تركيا تنتظر «خطوات إيجابية» من النظام السوري

قالت إن من المبكر تحديد موعد للقاء إردوغان والأسد... وانتقدت موقف أميركا

الرئيس رجب طيب إردوغان خلال لقاء للكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» في البرلمان التركي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس رجب طيب إردوغان خلال لقاء للكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» في البرلمان التركي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تنتظر «خطوات إيجابية» من النظام السوري

الرئيس رجب طيب إردوغان خلال لقاء للكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» في البرلمان التركي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس رجب طيب إردوغان خلال لقاء للكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» في البرلمان التركي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)

وعدت تركيا أمس بأنها سترد على أي «خطوات إيجابية» من النظام السوري بمثلها، لكنها أكدت أنه من السابق لأوانه الحديث عن موعد لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن ذلك سيُحدد بناء على سير المحادثات واللقاءات بين الجانبين التركي والسوري خلال الفترة المقبلة. في الوقت ذاته، أعلنت تركيا أنه يمكن تطوير الدوريات المشتركة لقواتها مع القوات الروسية في شمال سوريا، وأنه سيتم عقد اجتماعات للخبراء في هذا الشأن. كما انتقدت الموقف الأميركي بشأن التقارب مع الأسد.
وجاء ذلك في وقت قال مسؤول تركي كبير إن بلاده اطلعت على ردود فعل فصائل المعارضة السورية على الاجتماع التركي - السوري في موسكو الشهر الماضي، لكن تركيا هي التي تحدد سياساتها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن من المبكر الحديث عن موعد لقاء إردوغان والأسد، مضيفاً: «لا نستطيع الآن القول إن اللقاء بين (الرئيسين التركي والسوري) سيتم في الأشهر الثلاثة المقبلة أو بعد 6 أشهر... لا يوجد جدول زمني محدد لذلك. هناك اجتماعات على غرار الاجتماع الذي عقده وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات مع نظرائهم الروس والسوريين في موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسيكون هناك اجتماع لوزير خارجيتنا مع نظيره السوري، لكن الجدول الزمني غير واضح».
وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء - الأربعاء: «قد تكون هناك اجتماعات ومفاوضات جديدة في الأشهر المقبلة. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به قبل أن تصل المحادثات إلى مستوى الرؤساء. لا أستطيع أن أقول أي شيء من اليوم... الأمر يعتمد على مسار هذه العملية».
وتابع أنه «إذا حدثت خطوات إيجابية بنيّة صادقة من الجانب السوري فإننا سنرد بخطوات إيجابية من جانبنا أيضاً، ومن الممكن أن يتم إحراز تطورات مهمة وجيدة جداً».
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه لا يتوقع أن يعقد لقاء ثلاثي يشارك فيه إردوغان والأسد، في إشارة إلى ما أعلنه من قبل الرئيس التركي بشأن اقتراحه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع ثلاثي مع الأسد. وأوضح الوزير التركي أنه لا يمكن من الآن تحديد موعد للقاء الرؤساء، لأن الأمر مرتبط بلقاء وزراء الخارجية أولاً، وبناء عليه، قد يخرج القرار في شأن لقاء القادة.
وعن لقائه المرتقب مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال جاويش أوغلو إن روسيا تقدمت باقتراح لتحديد موعد، لكن بلاده ليست جاهزة في التواريخ المقترحة، لافتاً إلى أن هناك استعدادات يتعيّن القيام بها حتى اجتماع وزراء الخارجية. وكان جاويش أوغلو قال الأسبوع الماضي إنه قد يلتقي المقداد ونظيره الروسي سيرغي لافروف في النصف الثاني من يناير (كانون الثاني) الحالي، مشيراً إلى أن مكان اللقاء لم يتحدد وقد يكون في روسيا أو في بلد آخر.
- مؤشرات إيجابية
من ناحية أخرى، شدد كالين على ضرورة القضاء على وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكوّنات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، معتبراً أنه لو لم تنفذ تركيا عملياتها العسكرية في شمال سوريا لتم تأسيس «دولة إرهابية» في المنطقة. وأكد ضرورة القضاء على التهديد الذي يشكله «حزب العمال الكردستاني» و«ذراعه» في سوريا «وحدات حماية الشعب» الكردية، وتهيئة الأرضية اللازمة من قبل النظام السوري لضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين في إطار معايير الأمم المتحدة، وتقديم الضمانات اللازمة بهذا الخصوص، مضيفاً أنه «لذلك يتعين علينا التنسيق مع قوات النظام وإيران وروسيا على الأرض».
ورأى كالين أن اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في موسكو الأسبوع الماضي كان الخطوة الأولى وستتبعه اجتماعات أخرى، مشيراً إلى أن المقاربة الرئيسية لتركيا تجاه المسألة السورية تقوم على مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية في ضوء قرار الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن المخاوف الرئيسية لتركيا بشأن سوريا تتمثل في استمرار الحرب والتهديدات الإرهابية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ولفت إلى أنه كانت هناك رسائل ومؤشرات إيجابية في اجتماع موسكو، لكن يتعين تحويل ذلك إلى قرارات والتزامات، موضحاً أن هذا الاجتماع كان الأول من نوعه حول هذه القضايا منذ 11 عاماً، مشيراً إلى أن ظهور نتائج إيجابية لهذا المسار يتعلق بالخطوات التي سيقدم عليها النظام السوري ونواياه ومنظوره للمرحلة المقبلة. وأضاف أنه إذا تجاوب النظام مع «النيات الحسنة» لتركيا وأبدى العزيمة للمضي قدماً في هذا المسار، فإنه يمكن لتركيا الإقدام بسهولة على خطوات فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، عبر التنسيق الوثيق مع روسيا.
