تظاهرات جديدة شمال سوريا رفضاً لـ«المصالحة» مع الأسد

محتجون يهاجمون رئيس «الائتلاف» بسبب «تماهي مواقفه» مع التصريحات التركية بخصوص التطبيع مع دمشق

مقاتلون من فصيل «أحرار الشام» قرب مدينة الباب بريف حلب يوم 8 يناير الحالي (أ.ف.ب)
مقاتلون من فصيل «أحرار الشام» قرب مدينة الباب بريف حلب يوم 8 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

تظاهرات جديدة شمال سوريا رفضاً لـ«المصالحة» مع الأسد

مقاتلون من فصيل «أحرار الشام» قرب مدينة الباب بريف حلب يوم 8 يناير الحالي (أ.ف.ب)
مقاتلون من فصيل «أحرار الشام» قرب مدينة الباب بريف حلب يوم 8 يناير الحالي (أ.ف.ب)

خرجت أمس (الجمعة)، تظاهرات جديدة في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي بشمال غربي سوريا، تنديداً بالتقارب بين أنقرة ودمشق ورفضاً لـ«المصالحة» مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وأفاد ناشطون بأن معارضين في مدينة أعزاز بريف حلب (شمال سوريا) هاجموا سالم المسلط، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» (المعارض)، وحاولوا الاعتداء عليه بالضرب والحجارة ونعتوه بـ«الشبيح»، ومنعوه من المشاركة في تظاهرة شهدتها المدينة أمس، على غرار احتجاجات عديدة أخرى شهدتها مدن وبلدات في ريفي حلب وإدلب، تنديداً بالتقارب التركي مع النظام السوري. وتداولت صفحات معارضة مقطعاً مصوراً تهجم فيه عدد من المتظاهرين في أعزاز، شمال حلب، على المسلط قبيل أن يتدخل عدد من مرافقيه لحمايته ونقله بسيارة من المكان.
وقال عمر الحلي، وهو ناشط معارض بريف حلب، إن «آلاف المدنيين خرجوا بتظاهرات حاشدة في مدن عفرين وأعزاز وجرابلس ومارع ودابق بريف حلب الشمالي، للتنديد بالتقارب والمصالحة بين تركيا والنظام السوري على حساب الثورة السورية»، مضيفاً أن المحتجين هتفوا مطالبين بـ«إسقاط النظام السوري وعدم المصالحة معه، أو السماح لتركيا بالضغط على قوى المعارضة السورية والفصائل وجرها للمصالحة مع النظام السوري تحت أي اسم». وأضاف أن المتظاهرين في مظاهرة مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق العمليات التركية في شمال حلب، منعوا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» والوفد المرافق له من المشاركة في تظاهرة بالمدينة، وطردوه منها، «نظراً لتماهي مواقفه وموقف الائتلاف السوري الذي يترأسه، مع التصريحات التركية الأخيرة بخصوص التطبيع مع النظام السوري والمصالحة معه». وأشار إلى أن المتظاهرين «واصلوا سيرهم إلى أمام مبنى الحكومة (أي حكومة المعارضة المدعومة من تركيا) وطالبوا بإسقاطها إلى جانب الائتلاف السوري بسبب رضوخهما للمطالب التركية».
وشهدت مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا موجة غضب ضد «الحكومة السورية المؤقتة» ورئيسها عبد الرحمن مصطفى، عقب تصريح منسوب له رحب فيه بالاجتماع الثلاثي الذي عُقد في موسكو نهاية الشهر الماضي، بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، واعتباره خطوة مهمة نحو الحل السياسي في سوريا. كما اعتبر أيضاً أن تركيا تتصرف بما يتماشى مع توقعات الشعب السوري. ونفى مصطفى و«الحكومة المؤقتة» لاحقاً صحة ما نُقل عنه. وأوضحت «الحكومة المؤقتة» أن تصريحاته أسيئت ترجمتها «بهدف زعزعة صورتها (حكومة المعارضة) أمام الشعب الثائر، وضرب مصداقية مؤسسات المعارضة في وقت يحتاج فيه الجميع إلى التكاتف والتعاضد».
وتزامنت تظاهرات ريف حلب مع خروج تظاهرات أيضاً في مدينة إدلب وريفها (أريحا وحارم وسلقين وإسقاط وسرمدا والدانا وكفرلوسين وعشرات المخيمات للنازحين)، حمل خلالها المتظاهرون لافتات تندد بالمواقف التركية الأخيرة تجاه النظام السوري والتقارب معه، وهتفوا مطالبين بإسقاط النظام، بحسب ناشطين في إدلب.
في غضون ذلك، وقعت مواجهات بين فصائل مسلحة وقوات النظام السوري جنوب إدلب. وقال مصدر في غرفة عمليات «الفتح المبين» (مجموعات مسلحة تقودها «هيئة تحرير الشام»)، إن قوات النظام قامت بمحاولة تسلل صباح الجمعة، على محور الرويحة بجبل الزاوية جنوب إدلب، فوقعت مواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.