الاتحاد الأوروبي يعتمد قرضا عاجلا لليونان بـ7 مليارات يورو لسداد متأخرات مالية مستحقة

مفوضية بروكسل اقترحت 35 مليارًا حتى 2020 لتنفيذ استثمارات

الاتحاد الأوروبي يعتمد قرضا عاجلا لليونان بـ7 مليارات يورو لسداد متأخرات مالية مستحقة
TT

الاتحاد الأوروبي يعتمد قرضا عاجلا لليونان بـ7 مليارات يورو لسداد متأخرات مالية مستحقة

الاتحاد الأوروبي يعتمد قرضا عاجلا لليونان بـ7 مليارات يورو لسداد متأخرات مالية مستحقة

اعتمد المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل قرضا مالية لليونان بقيمة 7 مليارات يورو على المدى القصير وذلك في إطار آلية الاستقرار المالي الأوروبي وقال المجلس إن القرض سوف يصرف لأثينا على دفعتين في غضون الأشهر الثلاثة القادمة حتى تتمكن من سداد متأخرات مالية مستحقة عليها لصندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الأوروبي، وذلك حتى تبدأ اليونان في تلقي التمويل في إطار برنامج جديد من آلية الاستقرار الأوروبي.
ويأتي ذلك بعد أن رحبت مجموعة اليورو التي تضم 19 دولة، بموافقة البرلمان اليوناني على الالتزامات المنصوص عليها في بيان قمة قادة منطقة اليورو الاثنين الماضي، وقالت مجموعة اليورو، إن السلطات اليونانية نفذت وبطريقة مرضية وفي الوقت المناسب، أول شرط من أربعة تدابير، وعليه اتخذت مجموعة اليورو قرارا الخميس، ومن حيث المبدأ، بالموافقة على برنامج دعم لليونان لمدة ثلاث سنوات، ويظل ذلك مرتبطا باستكمال باقي الإجراءات الأخرى، ومنها صدور قرار في غضون أيام قليلة من آلية الإنقاذ الأوروبية حول هذا الصدد، على أن تبدأ المؤسسات المعنية على الفور في التفاوض للتوصل إلى مذكرة تفاهم حول التفاصيل المطلوبة.
واختتمت مجموعة اليورو بيانًا لها في بروكسل، بدعوة السلطات اليونانية إلى استكمال باقي الخطوات المطلوبة منها ومنها تحديث التشريعات، واستكمال التدابير التي وردت في بيان قمة بروكسل الأخيرة.
وبعد ساعات من موافقة البرلمان اليوناني على خطة الإصلاحات التي تضمنتها صفقة قمة قادة منطقة اليورو مع اليونان، ناقش أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل نتائج القمة، وعرفت مداخلات النواب في جلسة للجنة الشؤون النقدية والاقتصادية، تباينا في المواقف بشأن تقييم الصفقة، التي جرى التوصل إليها في ختام القمة، ولكن الجميع شدد على أهمية أن يكون للبرلمان بصفته المؤسسة التشريعية الأعلى في الاتحاد الأوروبي، دورا في رصد تنفيذ الاتفاق مع أثينا. وقال الإيطالي ربورتو جواليتيلي من كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية: «رحبنا بالالتزام الصريح في الاتفاق بمعالجة مسألة إعادة الهيكلة المستقبلية للديون اليونانية ولكن كان يجب التركيز على استحقاقات الديون وأشار إلى أن الأسلوب الذي جرى به التفاوض أثبت عدم كفاءته لأن ردود الأفعال السلبية من الحكومات الوطنية جعلت من الصعب التوصل إلى حل وسط، ولهذا لا بد أن يكون التحرك في هذا الصدد بشكل جماعي مع إشراك البرلمان الأوروبي لرصد ترتيبات التنفيذ.
وقال جيورجوس كيرتسوس من كتلة حزب الشعب الأوروبي، إن الصفقة كانت أبعد ما يكون عن حل الأزمة في اليونان، وأن الوضع الآن أسوأ مما كان عليه قبل الانتخابات الأخيرة، وهناك عجز هائل في الميزانية.
أما العضو نوتيس مارياس من كتلة الإصلاحيين والمحافظين، فقد اعتبر أن ديون اليونان لا يمكن تحملها، وأشار إلى أن التعديلات الضريبية التي فرضت من جانب الأطراف الدائنة جعلت 40 في المائة من اليونانيين تحت مستوى الفقر كما انتقد أسلوب الترويكا الأوروبية وقال إن أسلوبها تسبب في تقسيم منطقة اليورو بين المقرضين والمقترضين.
