خلافات جمهورية عميقة تلقي بظلالها على افتتاح «الكونغرس»

صراع تاريخي على رئاسة مجلس النواب

خلافات جمهورية عميقة تلقي بظلالها على افتتاح «الكونغرس»
TT

خلافات جمهورية عميقة تلقي بظلالها على افتتاح «الكونغرس»

خلافات جمهورية عميقة تلقي بظلالها على افتتاح «الكونغرس»

للمرة الأولى منذ العام 1923 فشل مجلس النواب الأميركي في انتخاب رئيس للمجلس. فبعد استلام الجمهوريين للأغلبية في المجلس إثر فوزهم في الانتخابات النصفية، رفض عدد منهم التصويت لصالح زعيمهم كيفين مكارثي ضاربين بعرض الحائط أمله في انتزاع لقب رئاسة المجلس.

كيفين مكارثي خلال الجلسة الافتتاحية للكونغرس في قاعة مجلس النواب في مبنى الكابيتول (إ.ب.ا)

ولم تنجح مساعي مكارثي الحثيثة في اقناع هؤلاء بالتراجع عن معارضتهم رغم عدد من التنازلات التي قدمها، ففشل في انتزاع أغلبية الأصوات المطلوبة للفوز برئاسة المجلس، رغم عقد 3 جولات من التصويت، بعدها قرر المشرعون رفع الجلسات الى ظهر يوم الأربعاء في محاولة للتوصل إلى تسوية.

انعقاد الكونغرس الأميركي في دورته الـ118 (إ.ب.أ)

وفي اليوم الأول من انعقاد الكونغرس الجديد بدورته الـ118، اصطحب المشرعون أفراد عائلاتهم معهم، ليكونوا شاهدين على إدلائهم بقسم اليمين قبل استلامهم لمقاعدهم رسمياً في مجلسي الشيوخ والنواب.
لكن وفيما انعقدت الجلسة الأولى لكل من المجلسين في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت واشنطن كما نصّ الدستور الأميركي، اختلف المشهد كلياً في الجهتين المقابلتين للمبنى.

مجلس الشيوخ:
فقد خيّم الهدوء على أجواء مجلس الشيوخ الذي أدلى أعضاؤه بقسم اليمين، وحيث تمكّن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالأغلبية هناك. بناء عليه بقيت وجوه القيادات هناك على حالها، اذ حافظ تشاك شومر الديمقراطي من ولاية نيويورك على منصبه كزعيم للأغلبية الديمقراطية، فيما جلس زعيم الأقلية الجمهورية ميتش مكونيل في مقعده الذي احتله منذ العام 1985 عن ولاية كنتاكي.

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر

ولعلّ التغيير الأبرز الذي حصل في المجلس هو انشقاق السيناتورة الديمقراطية كريستين سينما عن حزبها بعد الانتخابات النصفية، لتعلن عن نفسها مستقلة، وتغيّر الموازنة بشكل بسيط ليصبح للديمقراطيين 50 مقعداً مقابل 49 للجمهوريين، ومقعد واحد مستقل لسينما.
وبطبيعة الحال، تمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ كذلك برئاسة اللجان، وأغلبية المقاعد فيها.

مجلس النواب:
لكن المشهد اختلف جذرياً في مجلس النواب، حيث انتزع الجمهوريون الأغلبية من الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، متوعدين بعامَين «مزعزِعَين» للبيت الأبيض. إلا أن تنفيذ هذا التوعد سينتظر قليلاً. فالاختلاف العميق في صفوف الجمهوريين على اختيار رئيس لمجلس النواب، عكس انقسامات حادة بين شقي الحزب، التقليدي من جهة والذي يدعم زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي لرئاسة المجلس، واليميني المتشدد من جهة أخرى والذي يرفض رفضاً قاطعاً اسم مكارثي في هذا المنصب.
وقد سعى الزعيم الجمهوري جاهداً في الأيام الأخيرة لحشد الدعم بهدف الحصول على أغلبية الأصوات اللازمة لاستلامه رئاسة المجلس وتتويج الجمهوريين رسمياً في الأغلبية. لكن جذور المعارضة عميقة رغم كل التنازلات التي عرضها مكارثي البالغ من العمر 57 عاماً.

النائب الجمهوري اندي بيغز (ا.ف.ب)

وقد تجسدت هذه الانقسامات الجمهورية في تبادل اتهامات علنية بين الجمهوريين ألقت بظلالها على اليوم الأول من انعقاد الكونغرس.
فاتهم النائب الجمهوري اندي بيغز، مكارثي «بالتخلي عن المبادئ» مقابل الفوز بمقعد رئاسة المجلس قائلاً: «لقد حوّل الأمر الى التنازل عن كل شيء مقابل المقعد. وهذا ما ستكون عليه رئاسة المجلس بقيادته»، وأعلن بيغز انه سيتحدى مكارثي لانتزاع مقعد رئاسة المجلس، علماً انه لا يتمتع بالأصوات المطلوبة للفوز.
من ناحيته هاجم النائب الجمهوري دون بايكن، النواب الجمهوريين المعارضين لمكارثي ودعا زعيم الأغلبية إلى التوقف عن تقديم تنازلات، قائلاً: «لقد قمنا بما فيه الكفاية. ولن نسمح لـ 5 أو 6 أشخاص باحتجازنا كرهينة».
وفي حديث بايكن هنا اشارة مهمة تسلّط الضوء على الأغلبية الضئيلة التي حصل عليها الجمهوريون في مجلس النواب، فقد انتزعوا 233 مقعداً فقط مقابل 212 مقعداً للديمقراطيين (مقعد شاغر بعد وفاة نائب ديمقراطي)، ما يعني انهم بحاجة ماسة لرص الصف الجمهوري في حال أرادوا إقرار مشاريع قوانين او التوصل إلى تسويات حساسة.
وعلى ما يبدو، فإن مكارثي سيعاني من صعوبة في رص هذا الصف، في ظل مواجهته لهذا المعارضة التاريخية في المجلس الذي لم يشهد جولة ثانية من انتخاب رئيس مجلس منذ العام 1923.

