مصر: 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها خلال يومين

«الداخلية» ضبطتهم في محافظات مختلفة

الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من ضبط 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها
الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من ضبط 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها
TT
20

مصر: 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها خلال يومين

الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من ضبط 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها
الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من ضبط 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها

تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 3 قضايا تنقيب عن آثار واتجار بها خلال يومين فقط، بمحافظات مختلفة، حسب بيانات أصدرتها وزارة الداخلية المصرية، خلال 48 ساعة.
ففي محافظة بني سويف (جنوب القاهرة) تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شخصين يقيمان بالمحافظة نفسها، أثناء قيامهما بالحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار بإحدى المناطق بدائرة مركز شرطة إهناسيا، وعُثر على حفر بعمق متر تقريباً، كما تم ضبط الأدوات المستخدمة في الحفر، وبمواجهتهما اعترفا بقيامهما بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.
وفي حي المطرية (شرق القاهرة) ضبطت الأجهزة الأمنية 6 أشخاص خلال قيامهم بالتنقيب عن الآثار داخل شقة كائنة بالطابق الأرضي ملك أحدهم، وعُثر بداخلها على حفرتين بعمق 10 أمتار، وبحوزتهم أدوات الحفر والتنقيب، وبمواجهتهم اعترفوا بقيامهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.
وتعد منطقة المطرية من أبرز المناطق التي يكثر فيها التنقيب عن الآثار بالقاهرة، لوجودها على أطلال مدينة فرعونية قديمة تسمى «أون»، وهي من أقدم عواصم العالم القديم، وكانت مركز عبادة الشمس، وتعج المنطقة حالياً بقطع هائلة ومتنوعة من الآثار الفرعونية التي تكرسها واحدة من أهم المقاصد السياحية والأثرية بالعاصمة المصرية، لا سيما بعد الإعلان عن اكتشاف تمثال الملك بسماتيك الأول، قبل نقله إلى المتحف المصري بميدان التحرير.
وفي حي إمبابة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، ضبطت شرطة السياحة والآثار «تشكيلاً عصابياً» متهماً بالاتجار في 201 قطعة يُشتبه في أثريتها مقابل مبالغ مالية؛ حيث أقر أحد المتهمين بتحصله على المضبوطات من أحد الأشخاص الذي تبين قيامه بالاشتراك مع عامل مقيم بدائرة قسم شرطة البدرشين بالجيزة، بالاتجار في القطع الأثرية وحيازتها؛ حيث تم ضبطهما وبحوزتهما 30 قطعة مختلفة الأحجام يشتبه في أثريتها، بالإضافة إلى 6 قطع تشبه جوهر الحشيش المخدر، ومبلغ مالي، وسلاح أبيض.
وأضافت وزارة الداخلية المصرية في بيانها، الجمعة، أنه «بمواجهة المتهمين أقرا بقيامهما ببيع القطع الأثرية المشار إليها للمتهمين السابق ضبطهم، وأقر أحدهما بحيازته للمواد المخدرة بقصد التعاطي، والسلاح الأبيض لحماية نشاطه الإجرامي، والمبلغ المالي من متحصلات نشاطه غير المشروع في الاتجار بالقطع الأثرية».
ويؤكد خبراء آثار مصريون، من بينهم الدكتور سلطان عيد، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا سابقاً، استمرار عمليات التنقيب عن الآثار في قطاعات مختلفة من الجمهورية، بحثاً عن الثراء السريع، وخصوصاً في المناطق البعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «بالنظر إلى حجم الآثار الكبير المدفون في أنحاء مصر، فإنه تصعب السيطرة بشكل كامل على الحفر خلسة والتنقيب غير المشروع؛ إذ يقوم بعض الأهالي بالحفر أسفل منازلهم أملاً في تحقيق ثراء سريع».
وعلى الرغم من مخاطر عمليات التنقيب عن الآثار، فإن كثيراً من المنقبين يتجاهلون تبعاتها القانونية والميدانية، ففي شهر يوليو (تموز) الماضي، انتشلت الأجهزة الأمنية 6 جثث لأشخاص انهارت عليهم حفرة أثناء التنقيب عن الآثار، بقرية العركي، مركز فرشوط، بمحافظة قنا (جنوب مصر).
وحسب مسؤولين مصريين، فإنهم غير قلقين بشأن الآثار الموجودة في المتاحف والمخازن؛ لأنها موثقة ومؤمَّنة بشكل جيد؛ لكنهم قلقون من الآثار التي يتم التنقيب عنها خلسة في باطن الأرض بأنحاء مختلفة من مصر، ويجري تهريبها إلى الخارج.


مقالات ذات صلة

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

ثقافة وفنون ثلاث قطع فنية حجرية من «متحف أرض اللبان»

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

خرجت من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان مجموعة من المجامر الحجرية المتعدّدة الأشكال، أشهرها مجمرة حجرية يزيّن واجهتها نقش تصويري ناتئ يتميّز برهافة كبيرة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق القطع الأثرية المصرية تحكي تاريخاً من الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

طوكيو تفتح ذراعيها لـ«رمسيس وذهب الفراعنة»

يضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السودان: معاناة متفاقمة للنازحين في رمضان

المعاناة نفسها في كل أنحاء السودان (أ.ف.ب)
المعاناة نفسها في كل أنحاء السودان (أ.ف.ب)
TT
20

السودان: معاناة متفاقمة للنازحين في رمضان

المعاناة نفسها في كل أنحاء السودان (أ.ف.ب)
المعاناة نفسها في كل أنحاء السودان (أ.ف.ب)

قبل ساعتين من أذان المغرب تصطف النساء وأطفالهن في طوابير طويلة متعرجة للحصول على وجبة إفطار رمضان داخل مركز لإيواء النازحين في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان.

هذا المشهد يتكرر يومياً، مع اختلاف قليل في صنف الوجبة التي في الغالب تتكون من عصيدة الذرة، وفي بعض الأحيان «القراصة» التي تصنع من دقيق القمح، وفوقها يصبّ «ملاح الويكة»، وهي الأصناف المفضلة لدى عامة السودانيين، في شهر رمضان.

متطوعات يعملن على تحضير وجبة الإفطار في بورتسودان (رويترز)
متطوعات يعملن على تحضير وجبة الإفطار في بورتسودان (رويترز)

تبدأ النساء منذ منتصف النهار في إعداد الطعام لنحو 500 شخص من النازحين المقيمين في المركز، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال صغار السن... وهذه تُعدُّ وجبتهم الوحيدة في اليوم، فيما لا يتسنى لكثير من الصائمين الحصول على الوجبة لنفاد الكمية.

وقال أحد النازحين لـ«الشرق الأوسط»، إن الأوضاع في رمضان السابق «كانت أفضل بكثير من هذا العام»، عازياً ذلك لتراجع الدعم الذي كانوا يتلقونه من فاعلي الخير والمنظمات.

وأضاف: «كنا نجد دعماً كبيراً من المنظمات والخيرين من داخل السودان وخارجه، بالإضافة إلى المعونات التي كانت تأتي للدار باستمرار من سكان الأحياء السكنية التي يقيمون في وسطها».

وجبة واحدة في اليوم... في أحد مراكز الإيواء في بورتسودان (رويترز)
وجبة واحدة في اليوم... في أحد مراكز الإيواء في بورتسودان (رويترز)

ويقول مسؤولون إن أكثر من 17 ألف نازح يتوزعون على 55 مأوى منذ اندلاع الحرب، ولم تتقلص هذه الأعداد كثيراً، رغم استعادة الجيش السوداني مناطق واسعة في الجزيرة وسط البلاد، وأجزاء من مدينة الخرطوم بحري.

لكن لا تزال دور الإيواء تحتضن الآلاف من النازحين الذين قدموا من مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، وكذلك أعداد مقدرة من إقليم دارفور غرب البلاد... وذكر بعض النازحين، أن عدداً من مراكز الإيواء تسلمت حصتها من المساعدات الإنسانية، بعد مضي أسبوع من حلول شهر رمضان.

وأثَّرت قلة الدعم بشكل مباشر على غذاء النازحين، إذ إن بعض النساء الحوامل والأطفال والرجال كبار السن، يعانون من سوء التغذية، وتتضاعف معاناتهم لعدم توفر المال لشراء العلاج، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، وأغلب الموجودين في المركز يقيمون فيه منذ عامين.

توزيع الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين من جراء الحرب بمدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
توزيع الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين من جراء الحرب بمدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)

وقال أحد المشرفين لـ«الشرق الأوسط»، في الصباح: «نسمع صراخ الأطفال الجوعى، إنهم يحتاجون إلى وجبة الإفطار، أو المال لشرائها»... وأضاف: «تلجأ بعض الأمهات إلى العمل في بيع الشاي والطعام في الأسواق، وأخريات يعملن في مجال الخدمة المنزلية لتوفير القليل من الطعام لأسرهن، علماً بأن أكثر من 180 أسرة تحتضنهم دار الإيواء، تعتمد بالكامل على دعم أحد الخيرين، الذي يتبرع بـ25 كيلوغراماً من دقيق القمح و2 كيلو من اللحم يومياً».

من جهة ثانية، قال متطوعون يعملون في المطابخ العامة لتوفير الطعام للعالقين في مناطق القتال بالعاصمة الخرطوم، إن الوضع في رمضان لم يتغير عن الأيام العادية، وأن الآلاف من المواطنين لا يزالون يعتمدون في طعامهم على المطابخ «التكايا».

وتعد معظم دور الإيواء عبارة عن مدارس قديمة ومتهالكة تفتقر إلى التهوية الجيدة، في حين توجد بعض الأماكن التي تتكون من خيام مصنوعة من الأقمشة. وفي الوقت الراهن، يواجه عدد من المقيمين مشكلة ترحيلهم إلى أطراف المدن، حيث لا تتوفر هناك الخدمات الأساسية. وقد طالبوا الجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حلول لهذه المشكلة.