أما البرلماني ديمتريوس بابادوبولوس من كتلة اليسار والخضر، فقد أشار إلى أن الحكومة الحالية لا يجب توجيه اللوم إليها وتحميلها أخطاء الـ40 سنة الماضية في اليونان، وطالب بضرورة حذف عبارة «خروج اليونان من منطقة اليورو» من القاموس الأوروبي.
ويذكر أنه قبل البدء بتطبيق الخطة الإنقاذية الثالثة لليونان. تحتاج أثينا وبشكل فوري، إلى سبعة مليارات يورو لأجل أن تتمكن من تسديد متوجباتها المالية للمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
هذه الحاجة للسيولة المالية دفعت المفوضية الأوروبية لاقتراح إعطاء هذا المبلغ لليونان بعد سحبه من الصندوق المالي الأوروبي الممول من قبل كل دول الاتحاد. وأعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون اليورو فالديس دومبروفسكسي قبل يومين من بروكسل، أنه «نظرا إلى القيود السياسية والقانونية والمالية بقي أمام المفوضية خياران، واحد يلجأ إلى القروض المباشرة بين الدول أي القروض الثنائية، وواحد يلجأ للصندوق الأوروبي للتمويل، وفي غياب اقتراحات لقروض ثنائية قد يكون الحل الأفضل موجود باللجوء إلى صندوق التمويل الأوروبي».
وحسب تقارير إعلامية أوروبية في بروكسل، فقد تشاور رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مع رئيس حكومة بريطانيا في هذا الموضوع، وبدا بعض اللين في الموقف البريطاني المعارض مبدئيا لتمويل اليونان. وقال ديفيد كاميرون أثناء جلسة لمجلس العموم البريطاني: «من مصلحتنا حل هذه المسألة على الرغم من أننا لسنا ضمن مجموعة اليورو لكننا بحاجة إليها نحن لن ننضم إلى هذه المجموعة لكن مسألة تمويل اليونان هي مسالة يجب أن تحلّ بسرعة».
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت مبادرة تأمين خمسة وثلاثين مليار يورو، وهذه المبادرة تؤمن بصورة فورية نصف مليار يورو للدولة اليونانية، وتوفر على الخزينة اليونانية ملياري يورو. على أن تستخدم أموال الصندوق الأوروبي للاستثمار في مجال البحث العلمي وإنشاء البنى التحتية ومكافحة البطالة في اليونان.
وأعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل، عن خطط لمساعدة اليونان نحو تحقيق الاستخدام الأمثل لأموال الاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية، إنه بعد اتفاق يمهد الطريق لبرنامج دعم جديد لليونان، وبناء على تكليف صادر عن القمة الأخيرة لقادة دول اليورو، سوف تساعد المفوضية على تعبئة 35 مليار يورو حتى 2020، من ميزانية الاتحاد الأوروبي، لدعم الاقتصاد اليوناني، بعد التزام أثينا بالشروط التي وردت في الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في قمة بروكسل الأخيرة.
وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، في بيان، إن المفوضية مستعدة لتعزيز هذا الأمر، بمساعدة اليونان ليطلق العنان لانتعاش اقتصادي كبير، وإعطاء الإصلاحات المقترحة فرصة أفضل للعمل، وأشار يونكر إلى أن 35 مليار يورو، يمكن أن تساعد في جعل اليونان موقعًا جاذبًا للاستثمار، وإعطاء الأمل للمواطنين وخصوصا جيل الشباب. وجاء في البيان، أنه بعد أوقات صعبة عرفتها المفاوضات بين اليونان والأطراف الدائنة، هناك حاجة إلى التطلع للمستقبل وهذه بداية جديدة لفرص العمل والنمو».
وقال يونكر: «إن هذه مساهمة المفوضية الأوروبية، وأنا على يقين بأن البرلمان الأوروبي، والدول الأعضاء ستقوم بدورها، حتى نتمكن من صرف هذه الأموال في أسرع وقت، وخصوصا أن الخطة الجديدة للنمو والتوظيف، سوف تساهم في مساعدة المواطنين والشركات، وهي تعتبر استمرارا للدعم الذي قدمته المفوضية الأوروبية لليونان طوال فترة الأزمة، سواء من حيث الدعم المالي أو المساعدة التقنية».



الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
TT

الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)

منذ عام 2019، يشهد لبنان واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخه الحديث... أزمة تجاوزت نطاق الاقتصاد لتؤثر بشكل حاد في جميع جوانب الحياة، فقد أثقلت هذه الأزمة كاهل المواطن اللبناني، وأغرقت البلاد في دوامة من انهيار شامل للنظامين المالي والاقتصادي، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها. ونتيجة لذلك، تفشى التضخم بشكل غير مسبوق مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات قياسية، في حين قفزت معدلات الفقر والبطالة بشكل دراماتيكي.

وفي خضم هذا الواقع المأساوي، شلّت الصراعات السياسية الحادة مؤسسات الدولة، فقد تعمقت الانقسامات إلى حد أن الحكومة أصبحت عاجزة عن اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الأزمة جذرياً. ومع تفاقم الأوضاع، أضافت الحرب الأخيرة مع إسرائيل عبئاً جديداً على لبنان، مخلّفة خسائر بشرية ومادية هائلة قدّرها «البنك الدولي» بنحو 8.5 مليار دولار، وزادت من تعقيد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، فقد بات من الصعب تصور أي إمكانية لاحتواء أعبائها في غياب انتخاب رئيس للجمهورية.

المنصب الرئاسي والمأزق الاقتصادي

المنصب الرئاسي، الذي لا يزال شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يحمل للفائز به قائمة طويلة من التحديات الاقتصادية والمالية المتراكمة، التي باتت تهدد بنية الدولة وكيانها. فقد أدى غياب هذا المنصب إلى تعطيل عملية تشكيل الحكومة، مما جعل الدولة غير قادرة على التفاوض بجدية مع الجهات الدولية المانحة التي يحتاج إليها لبنان بقوة لإعادة إحياء اقتصاده، مثل «صندوق النقد الدولي» الذي يشترط إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية مقابل أي دعم مالي يمكن أن يوفره.

وعليه؛ فإن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل أولوية ملحة ليس فقط لاستعادة الثقة المحلية والدولية، بل أيضاً ليكون مدخلاً أساسياً لبدء مسار الإصلاحات التي طال انتظارها.

ومن بين أبرز هذه التحديات، ملف إعادة الإعمار، الذي تُقدر تكلفته بأكثر من 6 مليارات دولار، وفق موقع «الدولية للمعلومات»، وهو عبء مالي ضخم يتطلب موارد هائلة وجهوداً استثنائية لتأمين التمويل اللازم.

لكن عملية إعادة الإعمار ليست مجرد عملية تقنية لإصلاح البنية التحتية أو ترميم الأضرار، بل هي اختبار حقيقي لقدرة الدولة على استعادة مكانتها وتفعيل دورها الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى رئيس يتمتع برؤية استراتيجية وشبكة واسعة من العلاقات الدولية، وقادر على استخدام مفاتيح التواصل الفعّال مع الدول المانحة والمؤسسات المالية الكبرى. فمن دون قيادة سياسية موحدة تتمتع بالصدقية، فستبقى فرص استقطاب الدعم الخارجي محدودة، خصوصاً أن الثقة الدولية بالسلطات اللبنانية تعرضت لاهتزاز كبير في السنوات الأخيرة بسبب سوء الإدارة وغياب الإصلاحات الهيكلية.

مواطنون وسط جانب من الدمار الناجم عن الغارات الجوية الإسرائيلية بمنطقة الشويفات (رويترز)

فرصة محورية لإحداث التغيير

كما يأتي انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس بوصفه فرصة محورية لإحداث تغيير في مسار الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان، والتي تفاقمت بشكل حاد خلال عام 2024؛ بسبب الصراعات المتصاعدة والأزمة الاقتصادية الممتدة.

