النفط يحلق بجناحي الصين وأميركا

واشنطن تؤكد تراجع عائدات روسيا بسبب «سقف السعر»

منشأة نفطية في صقلية تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
منشأة نفطية في صقلية تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
TT

النفط يحلق بجناحي الصين وأميركا

منشأة نفطية في صقلية تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
منشأة نفطية في صقلية تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)

بدعم من التفاؤل المشترك من تحسن الطلب في الصين، وتباطؤ التضخم الأميركي بأفضل مستوياته منذ أكثر من عام، قفزت أسعار النفط نحو اثنين في المائة يوم الخميس.
وبعد تذبذب في بداية التعاملات؛ ارتفع «خام برنت» 1.63 دولار أو 1.97 في المائة إلى 84.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:29 بتوقيت غرينيتش؛ فيما زاد «خام غرب تكساس الوسيط» الأميركي 1.55 دولار أو اثنين في المائة، إلى 78.96 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين 3 في المائة خلال جلسة الأربعاء، مدعومين بآمال في تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية إلى جانب مخاوف تتعلق بتأثير العقوبات على إنتاج الخام الروسي.
وقالت وزارة العمل الأميركية إن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 6.5 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهي أصغر زيادة في الأسعار منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتباطأ بعد ارتفاعه بنسبة 7.1 في المائة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)... وتدعم تلك النتائج احتمالات تخفيف «الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» معدلات رفع الفائدة، بما يحسن تباعاً آفاق النفط.
من جهة أخرى إيجابية، تعيد الصين؛ أكبر مستورد للنفط في العالم، فتح اقتصادها بعد انتهاء القيود الصارمة لمكافحة انتشار فيروس «كورونا»، مما يعزز التفاؤل بأن الطلب على الوقود سينمو في عام 2023. وقالت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن الإنتاج الصناعي الصيني من المتوقع أن ينمو 3.6 في المائة عام 2022 فوق العام السابق، على الرغم من تعطل الإنتاج والخدمات اللوجستية جراء قيود «كوفيد19».
وتستعد السوق لقيود إضافية تستهدف مبيعات منتجات الوقود الروسية من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في فبراير (شباط) المقبل؛ إذ يواصل الاتحاد الأوروبي العمل على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
وقالت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية إن الحظر المرتقب من الاتحاد الأوروبي على الواردات المنقولة بحراً من المنتجات البترولية الروسية في 5 فبراير المقبل قد يكون أكثر تأثيراً من ذلك الذي فرضه الاتحاد على واردات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا في ديسمبر 2022.
ودخل سقف دولي للسعر فُرض على مبيعات الخام الروسي حيز التنفيذ في 5 ديسمبر الماضي. وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، يوم الأربعاء، إن عائدات روسيا من النفط آخذة في الانخفاض بسبب سقف السعر المفروض على خامها من جانب الدول الغربية.
وقال المسؤول إن أوروبا بإمكانها تحمل الضغوط على منتجات النفط هذا الشتاء الناجمة عن غزو روسيا أوكرانيا؛ لأن لديها مخزونات من الديزل وبسبب دفء الطقس أكثر من المتوقع. وأضاف أن بعض الديزل الروسي الرخيص يمكن أن يُباع في نهاية المطاف لدول في أفريقيا وأماكن أخرى عانت من ارتفاع أسعار النفط العام الماضي نتيجة الصراع مع أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

شهد الدولار تداولات في نطاقات ضيقة مقابل نظرائه الرئيسيين يوم الخميس، حيث واصل النضال من أجل إيجاد اتجاه واضح، في غياب أي إعلانات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد لوحة مؤشر الصرف الأجنبي تظهر سعر الدولار الأميركي مقابل الين الياباني في طوكيو (وكالة حماية البيئة)

أسواق الأسهم الآسيوية تفتتح على تباين

شهدت الأسهم الآسيوية تبايناً في أدائها يوم الخميس بعد أن أعلنت الصين عن مجموعة من الإجراءات الرامية إلى تعزيز أسواق الأسهم المتعثرة.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي في «دافوس 2025» (الشرق الأوسط)

السعودية تُخصص 20 مليار دولار إضافية في البنية التحتية الرقمية

أكد وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي أن المملكة تُخصص 20 مليار دولار لإنفاقها على البنية التحتية الرقمية في السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الاقتصاد النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث خلال جلسة حوارية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (الشرق الأوسط)

صندوق النقد الدولي: الرياح مواتية حالياً أمام الأسواق الناشئة

أظهرت الأسواق الناشئة صموداً في الفترة الماضية بفضل السياسات السليمة، لكن هناك رياحاً معاكسة تتطلب التكيّف معها لمواجهة الأزمات، وفق مسؤولة بصندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان متحدثاً في «دافوس 2025» (الشرق الأوسط) play-circle 00:36

الجدعان: التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص مهم لبناء الاقتصادات الناشئة

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن الإصلاحات الاقتصادية ضرورة لتعزيز مرونة الاقتصادات الناشئة.

«الشرق الأوسط» (دافوس )

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

لافتة إعلان وظائف بالقرب من مصنع «سمارت ألاباما» التابع لشركة «هيونداي» في لوفيرن (رويترز)
لافتة إعلان وظائف بالقرب من مصنع «سمارت ألاباما» التابع لشركة «هيونداي» في لوفيرن (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

لافتة إعلان وظائف بالقرب من مصنع «سمارت ألاباما» التابع لشركة «هيونداي» في لوفيرن (رويترز)
لافتة إعلان وظائف بالقرب من مصنع «سمارت ألاباما» التابع لشركة «هيونداي» في لوفيرن (رويترز)

ارتفع بشكل طفيف، الأسبوع الماضي، عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة؛ مما يشير إلى أن النمو القوي في الوظائف من المرجح أن يستمر في يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت بمقدار 6 آلاف إلى 223 ألف طلب بمعدّل موسمي للأسبوع المنتهي في 18 يناير الحالي، مقارنة بتوقعات خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، بتسجيل 220 ألف طلب.

وقد تساهم الظروف الجوية الباردة التي ضربت أجزاء من البلاد، بالإضافة إلى الحرائق في لوس أنجليس، في زيادة الطلبات خلال الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، لا تزال سوق العمل قوية؛ مما يدعم استمرار التوسع الاقتصادي. وتشمل البيانات الأسبوعية المدة التي استطلعت فيها الحكومة الشركات لإصدار «تقرير الرواتب غير الزراعية» في «تقرير التوظيف» لشهر يناير الحالي.

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، زادت الرواتب غير الزراعية بما يعادل 256 ألف وظيفة، فيما أضاف الاقتصاد 2.2 مليون وظيفة في العام الماضي، بمتوسط ​​186 ألف وظيفة شهرياً، وهو انخفاض عن 3 ملايين وظيفة في عام 2022.

وساهمت متانة سوق العمل في اتخاذ «بنك الاحتياطي الفيدرالي» قراراً بتقليص تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة لهذا العام إلى اثنين فقط من 4 كان قد قدرها في سبتمبر (أيلول) الماضي عند بدء دورة التخفيف من السياسات. كما أن حملة قمع الهجرة التي شنتها إدارة الرئيس دونالد ترمب، بالإضافة إلى خطط خفض الضرائب، وتغييرات التعريفات الجمركية الواسعة، قد أثارت قلقاً بين مسؤولي «البنك المركزي» بشأن مسار السياسة النقدية، فقد حذر خبراء الاقتصاد بأن عمليات الترحيل الجماعي، والقيود على الهجرة القانونية، قد يعرقلان سوق العمل.

ومن المتوقع أن يُحافظ «بنك الاحتياطي الفيدرالي» على أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، بعد أن خفضها بمقدار 100 نقطة أساس إلى النطاق الحالي بين 4.25 و4.50 في المائة منذ سبتمبر الماضي. كما رُفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وقد تقدم البيانات الأسبوع المقبل بشأن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدات مزيداً من الأدلة على قوة سوق العمل في يناير الحالي.