نتنياهو يتعهد محاربة جهود إحياء «الاتفاق النووي»

المخابرات الإسرائيلية تعتقد بأن إيران تلقت ضربة مميتة بعد مقتل سليماني

TT

نتنياهو يتعهد محاربة جهود إحياء «الاتفاق النووي»

في الوقت الذي بدا فيه أن الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ترى أن الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ما زالت مستمرة، رغم استمرارها في خطة التسلح والهيمنة، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه سيعمل «بصورة قوية وعلنية في المستوى الدولي ضد العودة إلى الاتفاق النووي، وليس فقط خلف أبواب مغلقة وإنما أمام الرأي العام العالمي الذي يعي النظام الإيراني».
وقال نتنياهو، في مستهل اجتماع حكومته الرسمي الأول (الثلاثاء): «لأسفي، وخلافاً للرأي السائد، فإن الاتفاق النووي أزيل عن الأجندة، بعد الأحداث الأخيرة في إيران، فإني أعتقد أنه لم تتم إزالة هذه الإمكانية نهائياً، ولذلك سنفعل كل ما بوسعنا من أجل منع العودة إلى هذا الاتفاق السيئ». وتابع: «سنعمل أيضاً وبشكل أوسع من أجل منع تموضع إيراني عسكري في سوريا وأماكن أخرى، وفي الوقت نفسه نحن في هذه الحكومة موحدون من أجل توسيع دائرة السلام، وعازمون على تعميق اتفاقيات السلام الموجودة وإضافة اختراقات طرق تاريخية» مع دول عربية.
المعروف أن نتنياهو لم يتوصل إلى تفاهمات مع قادة جيشه ومخابراته بشأن إيران، علماً بأنه كان على خلاف معها في الدورات السابقة لحكمه. لكن الأبحاث الداخلية في الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تفيد بوجود تقارب في الموقف بينهما. ففي حين كان نتنياهو يرى ضرورة القيام بعمليات عسكرية حربية ضد النووي الإيراني، كانت المخابرات، مثل بقية الأجهزة الأمنية، ترى أن عملية كهذه تحتاج إلى شراكة أميركية فعلية في الهجوم وبالتالي تحتاج إلى تفاهم بين تل أبيب وواشنطن. ولكي يحصل تفاهم كهذا يحتاج الأمر إلى استنفاد كل وسائل العمل الدبلوماسي. أما اليوم فيرون أن العمل الدبلوماسي قد فشل. وباتت المهمة إقناع الولايات المتحدة بذلك لتحدث التغيير المطلوب في نهجها.
ويتضح من أبحاث الاستخبارات العسكرية أن القيادة الإيرانية تلقت ضربة مميتة في السنتين الأخيرتين، منذ قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة قضت على قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن خليفة سليماني في «فيلق القدس» إسماعيل قاآني، لم ينجح في ملء الفراغ الذي تركه سليماني، بل يفشل في حماية وصيانة ما تركه له سلفه. فمشروع التوسع والهيمنة الإقليمية تلقى ضربات قاصمة. التموضع في سوريا فشل. والسيطرة على العراق فشلت. والعزلة الدولية والإقليمية تشتد».
يضاف إلى ذلك العقوبات الاقتصادية، وانعكاساتها الخطيرة على حياة الناس، وموجة الاحتجاجات المستمرة منذ سبتمبر (أيلول)، التي تعتبر مميزة ومختلفة عن كل سابقاتها، ولم تعرف مثيلاً لها منذ ثورة 1979. فهي تمتد على جميع المحافظات (31 محافظة) وتتواصل بشكل يومي تقريباً، باستثناء الأسابيع الأخيرة التي تعاني فيها من طقس بارد جداً. والمتظاهرون باتوا أكثر جرأة وراحوا يشعلون النيران في تماثيل صنعت لتخليد قادة النظام، بما في ذلك تمثال قاسم سليماني وتمثال الخميني وصور علي خامنئي.
ووفقاً لتلك الأبحاث فإن «النظام الإيراني لم يستسلم وما زال قوياً لكنه يتلقى ضربات شديدة». ومن تجارب الماضي، عندما يشعر بالخطر الحقيقي على نفسه، يتراجع ويبرم الصفقات. فهكذا حصل خلال الحرب مع العراق في 1988 وكذلك في 2003 عندما دخلت أميركا أفغانستان والعراق وصرح الرئيس جورج بوش الابن بأن المحطة القادمة ستكون في إيران فقرروا وقف مشروعهم النووي، وكذلك في أعوام 2009 و2012 و2018. ولذلك، يرى الأمنيون الإسرائيليون أن على إسرائيل أن تقنع الغرب بضرورة تشديد العقوبة والتوجه بتهديد عسكري حقيقي، حتى توقف إيران مشروعها النووي وتقبل شروط الغرب. ويرون أن وقوف إيران مع روسيا في عملياتها الحربية في أوكرانيا لا يترك للغرب مجالاً للاستمرار في سياستهم وينبغي أن يعيدوا تفعيل كل العقوبات ويوجهوا تهديداً صادقاً بالحرب.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.