واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين

تورطوا بنقل مسيّرات تستخدمها روسيا في حرب أوكرانيا

بايدن وإلى يمينه بلينكن ووزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند في البيت الأبيض يوم الخميس (إ.ب.أ)
بايدن وإلى يمينه بلينكن ووزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند في البيت الأبيض يوم الخميس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين

بايدن وإلى يمينه بلينكن ووزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند في البيت الأبيض يوم الخميس (إ.ب.أ)
بايدن وإلى يمينه بلينكن ووزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند في البيت الأبيض يوم الخميس (إ.ب.أ)

فرضت الولايات المتحدة، أمس (الجمعة)، عقوبات جديدة شملت 6 من المديرين التنفيذيين والأعضاء في مجلس الإدارة لشركة «صناعات طيران القدس» الدفاعية الإيرانية التي تتولى تصميم وتصنيع مسيرات عسكرية تستخدمها روسيا في حرب أوكرانيا، وفي منظمة «الصناعات الجو - فضائية» المشرفة على تصنيع الصواريخ الباليستية في إيران.
وأفاد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في بيان، بأن العقوبات على الأشخاص في المناصب القيادية تأتي بعد عقوبات فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، ضد أفراد وكيانات «لتورطهم في إنتاج ونقل الطائرات المسيرة الإيرانية من طرازي (شاهد) و(مهاجر) التي تواصل موسكو استخدامها في هجماتها الوحشية ضد أوكرانيا، بما في ذلك بنيتها التحتية الحيوية».
وقال إن «الدعم العسكري من النظام الإيراني لروسيا لا يؤجج الصراع في أوكرانيا فحسب، بل أدى أيضاً إلى انتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 2231 من خلال توفيره الطائرات المسيرة العسكرية من دون موافقة مسبقة على أساس كل حالة على حدة من مجلس الأمن». وأضاف: «أصبحت إيران الآن أكبر داعم عسكري لروسيا»، مطالباً طهران بأن «تكف عن دعمها للحرب العدوانية الروسية غير المبررة في أوكرانيا». وأكد أن الولايات المتحدة «ستواصل استخدام كل أداة تحت تصرفنا لتعطيل وتأخير عمليات النقل هذه وفرض تكاليف على الجهات المشاركة في هذا النشاط».
جاء ذلك مع إعلان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك)، أنه فرض عقوبات على 6 من المديرين التنفيذيين والأعضاء في مجلس الإدارة لـ«صناعات طيران القدس»، موضحاً أن إيران «نقلت الطائرات المسيرة لاستخدامها في حرب العدوان الروسية غير المبررة في أوكرانيا». وأضاف أنه أدخل في العقوبات اسم مدير منظمة الصناعات الجوية الإيرانية المسؤولة عن الإشراف على برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إن «اعتماد الكرملين على موردي الملاذ الأخير مثل إيران يظهر يأسهم في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشجاعة ونجاح تحالفنا العالمي في تعطيل سلاسل التوريد العسكرية الروسية وحرمانهم من المدخلات التي يحتاجون إليها لاستبدال الأسلحة المفقودة في ساحة المعركة». وأضافت: «ستعمل الولايات المتحدة بسرعة ضد الأفراد والكيانات الذين يدعمون برامج إيران للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وستقف بحزم في دعم الشعب الأوكراني».
وكشف المسؤولون الأميركيون أن العقوبات تشمل الاسم المستعار الجديد لشركة «صناعات طيران القدس» التي تشرف عليها وزارة الدفاع ولوجيستيات القوات المسلحة الإيرانية و«الحرس الثوري» الإيراني. وهي تصمم وتصنع مسيرات من طراز «مهاجر 6» التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وأوضحت أن الاسم المستعار الجديد هو «صناعات تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة».
وتشمل العقوبات المديرين التنفيذيين في «صناعات طيران القدس» حجة الله غريشي، بصفته رئيس قسم الإمداد والبحوث وشؤون الصناعة في الشركة ونائب وزير الدفاع، وهو «قاد جهود البحث والتطوير العسكرية الإيرانية، وكان مسؤولاً عن التفاوض بشأن اتفاق إيران مع روسيا لتزويد الطائرات المسيرة الإيرانية لحرب روسيا في أوكرانيا»، وكذلك العضو المنتدب لشركة «صناعات طيران القدس» قاسم دامافانديان، الذي يعتقد أنه سهل تدريب الموظفين الروس على استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية، وعضو مجلس إدارة «صناعات طيران القدس» حميد رضا شريفي - طهراني الذي سافر لحضور المؤتمرات الدولية المتعلقة بالطائرات المسيرة، وكلاً من رضا كاكي وماجد رضا نيازي أنجيلي وفالي أرلانيزاده، الذين عملوا أيضاً أعضاء في مجلس إدارة «صناعات طيران القدس».
وكذلك شملت العقوبات الجديدة مدير المنظمة المعنية بالإشراف على برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية نادر خون سيافاش.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

