مهاجرون يتجاهلون الطقس السيئ في ليبيا ويغامرون بـ«ركوب البحر»

إنقاذ 37 شخصاً قبالة سواحل البلاد... والقبض على 350 آخرين

جانب من المهاجرين غير النظاميين قبض عليهم لواء عسكري تابع للجيش الوطني الليبي (اللواء 128 المعزز)
جانب من المهاجرين غير النظاميين قبض عليهم لواء عسكري تابع للجيش الوطني الليبي (اللواء 128 المعزز)
TT

مهاجرون يتجاهلون الطقس السيئ في ليبيا ويغامرون بـ«ركوب البحر»

جانب من المهاجرين غير النظاميين قبض عليهم لواء عسكري تابع للجيش الوطني الليبي (اللواء 128 المعزز)
جانب من المهاجرين غير النظاميين قبض عليهم لواء عسكري تابع للجيش الوطني الليبي (اللواء 128 المعزز)

يتدفق المهاجرون غير النظاميين في ليبيا إلى المدن المطلة على البحر المتوسط، بشكل متواصل، بقصد الهروب إلى السواحل الأوروبية، متجاهلين الطقس السيئ، والمخاطر التي قد تكلفهم حياتهم.
وألقى «اللواء 128 المعزز» التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، القبض على 350 مهاجراً من جنسيات مختلفة، أثناء محاولتهم العبور إلى السواحل الأوروبية، لكن قبل «ركوبهم البحر».
وأضاف «اللواء» اليوم (الأحد) أن قواته «تمكنت من ضبط المهاجرين في فترة سابقة بمنطقة هراوة، شرق مدينة سرت (وسط البلاد)، وسلمتهم إلى جهاز الهجرة غير المشروعة بمدينة بنغازي».
وتتكرر عملية توقيف مهاجرين، هذا الشتاء، قبيل فرارهم عبر البحر، بمعاونة عصابات الاتجار بالبشر، سواء في شرق ليبيا أو غربها، على الرغم من أن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس، يقول إنه زاد من تفعيل التمركزات الأمنية والدوريات التابعة له، في أماكن عديدة من بينها الطريق الرابط بين الشويرف وبراك الشاطئ بـ(جنوب البلاد).
يأتي ذلك في وقت أنقذت سفينة «أوشن فايكينغ» التابعة لمنظمة «إس أو إس ميديتيرانيه» 37 مهاجراً في البحر قبالة سواحل ليبيا (السبت)، مشيرة إلى أنها ستنزلهم في ميناء «أنكونا» الذي حددته لها إيطاليا على البحر الأدرياتيكي.
وأوضحت المنظمة غير الحكومية في بيان مساء (السبت) أن المهاجرين الذين تم إنقاذهم، كانوا على متن «قارب مطاط صغير محمّل فوق طاقته في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا».
وأسفت المنظمة، وفقاً لوكالة «فرنس برس» لكون ميناء «أنكونا» يقع على بعد 1575 كيلومترا عن منطقة العمليات؛ أي 4 أيام من الملاحة، معربة عن قلقها على الناجين في حين «تشير الأرصاد الجوية إلى تدهور حالة الطقس اعتبارا من مساء الأحد»، ما سيعرضهم «لرياح عاتية وبحر هائج».
ويعاني بعض المهاجرين، بحسب المنظمة، من «تسمم وحروق بسبب الوقود» على متن القارب، حيث تكدسوا قبل أن يتم إنقاذهم. ومن بين الأشخاص البالغ عددهم 37 شخصاً، امرأتان، و12 قاصراً لا يرافقهم شخص بالغ.
وفي نهاية ديسمبر، (كانون الأول) وبعد إنقاذ 113 مهاجراً على متن قارب مطاط محمل فوق طاقته في المياه الدولية التابعة لمنطقة البحث والإنقاذ المالطية، بالقرب من المنطقة الليبية، تم تأمين ميناء رافينا لـ«أوشن فايكينغ»، الواقع على ساحل البحر الأدرياتيكي الإيطالي، ولكن في الشمال.
وفي نهاية الشهر الماضي، ضبطت القوات الخاصة البحرية بشرق ليبيا جرافة (مركب صيد) قبالة شواطئ منطقة (المرة) ما بين منطقة قمينس والمقرون، وعلى متنها 700 مهاجر من جنسيات مختلفة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».