- الموقف من المعارضة
وبشأن موقف تركيا من المعارضة السورية واللقاءات التي أجرتها المعارضة في أنقرة، الثلاثاء، وفي مقدمها اللقاء مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أكد كالين أن أنقرة تدعم المعارضة السورية منذ البداية، وأنها ستواصل هذا الدعم، مضيفاً أن تركيا «لم تخذل المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم»، وأن الهدف من لقاء جاويش أوغلو مع قيادات منها كان طمأنتهم مجدداً بهذا الخصوص. وقال كالين إن «الكرة الآن في ملعب النظام السوري، وإن تركيا مدت يدها و(تأمل ألا تبقى يدها معلقة في الهواء)».
وكان جاويش أوغلو التقى في أنقرة، الثلاثاء، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» سالم المسلط ورئيس «هيئة التفاوض» السورية بدر جاموس ورئيس «الحكومة المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى. وكتب الوزير التركي على «تويتر» عقب اللقاء: «تمت مناقشة آخر التطورات حول سوريا... أكدنا دعمنا للمعارضة والشعب السوريين، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254».
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي كبير إن بلاده اطلعت على ردود فعل فصائل المعارضة على الاجتماع التركي - السوري في موسكو، لكن تركيا هي التي تحدد سياساتها. وأضاف المسؤول: «من غير المنطقي أن نتوقع نتيجة فورية من أول اجتماع للوزيرين»، في إشارة إلى اجتماع وزير الخارجية التركي والسوري مع نظيريهما الروسي يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ولفتت الوكالة إلى أن هذا اللقاء أثار قلقاً لدى قوى المعارضة السورية السياسية والمسلحة. إذ قال زعيم «هيئة تحرير الشام»، وهي جماعة مسلحة متشددة، في كلمة مسجلة أُذيعت يوم الاثنين إن المحادثات بين سوريا وروسيا وتركيا تمثل «انحرافاً خطيراً». كما قالت «حركة أحرار الشام»، وهي فصيل إسلامي آخر، إنه رغم تفهمها لوضع حليفها التركي فإنها لا تستطيع مجرد التفكير في المصالحة مع الحكومة السورية. أما عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة المؤقتة المعارضة التي تدعمها تركيا، فقال إن الوزير جاويش أوغلو أكد لـ«الائتلاف» استمرار دعم تركيا لمؤسسات المعارضة السورية والسوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
- خلافات مع أميركا
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، أن الولايات المتحدة ضد تطبيع العلاقات مع النظام السوري، لكنها لم تنتقد تركيا بخصوص مشروع تقاربها معه. وقال إن على واشنطن أن ترى أنه لم يتم الوصول إلى نتيجة في سوريا بعد كل ما حصل، وأنها لم تقدم أي مقترحات لمحاربة «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني».
ودعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، جميع دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع نظام الرئيس الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: «نحن لا ندعم الدول التي تعزز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشار الأسد، الديكتاتور الوحشي، ونحضها على أن تدرس بعناية سجل حقوق الإنسان المروع له على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، في الوقت الذي يواصل فيه ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري، ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة إلى محتاجيها في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته».
تنسيق مع روسيا
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن تركيا يمكنها تطوير الدوريات المشتركة مع روسيا في شمال سوريا، قائلاً إن هذه العملية ستستمر في شكل اجتماع للخبراء مرة أخرى، و«نأمل أن تستمر العملية بطريقة معقولة ومنطقية وناجحة».
وحول اجتماع موسكو، قال أكار، في تصريحات قبل اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم بمقر البرلمان في أنقرة الأربعاء: «الاجتماعات ستستمر، وقد تم التوصل إلى الاتفاقات اللازمة في هذا الشأن، أمنياتنا الأخرى هي عودة إخواننا السوريين الذين نستضيفهم في تركيا إلى ديارهم وأراضيهم عودة طواعية وآمنة وكريمة».
وأضاف أكار: «لقد دعمنا دائماً تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254. ونواصل ذلك... هدفنا هو الدفاع عن بلدنا وشعبنا، ولهذا فإن محاربة الإرهاب عنصر مهم للغاية. الإنجازات في مكافحة الإرهاب واضحة، وقد عبّرنا عن تصميمنا على هذه القضية لمحاورينا. من ناحية أخرى، لسنا في وضع يسمح لنا باستقبال لاجئ إضافي من سوريا. لقد أكدنا لهم ذلك. وهناك أمر مهم آخر هو أن لدينا إخوة وأخوات سوريين، سواء في تركيا أو في سوريا، والمهم عندما نتخذ أي قرار ألا نضعهم في مأزق. هذا الموقف يجب أن يعرفه الجميع ويجب التعامل على أساسه».
وشدد أكار على أن تركيا تحترم وحدة أراضي وسيادة جميع جيرانها، وبخاصة سوريا والعراق، وهدفها الوحيد هو الدفاع عن أمنها وسلامة شعبها و«القضاء على الإرهابيين».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الأربعاء، إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لهضبة «الجولان» السورية، معربين عن إدانتهما لأي محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، خاصة العدوان الإسرائيلي على الجولان، الذي «يمثل انتهاكاً لاتفاق فك الاشتباك عام 1974»، ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة.

