إيطاليا تقتاد «الحوت الأبيض» إلى التحقيق في مكان مجهول

أكبر زعماء المافيا متهم بعشرات الاغتيالات والاعتداءات الوحشية

ماتّيو مسّينا دينارو وسط رجلي شرطة في باليرمو أول من أمس (أ.ف.ب)
ماتّيو مسّينا دينارو وسط رجلي شرطة في باليرمو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا تقتاد «الحوت الأبيض» إلى التحقيق في مكان مجهول

ماتّيو مسّينا دينارو وسط رجلي شرطة في باليرمو أول من أمس (أ.ف.ب)
ماتّيو مسّينا دينارو وسط رجلي شرطة في باليرمو أول من أمس (أ.ف.ب)

الشائع من القول أن الذي يريد أن يعرف ماذا يجري في إيطاليا يجب أن يعرف ماذا يجري في صقلية، ومن يريد أن يعرف ماذا يجري في صقلية يجب أن يعرف ماذا يجري في عالم المافيا، لكن المافيا، التي أصبحت مع مرور الزمن واحداً من الأركان الأساسية للهوية الإيطالية، هي عالم فسيح من الأسرار والرموز والألغاز، والعلاقات المشفّرة بشواهد واقتباسات من الموروث الشعبي في كبرى الجزر الإيطالية، وشبكة مترامية من المصالح الاقتصادية والسياسية التي لم تصمد أمامها أي من مؤسسات الدولة أو المجتمع.
والحديث عن المافيا يدور عادة حول نفوذها الواسع، وعن «مثالبها» والجرائم الفظيعة التي ترتكبها، والرعب الذي تنشره بين الأوساط الاجتماعية التي تنشط فيها، ونادراً ما يتناول الإنجازات التي تحققها الأجهزة الأمنية والقضائية في القبض على زعمائها وإحالتهم إلى المحاكمة.

مخبأ على أطراف قرية

ومن أبرز هذه الإنجازات في السنوات الأخيرة، كان إلقاء الشرطة الإيطالية القبض مساء الاثنين الماضي على ماتّيو مسّينا دينارو، أكبر زعماء المافيا الأحياء الفارّ من العدالة منذ 30 عاماً، في الشقة حيث كان يعيش على بعد دقائق من البلدة التي وُلد فيها، والتي تقع في مبنى من طابقين على أطراف قرية كامبو بلّو دي مازارا، من أعمال مقاطعة تراباني التي تبعد 9 كيلومترات عن مسقط رأسه في كاستلفيترانو.
وتؤكد هذه العملية التي شارك فيها المئات من أفراد الدرك الإيطالي، «التقليد» الذي درج عليه زعماء المافيا الكبار الفارّون من العدالة، بالاختباء قرب الأماكن التي وُلدوا وعاشوا فيها.
كامبو بلّو دي مازارا، الواقعة عند أقصى الطرف الغربي من الجزيرة التي «أنبتت» جميع زعماء المافيا، هي القرية التي وُلد فيها جيوفاني لوبّينو، سائق مسّينا دينارو وحارسه الشخصي الذي كان برفقته عندما ألقت الشرطة القبض عليهما داخل إحدى العيادات الطبية في مدينة باليرمو، حيث كان مسّينا يتردد منذ فترة للعلاج من مرض السرطان.
وتشاء المفارقات أن المبنى الذي كان مسّينا يعيش فيه، ويشرف منه على إدارة أنشطة أكبر منظمات «كوزا نوسترا»، يقع عند نهاية طريق ضيّق مسدود تذكّر استعارته بالجهود والتحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية والقضائية لمعرفة مكان وجوده والقبض عليه، بعد أن تحوّلت قضيته إلى أولوية مطلقة لدى النيابة المختصة بمكافحة المافيا، وهاجس رسمي للحكومات المتعاقبة التي كانت تراقب عاجزة تمدد المنظمات الإجرامية في طول إيطاليا وعرضها.

الوريث الشرعي لزعماء كورليوني

وفور اعتقاله، اقتادت الشرطة مسّينا إلى مطار عسكري في الجزيرة، ثم نقلته في طائرة هليكوبتر إلى مكان مجهول، حيث من المقرر أن يمكث حتى نهاية المرحلة الأولى من الاستنطاق الذي يركّز الآن على كشف وتفكيك الشبكة التي ساعدته على الاختفاء طوال هذه السنوات، والتي تطلق عليها الشرطة في مصطلحاتها «بورجوازية المافيا».
تكمن «أهمية» مسّينا دينارو في أنه الوريث الشرعي لكبار زعماء مافيا «كورليونيزي»، نسبة إلى بلدة كورليوني الشهيرة في أدبيات المافيا والأفلام التي أُنتجت حولها، مثل توتو رينا وبرناردو بروفنزانو، وفي الثروة الهائلة التي تقدّر الأجهزة الأمنية أنه جمعها، وأيضاً في المعلومات التي تؤكد أنه على صلة وثيقة بقيادات سياسية، ليس في صقلية فحسب، بل أيضاً في روما والشمال الإيطالي الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مركز الثقل في أنشطة المافيا.

50 اغتيالاً... وجرائم لا تحصى

في مضبطة الاتهامات الموجهة إلى مسّينا، ارتكابه ما يزيد على 50 عملية اغتيال، تشمل أطفالاً ونساءً حوامل، وعشرات الاعتداءات الوحشية التي قامت بها «كوزا نوسترا» في تسعينات القرن الماضي، فضلاً عن عدد لا يحصى من عمليات السطو والسرقة والابتزاز وحيازة الأسلحة والمتفجرات.
منذ اختفائه في عام 1993 عندما حاولت الشرطة القبض عليه خلال قضائه عطلة على أحد شواطئ توسكانة، عجزت الأجهزة عن تحديد مكان وجوده أو الأشخاص الذين يتواصل معهم، حتى إنها أضافت إلى لقب «ديابوليك» الذي يُعرف به، لقب «الحوت الأبيض»، نسبةً إلى الفيلم الشهير «موبي ديك» الذي كان يخرج فيه هذا الحوت من تحت الماء كي يتنفّس من حين لآخر.
يقول أحد القضاة الذي أمضى 16 عاماً في البحث عن آثار مسّينا قبل أن يحال على التقاعد، إن «مجرّد رؤية وجهه يعتبر إنجازاً، فكيف بالقبض عليه في عقر داره؟!». منذ سنوات والشرطة تبحث عنه استناداً إلى رسوم تقريبية، وكما جرت العادة في عمليات المكافحة الطويلة ضد المافيا، ظهر مسّينا عجوزاً وضعيفاً لا يقوى على المقاومة، ومحاطاً برجال الأمن المسلحين على وقع التصفيق المدوّي لعشرات الفضوليين الذين يأملون في أن يكون إلقاء القبض عليه خاتمة 30 عاماً من الخوف والفظائع، ونهاية أعنف حقبة في تاريخ «كوزا نوسترا» جسّدها آخر زعمائها الكبار.

وحشية غير مسبوقة 

نشأت هذه المنظمة في قرية كورليوني، وتميزت منذ بدايتها بوحشية غير مسبوقة في أساليب عملها، قبل أن تقوم بما يشبه الانقلاب داخل مؤسسة المافيا في صقلية أواسط ثمانينات القرن الماضي؛ إذ اغتالت جميع القيادات في المنظمات التي كانت تتخذ من العاصمة باليرمو مقراً لها، والتي كانت تجنح نحو السلوكيات البورجوازية والأرستقراطية. ومنذ ذلك الوقت تميّزت هذه المنظمة بفظاعة العمليات التي كانت تقوم بها، وبشبكة العلاقات الغامضة التي نسجتها مع الوسط السياسي. ومن بين الاتهامات التي وُجهت إليها، التواطؤ مع السياسي الإيطالي الأشهر جوليو أندريوتي الذي تولّى رئاسة الحكومة 7 مرات، وكان الوحيد من بين زعماء العالم الذي أعرب عن إعجابه به الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، وأيضاً مع رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني.
وفي تسعينات القرن الماضي، وبعد أن كانت المنظمة قد اغتالت عشرات القضاة والصحافيين والسياسيين ورجال الشرطة ومئات العناصر من المنظمات المنافسة، أعلنت «الحرب» على الدولة، عندما تبيّن لها أن قيادات الحزب «الديمقراطي المسيحي» المهيمن على السياسة الإيطالية، قررت رفع غطاء الحماية عنها، فقامت باغتيال القاضي جيوفاني فالكوني، ثم زميله وصديقه القاضي بورسلينو، اللذين كانا قد أفلحا، للمرة الأولى، في إحالة «كوزا نوسترا» أمام العدالة، وإدانة نحو 475 من عناصرها. بعد تلك العمليتين، بدأ نفوذ المنظمة بالأفول؛ إذ قامت بعمليات يائسة مثل تفجير متحف «اوفّيز» الشهير في فلورانسا، وعدد من الكنائس في روما، كما حاولت تفجير البرج المائل في مدينة بيزا.
مسّينا دينارو كان آخر هذه المجموعة من زعماء المافيا الدمويين، وأيضاً آخر الحاملين للأسرار الكبرى التي كانت المافيا تبتزّ بها الدولة والقيّمين على مؤسساتها، لكن اعتقاله يفتح مرحلة جديدة من تاريخ المافيا ستشغل القضاة والصحافة الإيطالية لسنوات، وتزيد من الألغاز التي تنسج فصول التاريخ الإيطالي الحديث، أكثر من إجابتها عن الأسئلة الأساسية: من الذي وفّر له الحماية طوال هذه السنوات؟ وكيف كان يتمكن دائماً من الإفلات في اللحظات الأخيرة خلال عمليات المداهمة العديدة؟ ما الذي يعرفه عن العلاقات بين المافيا والدوائر العليا في الدولة؟ وهل كانت عملية اعتقاله ثمرة مفاوضات واتفاقات لدفن الأسرار الكبرى؟


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».