي سليمان دام ساعة ونصف الساعة، سأل خلاله الفرنسيون عن مصير الاستنابات التي وجهوها إلى القضاء اللبناني منذ أشهر ولم تصلهم أجوبة بشأنها». ولفت إلى أن «تساؤلات الفرنسيين تقنية أكثر مما هي قضائية». وأشار المصدر إلى أن القاضي سليمان أبلغ الوفد أن «التأخير ناجم عن توقّف المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عن ممارسة دوره بسبب دعاوى الردّ المقامة ضدّه، وأن مصير الاستنابات الفرنسية مرهونة بعودة التحقيق إلى مساره، خصوصاً أن المساعدة التي يطلبها الوفد تستدعي الإجابة عنها خطيّاً، وهذا ما يعجز البيطار عن فعله لأسباب خارجة عن إرادته». ولفت المصدر إلى أن «اجتماعاً آخر سيعقد اليوم الأربعاء ويضم الوفد الفرنسي والقاضين البيطار وسليمان لاطلاع الفرنسيين في على آخر المعطيات».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مسلسل عراقي عن «داعش» يثير استياء رئيس وزراء أسبق

رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي خلال إعلانه النصر على «داعش» أواخر 2017 (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي خلال إعلانه النصر على «داعش» أواخر 2017 (إعلام حكومي)
TT
20

مسلسل عراقي عن «داعش» يثير استياء رئيس وزراء أسبق

رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي خلال إعلانه النصر على «داعش» أواخر 2017 (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي خلال إعلانه النصر على «داعش» أواخر 2017 (إعلام حكومي)

أثار مسلسل درامي عرضته قناة «العراقية»، شبه الرسمية، استياء ائتلاف «النصر» الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، على خلفية اتهامه الضمني بالكشف عن هوية ضباط استخبارات اخترقوا تنظيم «داعش».

العمل، وفق التعريف الذي يظهره المسلسل، مستوحى من قصص وأحداث حقيقية تتعلق بعمل «وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية»، المعروفة باسم «خلية الصقور»، على اختراق تنظيم «داعش» بعد سيطرته على مساحات واسعة من البلاد عام 2014.

و«النقيب» هو العنوان الذي اختير للمسلسل، الذي يجسد شخصية النقيب حارث السوداني الذي نجح في اختراق «داعش» بعد أن كلفته «خلية الصقور» بالمهمة عام 2014، نظراً إلى مهارته في كتابة برمجيات الكومبيوتر ومراقبة حركات شبكة الإنترنت والمكالمات الهاتفية للمشتبه في تورطهم بعمليات إرهابية.

ويبدو أن «داعش» اكتشف أمر النقيب السوداني في منتصف يناير (كانون الثاني) 2017، فاستدرجه إلى ريف الطارمية شمال بغداد، وانقطع بعد ذلك الاتصال به، ليظهر في مقطع فيديو نشره «داعش» في أغسطس (آب) من العام نفسه، لإعدام أشخاص مغطاة أعينهم من دون ذكر أسمائهم. وكان شقيق النقيب قد تعرف عليه من بين الضحايا.

صورة مأخوذة من أحد مشاهد مسلسل «النقيب» على قناة «العراقية» شبه الرسمية
صورة مأخوذة من أحد مشاهد مسلسل «النقيب» على قناة «العراقية» شبه الرسمية

ما علاقة العبادي؟

تبدو علاقة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، الذي قاد الحرب على «داعش»، بالمسلسل التلفزيوني جد غريبة. وقال الائتلاف السياسي الذي يقوده؛ «النصر»، في بيان صحافي، إن ما أثير بشأن العمل الدرامي مرتبط بالتسقيط السياسي الشائع في العراق.

وتعود القصة إلى سنوات ماضية، حين هاجم العبادي وسائل الإعلام التي «تبالغ» في الحديث عن التفجيرات التي تقع في بغداد، وذكر أنها «مسيطَر» عليها، وأنها من صناعة أجهزة حكومية لتضليل «داعش» وإلقاء القبض على عناصره.

أحاديث العبادي هذه، دفعت بخصومه إلى الاستنتاج أنها ساعدت في «الكشف عن ارتباط حارث السوداني بالأجهزة الاستخبارية»، وسهلت على التنظيم الإرهابي اكتشاف أمره وإعدامه لاحقاً.

ويبدو أن إنتاج مسلسل «النقيب» أعاد تذكير خصوم العبادي من جديد بعلاقته بعملية الكشف عن حارث السوداني ومقتله، وهي علاقة لم تكن لتخطر على بال صناع العمل الدرامي، طبقاً لمصدر مقرب من كواليس العمل.

«حملة مغرضة»

وأصدر ائتلاف «النصر» بياناً غاضباً ضد الاتهامات التي طالت زعيمه غداة عرض المسلسل التلفزيوني ضمن برامج الدورة الرمضانية للقناة الرسمية هذا العام.

وقال الائتلاف إنه «يحيط الرأي العام بمحاولات رخيصة تقوم بها جهات معروفة بالترويج الإعلامي لمقطع فيديوي مجتزأ من مقابلة للعبادي قبل بضعة أشهر، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، حيث تم نسب التصريح بشكل خاطئ إلى فترة المعارك ضد (داعش) بشكل مغرض».

ولم يكشف البيان عن طبيعة الجهات التي وصفها بـ«المعروفة»، لكن جفوة سياسية باتت معروفة منذ سنوات بين العبادي وميليشيات وفصائل عاملة تحت مظلة «الحشد الشعبي».

وأكد البيان أن تصريحات العبادي «كانت في سياق توضيح خطط الحكومة إبان إدارته المعركة مع (داعش) قبل 8 سنوات من تاريخ المقابلة، ولا تمت بأي صلة لما يتم تداوله حالياً».

وأضاف البيان: «كما ننفي بشدة ما يُشاع كذباً عن تسريب للمعلومات، خصوصاً أنّ الجهد الاستخباري والعسكري كان تحت قيادة العبادي باعتباره قائداً عاماً في تلك الفترة، وكان أحد أهم العوامل التي قادت إلى الانتصار على (داعش)».