«عودة ماركو بولو»... باريس تكشف مؤامرة اغتيالات إيرانية في أوروبا

عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
TT

«عودة ماركو بولو»... باريس تكشف مؤامرة اغتيالات إيرانية في أوروبا

عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)

فيما باتت تعرف بـ«عودة ماركو بولو»، كشفت السلطات الفرنسية، عن عودة أجهزة الاستخبارات الإيرانية، إلى استخدام الاغتيالات في أوروبا، وذلك بعد توقيف زوجين يُشتبه في أن أحدهما «المشغل الرئيسي» في فرنسا لـ«خلية» ترعاها طهران، خططت لأعمال عنف في ألمانيا وفرنسا.

وقالت مذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي إن قضية الزوجين الموقوفين منذ 4 مايو (أيار)، تشير إلى عودة «إرهاب الدولة الإيراني» في أوروبا، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت القضية قد كشف عنها تحقيق لموقع «ميديا بارت» الفرنسي، الخميس، قائلاً: «عادت أجهزة الاستخبارات الإيرانية إلى استخدام الاغتيالات الهادفة في القارة العجوز، لكنها تحرص على تجنيد القتلة المأجورين من داخل شبكات تهريب المخدرات بهدف تضييع أثرها».

ويواجه فرنسيان من أصول جزائرية، وهما عبد الكريم س. (34 عاماً) وزوجته صابرينا ب. (33 عاماً) تهماً بتشكيل عصابة أشرار إرهابية إجرامية، ووُضعا رهن التوقيف الاحتياطي في باريس.

وقالت مديرة الأمن الداخلي الفرنسي: «منذ عام 2015، عادت الأجهزة الإيرانية إلى ممارسة اغتيالات محددة»، موضحة أن «التهديد تفاقم (...) في سياق الحرب بين إسرائيل و(حماس)» التي دخلت شهرها الثاني عشر.

ورأت أن الهدف هو استهداف مدنيين من أجل «زيادة شعور انعدام الأمن في صفوف معارضي» النظام الإيراني وداخل «المجتمع اليهودي - الإسرائيلي»، ولهذا الغرض، تُتهم إيران بتجنيد أفراد عصابات في أوروبا، خصوصاً تجار مخدرات.

وكان عبد الكريم س. معروفاً لدى القضاء؛ إذ حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات لمشاركته في جريمة قتل في مرسيليا، وأُطلق سراحه في يوليو (تموز) 2023 تحت الرقابة القضائية.

7 «أهداف» محددة

يُشتبه في أن هذا الفرنسي الجزائري هو «المشغل الرئيسي» لـ«خلية» ترعاها إيران خططت لأعمال عنف في ألمانيا وفرنسا. ويرجح أن يكون التواصل بينه وبين «منسّق» الخلية قد تمّ عن طريق زميل سابق له في السجن.

وربما كان هذا «المنسق»، الذي تم تقديمه على أنه أحد كبار تجار المخدرات في منطقة ليون، موجوداً في إيران في مايو، بحسب التقرير.

والأشخاص المستهدفون الذين تم التعرّف إليهم في هذه المرحلة هم موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية يقيم في باريس، و3 من زملائه السابقين في منطقة العاصمة، بالإضافة إلى 3 إسرائيليين - ألمان في ميونيخ وبرلين.

ويُشتبه في أن عبد الكريم س. قام برحلات إلى ألمانيا رغم وضعه القانوني للقيام بعمليات استطلاع، لا سيما في برلين بحضور زوجته. وينفي ذلك قائلاً إنه أراد التبضّع فقط.

كما يتهم المحققون هذه الخلية بإضرام 4 حرائق في شركات تقع في جنوب فرنسا و«يملكها مواطنون إسرائيليون»، بين نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023 وبداية يناير (كانون الثاني) 2024، وفق مصدر في الشرطة. وفقاً لهذا المصدر، نفى عبد الكريم س. في أثناء احتجازه لدى الشرطة إضرام النار، لكنه أوضح أنه أدى دور الوسيط بين المخطّط وأشخاص آخرين على «تلغرام» في مشروع احتيال على شركة التأمين.