هل تحل «الزراعة التعاقدية» أزمة زيت الطعام بمصر؟

اتجاه للتوسع في محاصيل فول الصويا والذرة و«دوار الشمس»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
TT

هل تحل «الزراعة التعاقدية» أزمة زيت الطعام بمصر؟

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)

بدأت الحكومة المصرية تحركات لتوفير زيت الطعام محلياً، والحد من استيراده، عبر الاتجاه إلى «الزراعة التعاقدية» والتوسع في زراعة عدد من المحاصيل التي تستخدم في صناعة أنواع مختلفة من الزيت، ومنها فول الصويا، والذرة، والقطن، وتتضمن الاستراتيجية الجديدة إطلاق مبادرة قومية لزراعة «دوار الشمس»، فما هي «الزراعة التعاقدية»؟ وهل تحل أزمة زيت الطعام في مصر الذي يشكل أحد أهم السلع الاستراتيجية التي يتم استيراد كميات كبيرة منها من الخارج؟
وأقر مجلس الوزراء المصري استراتيجية «الزراعة التعاقدية» بهدف رفع إنتاجية مصر من زيوت الطعام، والحد من استيراده. وقال نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري، في تصريحات صحافية (مساء الاثنين) إنه «في ظل الأزمات العالمية الحالية، وبالنظر إلى الكمية المستوردة من الزيوت التي نحتاجها، فإن الدولة المصرية قد اتجهت إلى اتخاذ بعض الخطوات (الجادة) للعمل على سد هذه الفجوة، من خلال التوسع في (الزراعة التعاقدية)».
وبحسب المتحدث باسم الحكومة فقد «ناقش اجتماع مجلس الوزراء المصري سبل التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية؛ وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج زيت الطعام والعمل على الحد من استيراده، وذلك من خلال عدة آليات، منها زراعة محصول فول الصويا بطريقة التحميل على بعض المحاصيل الأخرى، والتوسع في إنتاجية محصول القطن من خلال استنباط أصناف عالية الإنتاجية».
و«تبلغ قيمة واردات مصر من الزيوت في العام نحو 1.4 مليار دولار»، وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر في مارس (آذار) الماضي، و«تنتج محلياً نحو 13 في المائة من احتياجاتها». وبحسب شريف سمير فياض، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمصر، فإن «مصر تستورد معظم احتياجاتها من زيت الطعام من كل من جنوب شرقي آسيا وروسيا وأوكرانيا». وأرجع سبب أزمة الزيوت في مصر إلى «تراجع مساحة زراعة القطن، حيث يصنع زيت الطعام من بذوره».
وبدأت وزارة الزراعة ترتيبات إطلاق «مبادرة قومية لزراعة محصول (دوار الشمس)»، الذي يشكل أحد مصادر صناعة الزيوت، ووفقاً لمجلس الوزراء المصري، تضمنت التوسع في زراعة عدد من المحاصيل التي تستخدم في صناعة زيت الطعام، ومنها الذرة وفول الصويا، فضلاً عن إنشاء صوامع لتخزين البذور والتوسع في إنشاء تنكات لتخزين الزيت بمصانع الإنتاج الموجودة».
ويشرح فياض معنى «الزراعة التعاقدية»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «الزراعة التعاقدية هي كل محصول زراعي يدخل في التصنيع، ويمكن للمزارع التعاقد مع مصانع ووحدات إنتاجية لشرائه قبل أن يبدأ الزراعة، وتقوم المصانع بمراقبة طريقة الزراعة للتأكد من الجودة والمواصفات، ومن أمثلة ذلك المحاصيل الزيتية مثل الذرة والكتان ودوار الشمس وفول الصويا، التي تستخدم بذورها في صناعة الزيت»، لافتاً إلى أن «الاتجاه إلى (الزراعة التعاقدية) من شأنه أن يزيد إنتاجية مصر من زيت الطعام وتحقق الاكتفاء الذاتي مع الوقت».
ويوجد نوعان من زيوت الأكل وفق فياض «هي زيت الطهي الذي يستخدم في طهي الطعام مباشرة، حيث يتحمل درجات الحرارة مثل (زيت القلية) الذي يستخرج من بذور القطن وزيوت الذرة وبذرة الكتان، والنوع الثاني هو زيت الطعام الذي لا يوضع على الأكل من دون تسخين لأنه لا يتحمل درجات الحرارة مثل زيت عباد الشمس والزيتون».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر: نتائج تحقيقات «غش البنزين» تثير تندراً

