«كورونا» يزيد من فرص وفاة الحوامل وإصابتهن بأمراض خطيرة

مخاطر اصابة الحوامل بعدوى كورونا تؤثر عليهن وعلى أطفالهن أيضا (رويترز)
مخاطر اصابة الحوامل بعدوى كورونا تؤثر عليهن وعلى أطفالهن أيضا (رويترز)
TT

«كورونا» يزيد من فرص وفاة الحوامل وإصابتهن بأمراض خطيرة

مخاطر اصابة الحوامل بعدوى كورونا تؤثر عليهن وعلى أطفالهن أيضا (رويترز)
مخاطر اصابة الحوامل بعدوى كورونا تؤثر عليهن وعلى أطفالهن أيضا (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن فرص وفاة النساء أثناء الحمل تزيد إذا أصبن بفيروس كورونا وإن العدوى تزيد من خطر إصابتهن بأمراض خطيرة.
ومنذ تفشي وباء كورونا، أبرزت العديد من الدراسات والأبحاث أن الحوامل معرضات بشكل خاص لمخاطر الفيروس، حيث حث الأطباء أولئك النساء على تلقي اللقاح لتقليل المخاطر على أنفسهن وأجنتهن، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
لكن الاختلافات في كيفية إجراء الدراسات واختيار المريضات المعنيات جعلت من الصعب الوصول إلى استنتاجات مفصلة حول تأثير المرض، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل، حيث أجريت القليل من الدراسات.
وحاولت الدراسة الجديدة الوصول إلى استنتاجات أوسع وأكثر تفصيلا، حيث حللت 12 دراسة سابقة أجريت في مختلف بلدان العالم، وشملت أكثر من 13 ألف امرأة حامل، لم يتلقين لقاح كورونا.
ووجد فريق الدراسة، التابع لجامعة جورج واشنطن، أن 3 في المائة من النساء الحوامل المصابات بكورونا تم إدخالهن إلى وحدات العناية المركزة، أي أربعة أضعاف نسبة دخول النساء غير المصابات بالفيروس لهذه الوحدات، مشيرين إلى أن 2 في المائة من أولئك النساء احتجن إلى أجهزة تنفس صناعي.
كما تم ربط العدوى بمعدل وفيات أكبر. ففي الدراسات التي تم تحليلها، مات 7 في المائة من النساء الحوامل المصابات بكورونا، مقارنة بـ1 في المائة بين الحوامل اللواتي لم يصبن به.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب ما يقرب من خُمس النساء الحوامل اللواتي تلقين عدوى كورونا بالتهاب رئوي، في نسبة أكبر بحوالي 23 مرة من نسبة إصابة الحوامل غير المصابات بالفيروس به.
ووفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة «بي إم جي غلوبال هيلث»، فقد أثرت مخاطر إصابة الحوامل بعدوى كورونا على أطفالهن أيضاً، حيث زادت من فرص ولادتهم قبل الأوان ومن نسب إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة.
ويتعرض الأطفال المولودون قبل الأوان لخطر أكبر للإصابة بمشكلات صحية مدى الحياة.
وقالت الدكتورة إميلي سميث، التي قادت فريق الدراسة: «لقد وجدنا أن النساء اللواتي أصبن بكورونا أثناء الحمل كن معرضات بشكل أكبر لخطر الدخول إلى وحدات العناية المركزة أو حتى الموت أو الإصابة ببعض المشاكل المتعلقة بالحمل مثل تسمم الحمل، مقارنة بأقرانهن اللواتي لم يصبن بالفيروس». وأضافت: «وجدنا أيضاً أن أولئك الأمهات اللواتي أصبن بكورونا أثناء الحمل، كن أكثر عرضة لولادة أطفالهن في وقت مبكر جداً، أي قبل الأوان، وأن أولئك الأطفال معرضون لخطر متزايد في أن ينتهي بهم المطاف في وحدات العناية المركزة».
وأكدت سميث أن هذه النتائج تؤكد على ضرورة حصول الحوامل على لقاح كورونا، مضيفة: «هذا يمكن أن يقلل حقاً من خطر حدوث بعض هذه النتائج السيئة للأم والطفل».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

طرح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر، محمد عبد اللطيف، مقترَحاً جديداً لتغيير نظام الثانوية العامة، واعتماد «شهادة البكالوريا المصرية» بدلاً منه، مقترِحاً تطبيق النظام الجديد بداية من العام المقبل على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي.

وأوضح الوزير خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، أبعاد النظام الجديد وتفاصيله، ووصفه بأنه «يعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية، بدلاً من الحفظ والتلقين»، كما يعتمد على التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين، وفق بيان لمجلس الوزراء.

ووجَّه رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي بمناقشة آليات تنفيذ هذا النظام في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي قبل بدء التطبيق.

ويتكون هيكل «شهادة البكالوريا المصرية» المقترحة من مرحلتين، هما المرحلة التمهيدية (الصف الأول الثانوي)، والمرحلة الرئيسية (الصفان الثاني والثالث الثانوي)، وفق عبد اللطيف الذي يؤكد أنه يحظى بـ«اعتراف دولي» ويتيح فرصاً متعددة.

الوزير المصري قدَّم مقترحاً لتغيير نظام الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وتتضمن المرحلة الأولى، ممثلة في الصف الأول الثانوي، عدداً من المواد الأساسية تدخل في المجموع الكلي، وتشمل مواد التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ المصري، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب، وفق البيان.

وأضاف الوزير أن المرحلة الرئيسية (الصف الثاني الثانوي) ستتضمن المواد الأساسية في جميع التخصصات، وهي مواد اللغة العربية، والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى المواد التخصصية ويختار منها الطالب مادة واحدة، وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الرياضيات/ الفيزياء»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«الإحصاء».

وبخصوص مواد المرحلة الرئيسية (الصف الثالث الثانوي)، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الأحياء (مستوى رفيع)» و«الكيمياء (مستوى رفيع)»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«إحصاء».

وزير التربية والتعليم المصري خلال طرح النظام الجديد للثانوية العامة (رئاسة الوزراء)

وكان وزير التربية والتعليم المصري الذي تولى الحقيبة الوزارية في يوليو (تموز) الماضي، قد أعلن في أغسطس (آب) عن تغييرات في نظام الثانوية العامة بتخفيض عدد المواد للصف الأول الثانوي من 10 إلى 6 مواد، والصف الثاني الثانوي من 8 إلى 6 مواد، والصف الثالث الثانوي من 7 إلى 5 مواد؛ الأمر الذي أثار جدلاً وقتها.

وسرعان ما تعرَّض مقترح الوزير إلى انتقادات عدة عبر «السوسيال ميديا»؛ إذ اعتبر متابعون وأولياء أمور أن «التغييرات المتتالية خلال السنوات الماضية في نظام الثانوية العامة أضرت بمستقبل الطلاب ولم تفدهم، وأن تغيير استراتيجيات التعليم يتطلب سنوات طويلة».

وبخصوص نظام «البكالوريا» الجديد، أشار الوزير، إلى مجموعة من القواعد العامة التي تخصّ المرحلة الرئيسية (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، تضمنت أن الامتحانات تتاح بفرصتين في كل عام دراسي خلال شهري مايو (أيار) ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي، وشهري يونيو (حزيران) وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي، وأن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجاناً، وبعد ذلك بمقابل 500 جنيه (الدولار يساوي 50.58 جنيه مصري) عن كل مادة، ويحتسب المجموع لكل مادة من مواد الثانوية السبع من 100 درجة.

الوزير يتابع العملية التعليمية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وعدّت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) الدكتورة جيهان البيومي «النظام الجديد مقبولاً إذا كان يستهدف الخروج من فكرة حشو عقول الطلبة بالمعلومات والاعتماد على الحفظ والتلقين فقط، وهو أمر انتهى عصره في كل الدول»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أما الفكرة وآلية تطبيقها فهما ما نحتاج إلى مراجعته ومعالجة أساليب التطبيق؛ وهو ما يستدعي مناقشته مع الوزير ولجنة التعليم وأيضاً الاستماع إلى المناقشات المجتمعية للوصول إلى أفضل الحلول وأفضل تطبيق».

وتعرّض نظام الثانوية العامة في مصر لتغييرات على مدى سنوات، من بينها تغيير النظام من عام واحد رئيسي (الصف الثالث الثانوي) إلى عامين هما «الصفان الثاني والثالث الثانوي»، ثم عودة النظام القديم واحتساب المجموع لعام واحد فقط.

وخاض امتحان الثانوية العامة في العام السابق 2024 أكثر من 750 ألف طالب وطالبة في الشعبتين الأدبية والعلمية بشعبتيها (العلوم والرياضة)، وتمثل شهادة الثانوية محطة مفصلية في المسار التعليمي للطلاب، وتحظى باهتمام شديد من معظم الأسر المصرية.

ويتوقع أن يثير المقترح الجديد جدلاً وسعاً في مصر بسبب أهميته لمئات الآلاف من الأسر في جميع المحافظات.