واستقبل السيسي، سوبيانتو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، لحضور اجتماع الدول الثماني النامية، الخميس. واتفق الرئيسان، بحسب بيان مشترك، صدر عقب محادثات رسمية بين الزعيمين في القاهرة، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع في سوريا يأتي من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، تعطي الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري، وتضمن سيادة ووحدة أراضي سوريا.

السيسي وسوبيانتو في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات الرسمية (الرئاسة المصرية)

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره لدور مصر الرائد في تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكد التزام بلاده بالعمل مع مصر في هذا الشأن.

وأدان الزعيمان تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معربين عن رفضهما للممارسات الإسرائيلية التي ترمي لتحقيق هذا الهدف، سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذي يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية في المدن الفلسطينية، والممارسات التي تهدد الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس.

وأكد الرئيسان ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ووقف جميع الإجراءات أحادية الجانب والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334، لا سيما أن «الممارسات أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض - فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية - تقوض حل الدولتين، الذي لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع».

واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأراضي وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، رحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ودعوا إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق. وأكد الزعيمان أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، وتمكين نشر الجيش اللبناني وفرض سيطرته على جميع أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان، كما أكدا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثنائي في مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي. ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في نوفمبر 2023.

جلسة مباحثات موسعة (الرئاسة المصرية)

وأعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة عام 2025 والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.

وكان الرئيسان عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الذي ذكر، في بيان نشرته الرئاسة بصفحتها على «فيسبوك»، أن الرئيس المصري أكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، مشيداً بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

كما أوضح المتحدث أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، حيث أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره لمصر، قيادة وشعباً، على الفرص التعليمية التي أتيحت للطلاب الإندونيسيين على مدار السنوات الماضية في الجامعات المصرية، وبالأخص جامعة الأزهر الشريف، وما لذلك من أثر إيجابي على المجتمع الإندونيسي ومساهمته في نشر الفكر الإسلامي الوسطي.