شكاوى المصريين من وجود «بنزين مغشوش» في بعض محطات الوقود تصاعدت خلال الأيام الماضية (محافظة الإسكندرية)
شكاوى المصريين من وجود «بنزين مغشوش» في بعض محطات الوقود تصاعدت خلال الأيام الماضية (محافظة الإسكندرية)
TT

مصر: نتائج تحقيقات «غش البنزين» تثير تندراً

شكاوى المصريين من وجود «بنزين مغشوش» في بعض محطات الوقود تصاعدت خلال الأيام الماضية (محافظة الإسكندرية)
شكاوى المصريين من وجود «بنزين مغشوش» في بعض محطات الوقود تصاعدت خلال الأيام الماضية (محافظة الإسكندرية)

أثارت نتائج تحقيقات «البنزين المغشوش» تندراً في مصر، وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي سريعاً، الأحد، مع «الاعتراف الحكومي» بوجود «بعض عينات غير مطابقة للمواصفات داخل محطات الوقود بالبلاد»، ليتصدر هاشتاغ «#البنزين» قائمة «التريند».

وكانت شكاوى كثيرة من بعض المواطنين واستغاثات قد تكررت على «الغروبات» الخاصة بالسيارات، الأيام الماضية حول «غش في البنزين»، وأشار بعضهم إلى حدوث عطل مفاجئ لسياراتهم على الطرق في أثناء السير، ما اضطرهم إلى تغيير «طلمبة البنزين»، لكن وزارة البترول المصرية نفت، الأسبوع الماضي، حدوث تغيير في «جودة البنزين».

تحاليل «جودة البنزين» في مصر أثبتت وجود عينات غير مطابقة للمواصفات (وزارة التنمية المحلية)

قبل أن تعود الوزارة، الأحد، لتؤكد في إفادة رسمية، أنه «تم تسجيل إجمالي 870 شكوى في البلاد، وتم تحليل 807 عينات من مختلف المحافظات بواسطة فرق من وزارتي البترول والتموين، بالإضافة إلى شركات تحليل محايدة، أثبتت وجود 802 عينة مطابقة للمواصفات و5 عينات غير مطابقة للمواصفات.

كما قررت وزارة البترول صرف مبلغ مماثل لقيمة الفاتورة المعتمدة لاستبدال «طلمبة البنزين» وبحد أقصى 2000 جنيه مصري لأصحاب الشكاوى (نحو 40 دولاراً)، موضحة أن كل من تقدم بشكوى للوزارة في الفترة من 6 وحتى 10 مايو (أيار) الحالي، سيتم تعويضه مالياً، شريطة أن يكون معه فاتورة رسمية تثبت استبدال مضخة الوقود بسيارته.

وجاء توضيح «البترول» حول نتائج التحقيقات بعد أن طالبها برلمانيون وإعلاميون خلال الأيام الماضية بـ«الكشف عن حقيقة ما يحدث».

وتندر المحامي والإعلامي المصري، خالد أبو بكر، من بيان وزارة البترول، عبر «تغريدة» تعكس حواراً متخيلاً بين الحكومة والمواطن المتضرر من البنزين، مبيناً أن الحكومة ستطالبه بإحضار شهادة تؤكد وضع بنزين لسيارته، وشهادة ثانية من «الميكانيكي» الذي غيَّر لديه «طلمبة البنزين».

وتفاعل البرلمان سريعاً مع الاعتراف الحكومي خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، الأحد، حيث شكـك الإعلامي المصري، عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، في الرقم المعلن، قائلاً إنه «يعرف شخصياً 3 حالات، وهو ما يعنى أن هناك كثيراً من الحالات»، مضيفاً: «شكاوى الناس في كل مكان... البنزين مش هو البنزين»، موضحاً: «لا نريد الاستخفاف بعقول الناس».

وهو التشكيك الذي امتد إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بصيغة تهكمية، لا سيما ما يخص إجراءات صرف التعويض وشروطه. وانتقد البعض الشهادات المطلوبة لصرف التعويض.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية المصري، محمود فوزي، قد علق على كلمات النائب مصطفى بكري، في جلسة البرلمان العامة، الأحد، مؤكداً أن الحكومة قررت التعامل مع المشكلة بفرض تدابير إضافية، وأن «التعويض مكفول لكل شخص تضرر من المسألة».

إلا أن قيمة التعويض دعت رواد «السوشيال ميديا» إلى التفاعل معها بتندر أيضاً، مشيرين إلى أن مبلغ 2000 جنيه يعد قليلاً مقارنة بأسعار بيع «طلمبات البنزين» في الأسواق، التي يبدأ سعرها من ضعفي تلك القيمة. بينما تساءل آخرون عن سبب عدم الاعتراف منذ البداية بوجود «غش في البنزين».