محاولات حوثية جديدة غرب صنعاء للسطو على أراض زراعية شاسعة

الميليشيات تشن حملة ترويع وحصار للقرى لإجبار الأهالي على تسليم أملاكهم

صورة متداولة على «فيسبوك» لعربات حوثية تواكب الاستيلاء على الأراضي غرب صنعاء
صورة متداولة على «فيسبوك» لعربات حوثية تواكب الاستيلاء على الأراضي غرب صنعاء
TT

محاولات حوثية جديدة غرب صنعاء للسطو على أراض زراعية شاسعة

صورة متداولة على «فيسبوك» لعربات حوثية تواكب الاستيلاء على الأراضي غرب صنعاء
صورة متداولة على «فيسبوك» لعربات حوثية تواكب الاستيلاء على الأراضي غرب صنعاء

واصلت الميليشيات الحوثية في اليمن سعيها هذا الأسبوع للاستيلاء بالقوة، على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة في الضواحي الغربية للعاصمة صنعاء، وذلك في سياق الانتهاكات المتصاعدة بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها.
وخلال سنوات الانقلاب، استولت الجماعة الحوثية على مساحات واسعة من الأراضي في صنعاء وريفها وبقية المحافظات الخاضعة لها، بزعم «أنها أراض تتبع الوقف أو مملوكة للدولة».
وبحسب ما ذكرته مصادر مطلعة، فقد قامت الميليشيات الحوثية هذا الأسبوع، بالسيطرة بقوة السلاح، على أكثر من 2200 لبنة (وحدة قياس محلية حيث تساوي اللبنة 44 متراً مربعاً) تعود ملكيتها لمواطنين في مديرية بني مطر بمحافظة ريف صنعاء، وذلك في سياق مسلسل المصادرة المتكرر لأراضي وممتلكات السكان، تحت إشراف مباشر من قيادات عسكرية في الميليشيات.
وكشفت المصادر عن مواصلة مسلحي الجماعة، المدعومين بعشرات العربات والمدرعات العسكرية منذ أيام، تطويق أراضٍ ومساحات زراعية شاسعة تخص أهالي قرى عدة بمديرية بني مطر.
وأوضحت، أن تطويق تلك الأراضي سبقه قبل فترة، بدء الجماعة الحوثية استحداث سور كبير على مساحات زراعية منهوبة، ومواصلة العمل لاستكمال بناء ذلك السور؛ بهدف تأمين عملية السيطرة على تلك المساحات.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً عدة تظهر عملية التسوير الحوثي لتلك المساحات من الأرضي الزراعية المنهوبة، بالتزامن مع محاصرة قرى ومنازل عدة في مديرية بني مطر بغية ترويع الأهالي، وإجبارهم على التنازل عن أراضيهم.
واتهم سكان في قرى بني مطر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، القياديين في الميليشيات الحوثية: أبو حيدر جحاف، وأبو علي الشامي، بالوقوف خلف عمليات التعدي والنهب والمصادرة بحق أراضيهم، إضافة إلى إصدارهما قبل فترة، توجيهات غير قانونية، قضت باستحداث سور على مساحة 2200 لبنة زراعية.
كما جدد الأهالي اتهامهم قضاة بمحكمة بني مطر، «بالتواطؤ وشرعنة أعمال النهب» التي تقوم بها قيادات بارزة في الجماعة الانقلابية.
ويشرف رئيس ما يُسمى «اللجنة العسكرية» للميليشيات الانقلابية أبو حيدر جحاف، على كل أعمال النهب والسطو المسلَّح على الأراضي، إضافة إلى قيامه بتزوير الوثائق الخاصة بملكيتها، وخطفه غير مرة، مواطني قرى عدة في بني مطر، للضغط عليهم لإجبارهم على التنازل عن ممتلكاتهم.
وتعد هذه الجرائم، جزءاً من حملات نهب ومصادرة واسعة نفذتها الجماعة على مدى سنوات، ولا تزال، بحق أراضي وعقارات اليمنيين في العاصمة وريفها ومناطق أخرى تحت سيطرتها.
وسبق للميليشيات الحوثية، أن شنّت خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حملة اعتقالات طالت عشرات الأهالي من مختلف الأعمار في مديرية بني مطر في صنعاء؛ بسبب مواصلة رفضهم مصادرة أراضيهم على أيدي نافدين حوثيين.
وكشفت مصادر في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عناصر حوثية مسلحة داهمت وقتها تجمعاً احتجاجياً نفذه أبناء مديرية بني مطر، أمام محكمة المديرية، للمطالبة بإعادة أراضيهم التي تم السطو عليها بموجب تعليمات أصدرها نافذون حوثيون يتصدرهم المدعو أبو حيدر جحاف (المتهم الرئيسي بمصادرة ونهب أراضي وممتلكات المواطنين في العاصمة وضواحيها).
وسبق ذلك، قيام الجماعة وعبر حملة دهم عسكرية مماثلة، بخطف ما يزيد على 25 شخصاً من مشايخ ووجهاء وأهالي بني مطر؛ بزعم تنظيمهم مظاهرة غاضبة رفضاً لأعمال النهب بحق أراضيهم.
وكانت تقارير حقوقية يمنية اتهمت الجماعة الحوثية، بمواصلة جرائم السطو والنهب المنظم بحق أراضي وممتلكات المواطنين في صنعاء ومحيطها وفي المناطق كافة تحت سيطرتها.
وأشارت إلى قيام الميليشيات «بارتكاب سلسلة من جرائم التعدي والسطو المنظم ضد أراضي وعقارات السكان بمديرية بني حشيش في محافظة ريف صنعاء، وتسيير حملات عسكرية ضد السكان في مديرية همدان بالمحافظة ذاتها، ترافقت مع جرائم ترويع واعتداء واعتقال وتنكيل وحصار، بحق الأهالي بسبب رفضهم عملية السطو الحوثي على أراضيهم».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.