عنابي قطر يسعى للتعويض في خليجي 25 بـ«مزيج أولمبي»

«السنياري» قال إن اللاعب الذي لا يتوهج بريقه في هذه البطولة «انتهى»

منتخب قطر يأمل في ان يحقق لقب خليجي 25 (موقع الاتحاد القطري)
منتخب قطر يأمل في ان يحقق لقب خليجي 25 (موقع الاتحاد القطري)
TT

عنابي قطر يسعى للتعويض في خليجي 25 بـ«مزيج أولمبي»

منتخب قطر يأمل في ان يحقق لقب خليجي 25 (موقع الاتحاد القطري)
منتخب قطر يأمل في ان يحقق لقب خليجي 25 (موقع الاتحاد القطري)

ينظر القطريون إلى بطولة خليجي 25، المقررة في محافظة البصرة العراقية من 6 إلى 19 الجاري، كفرصة لتضميد جراح الخروج المؤلم من بطولة كأس العالم 2022 التي استضافها العنابي على أرضه للمرة الأولى في الشرق الأوسط، حين تعرض لثلاث هزائم متتالية وضعته في قاع ترتيب المنتخبات الاثنين والثلاثين.
على وقع التخلي عن المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، والذي سبقه الإعلان عن المشاركة بتشكيلة مطعمة من عناصر المنتخبين الأول والأولمبي، وتحت قيادة المدرب البرتغالي برونو بينيرو، يتطلع العنابي إلى فض الشراكة مع السعودية والعراق، بإضافة لقب رابع في سجلات البطولة التي لم يغب عنها منذ انطلاقتها عام 1970.
وتقص قطر شريط مبارياتها السبت أمام الكويت ضمن مجموعة ثانية ضمتهما إلى جانب البحرين (حاملة اللقب) والإمارات.
اكتسبت البطولات الثلاث التي أحرزها المنتخب القطري أعوام 1992، 2004 و2014، أبعاداً مختلفة، بعدما تحققت عبر أجيال متنوعة، لكن تبقى بطولة «خليجي 11» محفورة في ذاكرة الجماهير، حيث كانت شاهدة على التتويج الأول.
لكن الكرة القطرية حققت أيضاً بصمات فردية مضيئة حين اقتنص مبارك مصطفى، محمود صوفي ومحمد سالم العنزي لقب الهداف في ثلاث نسخ متتالية (1992، 1994، و1996).
بقيادة نجمها مبارك مصطفى، أفضل لاعب في خليجي 11، تمكنت قطر في النسخة التي استضافتها في استاد خليفة الدولي عام 1992، من كسر هيمنة الكويت والعراق على اللقب، متفوقة في الترتيب النهائي على البحرين، السعودية، الإمارات، الكويت وعمان.
وسجل نجم الكرة القطرية السابق، ثلاثة أهداف في البطولة، وبرز إلى جانبه، عادل خميس، عادل مال الله والراحل محمود صوفي.
يعزو السنياري، وهو اللقب الذي أطلقه عليه المعلق القطري يوسف سيف نسبة إلى فصيلة من الصقور تنتشر في جبل سنجار العراقي، الفوز بذاك اللقب إلى الدور الكبير للجمهور الذي آزر العنابي وقتذاك «كان هناك مقولة نسمعها من لاعبين سبقونا وهي أنك إذا لم تبرز في بطولات الخليج فإن بريقك انتهى».
يضيف «لم أكن ضمن تشكيلة المباراة الافتتاحية، وبالصدفة دخلت بديلاً لأحد اللاعبين المصابين وسجلت هدفين في المباراة وكانت فعلاً الانطلاقة الحقيقية لي».
وإذا كانت نسخة خليجي 22 عام 2014 قد اكتسبت نكهة مميزة، عندما قاد المدرب الجزائري جمال بلماضي، قطر، إلى آخر الألقاب في الرياض، على حساب السعودية في نهائي احتضنه استاد الملك فهد الدولي، إلا أن الجيل الذي سبقه عام 2004، تحت قيادة المدرب البوسني جمال الدين موشوفيتش، كان قد صنف بـ«المميز»، بعدما توج بـ«خليجي 17»، في استاد جاسم بن حمد، أو ملعب البطولات، كما يحلو للقطريين تسميته، قبل أن يتبعها بذهبية دورة الألعاب الآسيوية «الدوحة 2006».
بين جيلين، تنقل الدولي القطري السابق وسام رزق (41 عاماً)، مدوناً اسمه بلقبين، بعدما توج في نسخة 2004، بعمر 23 عاماً، قبل أن يختتم مسيرته الدولية بعدها بعشر سنوات في الرياض بلقب «خليجي 22».
لكن مدرب أم صلال الحالي، يتذكر جيداً المباراة الافتتاحية أمام الإمارات في خليجي 17، حين أضاع ركلة جزاء في البداية قبل أن يتمكن من تسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده (2 - 2) في الوقت البدل عن ضائع «كانت مفارقة جميلة وذكرى لا أنساها».
يربط وسام بين الروح التي أعادت العنابي أمام الإمارات بعدما كان متأخراً، وبين إحراز اللقب في النهاية «خضنا البطولة بجيل مميز، وكانت مهمة جداً واستثنائية، خصوصاً أنها تقام على أرضنا... ومثلت حينها انطلاقة للكرة القطرية».
برز من العنابي وقتذاك الحارس محمد صقر واللاعبين بلال محمد، سعد الشمري، وليد جاسم، حسين ياسر وسيد البشير.
لكن الانطلاقة التي تحدث عنها وسام «تعثرت» في أربع نسخ خليجية متتالية، قبل أن يأتي الفرج على يد بلماضي في خليجي 22، التي يصفها لاعب السد السابق بالمحطة المشتركة بين لاعبين كانوا يستعدون لإنهاء مسيرتهم (مثله هو) وبين دماء جديدة كانت تستعد لقيادة المنتخب في مرحلة جديدة «لقد كان جيلاً ممتازاً خصوصاً أنه دمج بين الخبرة والشباب».
يقول وسام لوكالة الصحافة الفرنسية «كنا نتكلم حينها عن ظهور مواهب جديدة في الكرة القطرية، خصوصاً أن الكرة أصبحت أسرع في كل شيء».
وتألق في نسخة الرياض الحارس قاسم برهان، واللاعبون خوخي بوعلام، حسن الهيدوس، عبد العزيز حاتم وعلي أسد.
وفيما خلت تشكيلة المدرب البرتغالي برونو بينيرو للنسخة المقبلة من بعض الأسماء الأساسية مثل الحارس سعد الشيب، القائد حسن الهيدوس، خوخي بوعلام، عبد الكريم حسن «المستبعد» والمعز علي، شهدت وجود عناصر أخرى لا سيما الحارس مشعل برشم، واللاعبين إسماعيل محمد، علي أسد، عاصم مادبو، سالم الهاجري ومحمد وعد إضافةً إلى لاعبي «الأولمبي».
ينظر رزق بعين التفاؤل إلى المشاركة «سيشارك منتخبنا بدماء جديدة وبلاعبين جيدين ينتظرهم مستقبل كبير، وتحقيق اللقب لا يبدو صعباً خصوصاً أن العنابي يخوض البطولة بعناصر مطعمة من أصحاب الخبرة والاحتكاكات الدولية».
وتتزامن النسخة الخامسة والعشرون مع عودة الدوري القطري في الرابع من يناير (كانون الثاني) بعد توقف طويل لامس الأربعة أشهر، فرضته التحضيرات لاستضافة كأس العالم.
وسبق للمدرب الجديد برونو بينيرو أن عمل مع المنتخبات القطرية، حيث تولى العمل في أكاديمية أسباير خلال الفترة 2016 إلى 2020، وقاد العنابي تحت 21 سنة عام 2018، ثم تحت 19 سنة (2018 - 2020)، وتحت 20 عاماً في 2019، قبل أن يقود العنابي الأولمبي إلى نهائي بطولة غرب آسيا التي خسرها أمام الأخضر السعودي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في جدة.


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»