بحث: أدمغتنا وأدمغة إنسان النياندرتال تتمتع بنفس الجودة

بحث: أدمغتنا وأدمغة إنسان النياندرتال تتمتع بنفس الجودة
TT

بحث: أدمغتنا وأدمغة إنسان النياندرتال تتمتع بنفس الجودة

بحث: أدمغتنا وأدمغة إنسان النياندرتال تتمتع بنفس الجودة

وجد بحث جديد مشترك أن أدمغة الإنسان والنياندرتال تتمتع بجودة «شبابية» مدهشة؛ إذ يمتلك الإنسان الحديث دماغًا فتيًا، وهو ما يظهر أيضًا بإنسان نياندرتال وفق ما تسمى بـ«متلازمة بيتر بان».
ويعتقد الكثيرون أن دماغنا الكبير بشكل خاص هو ما يجعلنا بشرًا؛ ولكن هل هناك المزيد من ذلك؟ قد يكون شكل الدماغ، وكذلك أشكال الأجزاء المكونة له (الفصوص) مهمة أيضًا.
وتظهر نتائج دراسة نشرت يوم (الخميس) الماضي بمجلة «Nature Ecology & Evolution» أن الطريقة التي تطورت بها الأجزاء المختلفة من الدماغ البشري تفصلنا عن أقاربنا الرئيسيين؛ بمعنى أن أدمغتنا لا تكبر أبدًا ونشارك «متلازمة بيتر بان» هذه مع رئيس واحد آخر (إنسان نياندرتال).
وتوفر النتائج التي توصلنا إليها نظرة ثاقبة لما يجعلنا بشرًا ، ولكنها أيضًا تضيّق أي تمييز بيننا وبين أبناء عمومتنا المنقرضين ذوي الحاجب الثقيل، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
ووفق البحث الجديد، تمتلك أدمغة الثدييات أربع مناطق أو فصوص مميزة ، لكل منها وظائف معينة. ويرتبط الفص الجبهي بالمنطق والتفكير المجرد، والفص الصدغي مع حفظ الذاكرة، والفص القذالي مع الرؤية، والفص الجداري يساعد على دمج المدخلات الحسية.
ولقد تمت دراسة ما إذا كانت فصوص الدماغ قد تطورت بشكل مستقل عن بعضها البعض، أو ما إذا كان التغيير التطوري في أي فص يبدو مرتبطًا بالضرورة بالتغيرات في الفصوص الأخرى، وأي دليل على أن تطور الفصوص متكامل. وعلى وجه الخصوص، أراد مؤلفو الدراسة أن يعرفوا كيف يمكن أن تختلف أدمغة البشر عن الرئيسيات الأخرى في هذا الصدد.
وتتمثل إحدى طرق معالجة هذا السؤال في النظر إلى كيفية تغير الفصوص المختلفة بمرور الوقت بين الأنواع المختلفة، وقياس مدى ارتباط تغير الشكل في كل فص بتغير الشكل في الأنواع الأخرى؛ فبدلاً من ذلك، يمكننا قياس درجة تكامل فصوص الدماغ مع بعضها البعض أثناء النمو خلال مراحل مختلفة من دورة الحياة.
وحسب مؤلفي الدراسة، فاجأتنا نتائج تحليلاتنا بتتبع التغيير عبر الزمن العميق من خلال عشرات الأنواع من الرئيسيات؛ حيث وجدنا أن البشر يتمتعون بمستويات عالية بشكل خاص من تكامل الدماغ، خاصة بين الفصوص الجدارية والفص الجبهي. لكننا وجدنا أيضًا أننا لسنا فريدين؛ فقد كان التكامل بين هذه الفصوص مرتفعًا بالمثل في إنسان نياندرتال أيضًا.
كما أظهر النظر إلى التغيرات في الشكل من خلال النمو أن في القردة، مثل الشمبانزي، كان التكامل بين فصوص الدماغ يمكن مقارنته مع البشر حتى بلوغهم سن المراهقة.
وتشير نتيجة البحث كذلك إلى أن ما يميزنا عن الرئيسيات الأخرى ليس فقط أن أدمغتنا أكبر. بل إن تطور الأجزاء المختلفة من دماغنا متكامل بشكل أعمق، وعلى عكس أي رئيس حي آخر، فإننا نحتفظ بهذا حتى مرحلة البلوغ.
ويقترح البحث أن متلازمة «بيتر بان» لعبت دورًا قويًا في تطور الذكاء البشري. وهناك تأثير مهم آخر يتجلى بأنه من الواضح بشكل متزايد أن إنسان نياندرتال، الذي طالما تم وصفه بأنه متوحش، كان أناسًا قابلا للتكيف وقادرا ومتطورا.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
TT

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر» في إسبانيا، بما في ذلك كشف الزوار الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ومع انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة، يستعد كثير من الناس للسفر إلى الجنوب في منتصف الشتاء القارس، وتصبح إسبانيا البلد الأكثر شعبية بين المصطافين البريطانيين. ولكن بداية من يوم الاثنين المقبل، 2 ديسمبر (كانون الأول)، سيواجه السياح مزيداً من الإجراءات البيروقراطية عند التدقيق في أماكن إقامتهم أو استئجار سيارة. وينص قانون إسباني جديد - يهدف إلى تحسين الأمن - أنه يتعين على مقدمي الخدمات جمع كثير من المعلومات الجديدة من المصطافين. وتشعر وزارة الدولة لشؤون الأمن بالقلق إزاء سلامة المواطنين الإسبانيين، وتقول: «إن أكبر الهجمات على السلامة العامة ينفذها النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة على حد سواء، في كلتا الحالتين مع طابع عابر للحدود الوطنية بشكل ملحوظ».

وتقول الحكومة إن الأجانب متورطون في «التهديدات الإرهابية وغيرها من الجرائم الخطيرة التي ترتكبها المنظمات الإجرامية». وترغب السلطات في متابعة من يقيم في أي المكان، ومراجعة التفاصيل الشخصية استناداً إلى قواعد بيانات «الأشخاص المعنيين». وكثيراً ما سجلت الفنادق بعض التفاصيل الشخصية، ولكن الحكومة تعمل على تمديد قائمة البيانات المطلوبة، وتريد أيضاً أن يسجل الأشخاص المقيمون في أماكن الإقامة بنظام «إير بي إن بي» أنفسهم.