رئيس مجلس النواب الأميركي 
*عادة ما يكون زعيم حزب الأغلبية في المجلس. 
*الثاني من حيث التراتبية بعد نائب الرئيس لخلافة رئيس الولايات المتحدة. 
*لا يشارك في عضوية اللجان الدائمة للمجلس. 

انتخاب رئيس مجلس النواب :
*يُنتخب في اليوم الأول من انعقاد المجلس الجديد. 
*يقرر كل حزب مرشحه في اجتماع مسبق. 
*النواب غير ملزمين بالتصويت لأحد المرشحين، يمكنهم أيضاً الامتناع عن التصويت. 
*على المرشح أن يحصل على أغلبية مطلقة من جميع الأصوات. 
*في حال لم يفز المرشح بالأغلبية، تُعقد جلسة تصويت أخرى حتى يتم اختيار الرئيس.  
*لا يلزم الدستور أن يكون رئيس المجلس عضواً منتخباً في مجلس النواب.

حكيم جيفريز زعيم الأقلية في مجلس النواب (ا.ف.ب)

زعيم الأقلية في مجلس النواب:
سيكون النائب الديمقراطي حكيم جيفريز زعيماً للأغلبية الديمقراطية خلفاً لبيلوسي.
*يبلغ من العمر 52 عاماً ليكون بذلك أصغر زعيم في الكونغرس. 
*يصغر زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي ب 5 أعوام.
* الفارق العمري بينه وبين زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يتخطى ال20 عاماً.
*هو الأميركي الاول من أصول افريقية الذي يستلم زعامة حزب في الكونغرس.

كيف يختار المشرعون الجدد مكاتبهم؟
بالقرعة!
يختار النواب الجدد مكاتبهم من خلال سحب بالقرعة في غرفة مبنى «رايبرن». 
يسحبون أرقاماً من علبة عمرها أكثر من 100 عام تحدد مواقع مكاتبهم الجديدة.
 


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
TT

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)

رفضت محكمة استئناف أميركية أمس (الجمعة)، طلباً طارئاً من تطبيق «تيك توك»، لمنع قانون يلزم الشركة الصينية المالكة للتطبيق «بايت دانس»، بسحب تطبيقها من الولايات المتحدة بحلول 19 يناير (كانون الثاني) أو مواجهة الحظر.

وقدمت «تيك توك» و«بايت دانس» طلباً طارئاً لمحكمة استئناف مدينة كولومبيا بولاية نورث كارولاينا الأميركية، للحصول على مزيد من الوقت لعرض قضيتهما على المحكمة العليا الأميركية، ويعني حكم أمس (الجمعة)، أنه يجب على «تيك توك» الإسراع في الذهاب إلى المحكمة العليا الأميركية، في محاولة لمنع أو إلغاء القانون.

وكانت الشركتان قد قالتا إن القانون ومن دون إجراء قضائي «سيؤدي إلى إيقاف تطبيق (تيك توك) - إحدى أشهر منصات التعبير في البلاد - لدى أكثر من 170 مليون مستخدم شهرياً».

وعللت المحكمة رفضها للطلب بأن الشركتين لم تحددا قضية سابقة «منعت فيها المحكمة قانوناً أصدره الكونغرس، بعد رفض الطعن الدستوري عليه، بدخول حيز التنفيذ أثناء السعي للنظر فيه أمام المحكمة العليا».

وقال متحدث باسم «تيك توك»، إن الشركة تعتزم عرض قضيتها على المحكمة العليا الأميركية «التي لها سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين بحرية التعبير»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبموجب القانون، سيتم حظر تطبيق «تيك توك» ما لم تبِع شركة «بايت دانس» حصتها فيه بحلول 19 يناير. ويمنح القانون أيضاً الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق، لحظر التطبيقات الأخرى المملوكة لأجانب، والتي قد تثير مخاوف بشأن جمع بيانات الأميركيين.

وتقول وزارة العدل الأميركية إن «استمرار سيطرة الصين على تطبيق (تيك توك) يشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي».

وتقول «تيك توك» إن وزارة العدل الأميركية أدلت بتصريحات خاطئة عن ارتباط التطبيق بالصين، وقالت إن محرك التوصيات الخاص بمحتوى «تيك توك» وبيانات المستخدمين مخزنان في الولايات المتحدة على خوادم سحابية تديرها شركة «أوراكل»، وأيضاً يتم اتخاذ قرارات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين الأميركيين في الولايات المتحدة.

ويضع القانون - ما لم تلغِه المحكمة العليا - مصير «تيك توك» في يد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن ما إذا كان سيمنح تمديداً لمدة 90 يوماً على الموعد النهائي في 19 يناير، أم لا، لفرض البيع على الشركة، ثم في يد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير.

وقال ترمب، الذي حاول دون جدوى حظر «تيك توك» خلال ولايته الأولى في عام 2020، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه لن يسمح بحظر «تيك توك».

وأبلغ رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالصين أمس (الجمعة)، الرئيسين التنفيذيين لشركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، وشركة «أبل»، أنه يتعين عليهما الاستعداد لإزالة «تيك توك» من متاجر التطبيقات الأميركية في 19 يناير.