أعاد قرار إزالة تمثال يحاكي الآثار الفرعونية في أحد ميادين محافظة أسيوط «جنوب مصر» وتعرض لانتقادات لاذعة، الجدل حول الأعمال الفنية المرتبطة بالآثار والحضارة المصرية خاصة تماثيل الميادين العامة التي تكررت وقائعها خلال الآونة الأخيرة.
وأثار تمثال وضع بوسط مدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط يمثل مجسماً لفرعون يجلس وسط مركب جدلاً واسعاً، وانتقادات حادة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه بعضهم بـ«تمثال قريش»، ووفق تقارير صحافية محلية «قررت الإدارة المحلية بالمدينة إزالة التمثال».
وتكررت في مصر خلال الآونة الأخيرة وقائع أثارت جدلاً واسعاً بشأن أعمال فنية مرتبطة بالآثار والحضارة المصرية، خاصة التماثيل التي توضع بالميادين العامة، والجداريات، وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أطلق أثريون حملة تحت اسم «حملة الدفاع عن الحضارة» طالبوا فيها بإزالة ثلاثة تماثيل تمثل جسد حورس وضعت في طريق مطار الغردقة، واصفين التماثيل بأنها «مشوهة»، وقالت الباحثة الأثرية ميرنا محمد القاضي، منسقة الحملة في تصريحات صحافية حينها: «التماثيل تقدم صورة بصرية مشوهة، كما تم وضع نقش على قاعدة أحد التماثيل كتب عليه عبارة (إهداء من الأستاذ المرحوم...)».
وقبل الواقعة السابقة بأيام، وتحديداً في سبتمبر (أيلول) الماضي قررت محافظة إزالة تمثال للملك رمسيس الثاني وضع في مواجهة مبنى المحافظة عقب تعرضه لانتقادات لاذعة، ومن بين الانتقادات التي وجهت للتمثال «وجود أخطاء بالكتابة الهيروغليفية الموجودة على قاعدته، فضلاً عن افتقاده للمعايير والمواصفات المهنية للنحت».
وغالباً ما تؤدي الانتقادات إلى اتخاذ قرارات بإزالة التماثيل، وهو ما حدث في وقائع متفرقة، منها إصدار مدينة بني مزار بمحافظة المنيا قراراً بإزالة تمثال الملكة نفرتيتي، عقب حملة سخرية انتقدت «شكل الملكة المصرية وهي تنظر متسعة العينين (مبرقة)»، وتكرر الأمر بمدينة الإسماعيلية عندما ظهر تمثال الخديوي إسماعيل عقب إعادة طلائه باللونين الأسود الداكن والفضي، بدلاً من لونه الأصلي وهو الأخضر المحلى بالذهب، مما أثار أيضاً حملة سخرية واسعة.
ولا تتوقف الانتقادات للأعمال الفنية عند الجانب الفني المتعلق بمعايير وفنيات النحت أو التصميم، بل تمتد في كثير من الأحيان إلى «اتهامات بالسرقة أو تقليد أعمال فنية أخرى»، ففي يوليو (تموز) الماضي، أثارت المصممة غادة والي جدلاً واسعاً شغل وسائل الإعلام المصرية لأسابيع، عندما تولت والي تصميم وتنفيذ جدارية فرعونية في محطة مترو أنفاق كلية البنات، ثم كتب الفنان الروسي جورجي كوسوف عبر صفحته على «فيسبوك» أن تصميم والي «تقليد لعمل خاص به» وقام الفنان الروسي بنشر صورة لوحته بجانب صورة لتصميم والي، مما أثار انتقادات واسعة حينها.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد محيي حمزة عميد كلية الفنون الجميلة في محافظة الأقصر لـ«الشرق الأوسط» إن «السبب المرجح وراء تكرار وقائع وضع تماثيل أو أعمال فنية غير جيدة ولا تطابق معايير النحت والتصميم أن المحليات تعمل منفردة دون التعاون مع المؤسسات الأخرى»، موضحاً «الحل أن تقوم الإدارات المحلية بالمدن المصرية بالتنسيق مع كليات الفنون الجميلة المنتشرة بمحافظات عدة لتكون بيت خبرة ومرجعاً فنياً للمحافظات المحيطة بها، وتشكيل لجان استشارية من أساتذة هذه الكليات لضمان مطابقة أي أعمال وتماثيل للمعايير الفنية».
أعمال فنية تُحاكي الآثار تثير الانتقادات والسخرية في مصر
إزالة تمثال في أسيوط بعد انتقادات
أعمال فنية تُحاكي الآثار تثير الانتقادات والسخرية في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة