قال مسؤول أميركي، اليوم (الثلاثاء)، إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تخطط لجلب قوات أوكرانية إلى الولايات المتحدة للتدريب على نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت». وقال المسؤول، الذي تحدث شرط عدم كشف اسمه، إن التدريب سيجري في قاعدة «فورت سيل» في ولاية أوكلاهوما، ويمكن أن يبدأ في أقرب وقت هذا الشهر.
وتُعَدُّ قاعدة «فورت سيل» موطناً لكل من التدريب الأساسي على الدفاع الصاروخي «باتريوت»، وتدريب المدفعية الميداني للقوات الأميركية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار الرئيس بايدن الشهر الماضي الموافقة على إرسال نظام «باتريوت» إلى أوكرانيا لتعزيز دفاعات كييف ضد هجوم الصواريخ الروسية.
كما أعلنت ألمانيا الأسبوع الماضي، أنها سترسل أيضاً بطارية «باتريوت» إلى أوكرانيا. وبينما رفض مسؤولو «البنتاغون» مناقشة الخطة، قالت لورا كوبر مساعدة وزير الدفاع الأميركي، الأسبوع الماضي، إن التدريب سيبدأ في يناير (كانون الثاني)، وسيستغرق أشهراً عدة، في حين أكد المتحدث باسم «البنتاغون» بات رايدر، أن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد.
وقال رايدر: «نستكشف مجموعة متنوعة من الخيارات لتشمل التدريب المحتمل هنا في الولايات المتحدة، أو في الخارج، أو مزيجاً من الاثنين معاً».
من جهة أخرى، وصف مسؤول عسكري أميركي، المعارك التي تشهدها مدينة باخموت والمنطقة المحيطة بها، بأنها «وحشية»، مؤكداً عدم حصول تغيير كبير في خطوط القتال الرئيسية خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال المسؤول العسكري في إفادة صحافية في «البنتاغون»، مساء الاثنين، إن القتال حول قطاع باخموت في منطقة دونيتسك، أدى إلى تدمير المنطقة بعشرات الآلاف من قذائف المدفعية. وأضاف: «ما أعنيه بالوحشية هو أنك تتحدث عن آلاف قذائف المدفعية التي تم إطلاقها بين الجانبين»، وأن «قوات المرتزقة الروسية (في إشارة إلى مجموعة «فاغنر» التي يقودها يفغيني بريغوزين الحليف القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين) تضحي بأضعف الجنود، بوضعهم في الخطوط الأمامية».
وقال إن جنود الاحتياط «يتحملون العبء الأكبر»، في حين أن القوات المدربة بشكل أفضل «تتحرك خلفها لاحتلال الأرض». وقال المسؤول الأميركي، إن بريغوزين «يتطلع للسيطرة على احتياطات الملح والجبس من المناجم في المنطقة، لكن بريغوزين قال أيضاً إنه يريد الاستيلاء على الأنفاق الشاسعة تحت الأرض في المنطقة التي يمكن أن تتسع بشكل كبير للدبابات والأسلحة الأخرى».
وأضاف أن الروس يضغطون على الجيش الأوكراني، الذي يحاول طردهم من تلك المنطقة. وتُظهر التقارير الإخبارية من المنطقة، أن العديد من المدنيين يفرون من المنطقة. وقال المسؤول العسكري: «رغم ذلك، وبصراحة تامة، ما أود قوله هو أنه من حيث الشكل الذي تبدو عليه ساحة المعركة، لا توجد تعديلات مهمة على ساحة المعركة، خلال الأسبوعين الماضيين».
كما أكد المسؤول، أن هناك 3 سفن روسية قادرة على إطلاق صواريخ «كاليبر» في البحر الأسود، في حين أن المجال الجوي فوق أوكرانيا لا يزال محل نزاع بين الطرفين. وأكد المسؤول، أن الأوكرانيين «فعلوا العجائب في دمج قدرات الدفاع الجوي المختلفة من العديد من الدول، لبناء نظام دفاع جوي متكامل، ليس فقط ضد صواريخ (كروز)، ولكن ضد الطائرات دون طيار أيضاً».
وكان مسؤولون عسكريون غربيون وأوكرانيون قد أكدوا الأسبوع الماضي، أن هذا النظام «أسقط كل مركبة جوية دون طيار كانت تهدف إلى مهاجمة كييف»، في إشارة إلى الهجمات التي شُنت باستخدام الروس لمسيّرات إيرانية. كما تحدث المسؤول عمّا وصفه بـ«الزخم وراء الدول المانحة الدولية»؛ إذ ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بمركبات «برادلي» القتالية، كما تقدم ألمانيا وفرنسا عربات مدرعة، وتقوم هولندا والولايات المتحدة بتجديد دبابات «تي-72» الروسية، التي سُلمت لأوكرانيا أو استولت عليها القوات الأوكرانية خلال الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، أكد المسؤول أن الولايات المتحدة والدول الشريكة الأخرى، ستقوم بتدريب الوحدات الأوكرانية على عمليات الأسلحة المشتركة. وقال إن «تدريب القوات الأوكرانية على مستوى الكتيبة سيبدأ هذا الشهر، هذا إن لم يكن قد بدأ بالفعل». وأضاف: «ما نفعله حقاً هو إظهار هذا الالتزام المستمر من جانب (الناتو)... ودليل على أن الالتزام بمساعدة أوكرانيا لم يتزعزع».
وقال إن «هذه المعدات شيء، واستخدامها شيء آخر... لذلك، لقد رأينا مرة أخرى العديد من حلفائنا تقدموا إلى الأمام لتقديم بعض التدريب الجماعي الإضافي من حيث صلته باستخدام تلك المعدات. وهذا يمنح الأوكرانيين فرصة لمواصلة العمل على ما فعلوه على مدى السنوات العشر الماضية، عبر تعديل الطريقة التي يقاتلون بها وتحويلها إلى جهد على استخدام أسلحة مشتركة».
في هذا الوقت، وبينما تواصل الولايات المتحدة والدول الغربية، إرسال خليط من أسلحة الحقبة السوفياتية، وأخرى بمعايير حلف «الناتو»، من مدفعية وصواريخ ومركبات دورية مدرعة، إلى كييف؛ لم تصل الأمور بعدُ إلى حد إرسال دبابات قتال رئيسية، التي تطالب بها أوكرانيا، وهو ما يتوقع حصوله في فترة لاحقة، بحسب العديد من الخبراء والمحللين، وبعض المسؤولين الأميركيين والغربيين، الذين أكدوا أن وتيرة تسليم المساعدات العسكرية ونوعيتها «تقررها طبيعة المعركة ومتطلباتها على الأرض». وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، أنها سترسل 50 مركبة «برادلي» القتالية إلى أوكرانيا، جنباً إلى جنب مع التزام من ألمانيا بإرسال مركبتها المدرعة «ماردير»، ومن فرنسا مركبتها «إيه إم إكس».
الولايات المتحدة ستبدأ تدريب القوات الأوكرانية على «باتريوت» هذا الشهر
مسؤول عسكري أميركي يؤكد أن المعارك «الوحشية» في باخموت لم تغير خطوط القتال
الولايات المتحدة ستبدأ تدريب القوات الأوكرانية على «باتريوت» هذا الشهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة