تأتي مشاركة المنتخب السعودي في النسخة الـ25 من كأس الخليج، والمقامة بمحافظة البصرة العراقية، في إطار الدعم الذي تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، للشعب العراقي بفئاته كافة، لا سيما فئة الشباب.
وتجمع السعودية والعراق علاقات تاريخية وتنسيق مشترك على أعلى المستويات؛ حيث تم عقد اتفاقيات وتوأمة بين وزارتي الشباب والرياضة في البلدين منذ العام 2017، متوجة بذلك جهوداً مشتركة لتعزيز علاقات البلدين الشقيقين.
وفي الوقت الذي شكل الحظر الدولي على الملاعب العراقية، والوضع الأمني، عائقاً أمام إتمام استضافة العراق لهذه البطولة، جاء دعم السعودية ودول الخليج بشكل فعال في وفاء العراق بجميع معايير اللجنة المشرفة على تنظيم بطولة الخليج. وتشكل مشاركة المملكة ودول الخليج في النسخة الـ25 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تستضيفها محافظة البصرة حدثاً تاريخياً للعراق؛ حيث كانت آخر مرة استضاف فيها العراق هذه البطولة، في نسخة عام 1979 «الخامسة» أي قبل 44 عاماً، وستسهم مشاركة المملكة ودول الخليج في البطولة في دعم استضافة العراق لبطولات وفعاليات مستقبلية.
وشارك المنتخب السعودي في لقاء ودي مع المنتخب العراقي على ملعب البصرة، بهدف كسر الحظر الذي كان مفروضاً على الملاعب العراقية منذ 33 عاماً؛ حيث حضر المنتخب السعودي إلى العراق في العام 2018. وأسهمت تلك المباراة في إزالة كثير من المخاوف من عدم قدرة العراق على تنظيم المباريات الدولية التي تشهد حضور منتخبات كبيرة.
ويعكس حرص حكومتي السعودية والعراق على تفعيل أنشطة مجلس التنسيق السعودي العراقي، وكذلك تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين، عمق التعاون وتطور العلاقات بين المملكة والعراق بما يحقق المصالح الوطنية المشتركة، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.
وتوجد 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين السعودي والعراقي في جميع المجالات، وسيكون لها أثر كبير في رفع مستوى التعاون بين البلدين بما يحقق تطلعات قادتيهما وشعبيهما الشقيقين، وسيسهم تفعيل مشروع الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، في دعم قدرات العراق على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، وإنهاء معاناة المواطنين العراقيين من الانقطاعات المتكررة للخدمة الكهربائية. وتلتزم السعودية بدعم أمن واستقرار وتنمية العراق، وتأمل أن تستمر مسيرة النجاح للحكومة العراقية في السعي نحو استقرار وازدهار العراق، بما يضمن استقراره ووحدة أراضيه، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب العراقي، كما تدعم تضافر الجهود الإقليمية والدولية كافة لتحقيق ذلك.
وتبذل السعودية والعراق جهوداً ملموسة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الثقافي؛ حيث أسهمت مبادرات متعددة في تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، كما عزز البلدان تعاونهما في مجال النقل، من خلال الاتفاق على إعادة تأهيل وتهيئة منفذ جديدة عرعر في الجانبين السعودي والعراقي، وتنفيذ مشروع توسعة الطريق الرابط بين المنفذ والحدود السعودية، بإنشاء جسرين يعبران وادي عرعر بتكلفة بلغت 78 مليون ريال.
وفي مجال تنمية وتأهيل القوى البشرية، دعمت السعودية جهود الحكومة العراقية؛ إذ أطلقت وزارة التعليم السعودية بالتنسيق مع الجانب العراقي برنامج «منح النخب»، لتقديم 100 منحة دراسية سنوية للطلبة العراقيين لمدة 5 سنوات في جامعات المملكة، تشمل جميع التخصصات الإنسانية والعلمية والهندسية والصحية في مراحل: البكالوريوس - الماجستير - الدكتوراه.
ووقع الصندوق السعودي للتنمية اتفاقيتي قرضين لتمويل المشروعات في العراق؛ أولاهما لإنشاء صوامع الغلال في (الديوانية) بقيمة 25 مليون دولار، والثانية لتشييد مستشفى الصقلاوية بـ15 مليون دولار.
البصرة... منها «كسر الحظر» وفيها «التم الشمل»
لقاء الأخضر وأسود الرافدين في 2018 بدد المخاوف وأعاد البلاد إلى فلك المناسبات الرياضية
البصرة... منها «كسر الحظر» وفيها «التم الشمل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة