لماذا شغلت شهادات الادخار الجديدة المصريين؟

وسط إقبال عليها في البنوك

البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري
TT

لماذا شغلت شهادات الادخار الجديدة المصريين؟

البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

حازت شهادة الادخار الجديدة في مصر، التي أصدرها كل من «البنك الأهلي» و«بنك مصر»، اهتمام المصريين، وشهدت فروع البنكين إقبالاً كثيفاً منذ بدء طرحها (الأربعاء). ويعزو خبراء اقتصاديون الإقبال كون الشهادة الأكبر من نوعها من حيث العائد في تاريخ البنوك المصرية حيث يصل عائدها إلى 25 في المائة في نهاية مدة الشهادة وهي عام كامل أو 22.5 في المائة كعائد شهري.
ويُحسب العائد من اليوم التالي لتاريخ شراء الشهادة التي لا يجوز استردادها قبل مرور 6 أشهر كاملة من هذا التاريخ، كما يمكن الحصول على قرض بضمانها. وتصدر الشهادة الادخارية الجديدة بفئات 1000 جنيه ومضاعفاتها، ويستهدف البنك من تلك الشهادة الجديدة الأشخاص الطبيعيين البالغين والقصر، مصريين وأجانب.
ويعد «البنك الأهلي» و«بنك مصر» أكبر بنكيين حكوميين في مصر ويحظيان بالثقة الأكبر بين عشرات الملايين من العملاء في البلاد.
وكشف محمد الأتربي، رئيس مجلس إدارة بنك مصر، عن أن «طرح شهادات الادخار مرتفعة العائد، يأتي لفترة محدودة ولن يكون ممتداً، وتم إطلاقها لامتصاص صعود التضخم الناجم عن الأحداث العالمية»، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى أن «البنوك المصرية سبق أن طرحت شهادات ادخار بفائدة 20 في المائة خلال عام 2017 عندما قفز التضخم إلى مستويات قياسية تخطت 31 في المائة ثم هبط تباعاً»، مرجحاً أن «يتم إقفال مدة طرح الشهادة خلال أسبوع إلى 3 أسابيع».
وغالباً ما يتراوح العائد الأكبر المتعارف عليه بين المصريين في الظروف الطبيعية بين 17 في المائة و18 في المائة على الودائع الادخارية التي تمتد عادة من سنة إلى ثلاث سنوات.
وقال مصدر مصرفي، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تعليمات وردت لجميع البنوك العاملة في مصر، بالإضافة لكل من بنك مصر والبنك الأهلي، لتقييد منح قروض في هذا التوقيت حتى لا يتم استخدامها في شراء الشهادة الجديدة، ومن هذه القيود أن يكون طلب القرض لاستخدام محدد ومؤيد مستندياً ولمدة محددة وليس بغرض الاستثمار في الشهادات الادخارية».
وفي تصريح إلى «الشرق الأوسط»، يشير المحلل الاقتصادي رشاد عبده إلى أن «الشهادة الادخارية الجديدة تنطوي على العديد من المزايا، فهي بسبب ارتفاع عائدها الكبير ستتحول إلى مغناطيس يجذب السيولة المتراكمة في الأسواق وبالتالي ينخفض الطلب على السلع والخدمات فتتراجع الأسعار وتقل معدلات التضخم، كما سيتراجع التكالب على جمع الدولار الذي ارتفع مؤخراً مقابل الجنيه المصري بل ستدفع كثيرين إلى بيع ما لديهم من مدخرات بالدولار للبنوك ليستفيدوا بالعائد الكبير من الشهادة الجديدة ما يحد من أزمة نقص العملة الأجنبية بالبنوك».
ويكشف عبده عن عيوب زيادة سعر الفائدة، قائلاً: «سوف يتأثر الاستثمار بسبب العبء الشديد الذي ستشكله الفائدة العالية على القروض التي يحصل عليها المستثمرون وبالتالي قد تتراجع المشروعات الجديدة وتزداد البطالة، كما أن البعض ربما يصفي مشروعاته ويضع قيمتها في الشهادات الجديدة طمعاً في عائد مريح مضمون لا يخضع للضرائب أو المجازفة، كما ستتأثر البورصة سلباً بسبب أن البعض سوف يسحب استثماراته منها ليضعها في البنك بعد العائد الجديد ما يهدد القيمة السوقية للشركات العاملة بالبورصة».


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.