ومع انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة -5.7 في المائة خلال الربع الرابع من 2024، انعكست التداعيات السلبية بوضوح على الاقتصاد، فقد تراجعت معدلات النمو بشكل كبير منذ عام 2019، ليصل الانخفاض التراكمي إلى أكثر من 38 في المائة عام 2024، مقارنة بـ34 في المائة خلال العام السابق عليه. وتزامن هذا التدهور مع تصعيد الصراع في الربع الأخير من 2024، مما أضاف آثاراً إنسانية مدمرة، مثل النزوح الجماعي والدمار واسع النطاق، وبالتالي أدى إلى خفض إضافي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 في المائة بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وكان قطاع السياحة، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، من بين الأشد تضرراً، فقد تراجعت عائداته لتتحول من فائض إلى عجز بنسبة -1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024.

منصب حاكم «المصرف المركزي»

كذلك يمثل هذا الحدث محطة مهمة لإصلاح المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك معالجة الشغور في المناصب القيادية التي تُعد ركيزة أساسية لاستقرار البلاد. ومن بين هذه المناصب، حاكم «مصرف لبنان» الذي بقي شاغراً منذ انتهاء ولاية رياض سلامة في 31 يوليو (تموز) 2023، على الرغم من تعيين وسيم منصوري حاكماً بالإنابة. لذا، فإن تعيين خَلَفٍ أصيل لحاكم «المصرف المركزي» يُعدّ خطوة حاسمة لضمان استقرار النظامين المالي والنقدي، خصوصاً أن «مصرف لبنان» يشكل محوراً رئيسياً في استعادة الثقة بالنظامين المصرفي والمالي للبلاد.

مقر «مصرف لبنان المركزي» في بيروت (رويترز)

علاوة على ذلك، سيجد الرئيس الجديد نفسه أمام تحدي إصلاح «القطاع المصرفي» الذي يُعدّ جوهر الأزمة الاقتصادية. فملف المصارف والمودعين يتطلب رؤية شاملة لإعادة هيكلة القطاع بطريقة شفافة وعادلة، تُعيد ثقة المودعين وتوزع الخسائر بشكل منصف بين المصارف والحكومة والمودعين. ومع إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية» وتخلفه عن سداد ديونه السيادية، تصبح هذه الإصلاحات ضرورية لاستعادة العلاقات بالمؤسسات المالية الدولية، واستقطاب التمويل اللازم، ومنع إدراج لبنان على «اللائحة السوداء». ناهيك بورشة إصلاح القطاع العام وترشيده وتفعيله، فتكلفة مرتَّبات القطاع العام مرتفعة جداً نسبةً إلى المعايير الدولية. فعلى مرّ السنين، شكّل مجموع رواتب وتعويضات القطاع العام لموظفي الخدمة الفعلية والمتقاعدين (وعددهم نحو 340 ألفاً) نحو 40 في المائة من إجمالي نفقات الموازنة، الأمر الذي شكّل عبئاً فادحاً على مالية الدولة والاقتصاد عموماً.

آمال اللبنانيين في قيادة جديدة

وسط هذه الأزمات المتشابكة، يعوّل اللبنانيون على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لفتح نافذة أمل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فمن المأمول أن يسعى الرئيس المقبل، بدعم من حكومة فاعلة، إلى إعادة بناء الثقة الدولية والمحلية، واستعادة الاستقرار السياسي، وهما شرطان أساسيان لوقف التدهور الاقتصادي وتحفيز النمو. فاستعادة قطاع السياحة؛ الرافعة الأساسية للاقتصاد اللبناني، على سبيل المثال، تتطلب تحسين الأوضاع الأمنية وتعزيز الثقة بلبنان بوصفه وجهة آمنة وجاذبة للاستثمارات. وهذه الأمور لن تتحقق إلا بوجود قيادة سياسية قادرة على تقديم رؤية استراتيجية واضحة لإعادة الإعمار وتحقيق الإصلاحات الضرورية. وبالنظر إلى العجز المستمر في الحساب الجاري والانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي، يصبح نجاح الرئيس الجديد في معالجة هذه الملفات عاملاً حاسماً لإنقاذ لبنان من أزمته العميقة، وإعادة توجيه الاقتصاد نحو التعافي والنمو المستدام.