للمرة الأولى منذ العام 1923، فشل مجلس النواب الأميركي في انتخاب رئيس للمجلس في الجولة الأولى من التصويت. فبعد تسلم الجمهوريين للأغلبية في المجلس، إثر فوزهم في الانتخابات النصفية، رفض عدد منهم التصويت لصالح زعيمهم كيفين مكارثي، ضاربين بأمله في انتزاع لقب رئاسة المجلس عرض الحائط.
ولم تنجح مساعي مكارثي الحثيثة في إقناع هؤلاء بالتراجع عن معارضتهم، رغم عدد من التنازلات التي قدمها، فنال 203 أصوات داعمة له، مقابل 19 معارضاً من صفوف الحزب، وهو أقل من أغلبية الأصوات اللازمة لفوزه بالمنصب.
وفي اليوم الأول من انعقاد الكونغرس الجديد بدورته الـ118 اصطحب المشرعون أفراد عائلاتهم معهم، ليشهدوا إدلاءهم بقسم اليمين قبل تسلمهم مقاعدهم رسمياً في مجلسي الشيوخ والنواب.
وفيما انعقدت الجلسة الأولى لكل من المجلسين في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت واشنطن، كما نصّ الدستور الأميركي، اختلف المشهد كلياً في الجهتين المقابلتين للمبنى.
* مجلس الشيوخ
خيّم الهدوء على أجواء مجلس الشيوخ، الذي أدلى أعضاؤه بقسم اليمين، وحيث تمكّن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالأغلبية هناك. بناء عليه، بقيت وجوه القيادات هناك على حالها، إذ حافظ تشاك شومر الديمقراطي من ولاية نيويورك على منصبه زعيماً للأغلبية الديمقراطية، فيما جلس زعيم الأقلية الجمهورية ميتش مكونيل في مقعده الذي احتله منذ العام 1985 عن ولاية كنتاكي.
ولعلّ التغيير الأبرز الذي حصل في المجلس هو انشقاق السيناتورة الديمقراطية كريستين سينما عن حزبها بعد الانتخابات النصفية، لتعلن نفسها مستقلة، وتغيّر الموازنة بشكل بسيط ليصبح للديمقراطيين 50 مقعداً مقابل 49 للجمهوريين، ومقعد واحد مستقل لسينما.
وبطبيعة الحال، تمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ كذلك برئاسة اللجان، وأغلبية المقاعد فيها.
* مجلس النواب
لكن المشهد اختلف جذرياً في مجلس النواب؛ حيث انتزع الجمهوريون الأغلبية من الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، متوعدين بعامين «مزعزِعَين» للبيت الأبيض. إلا أن تنفيذ هذا التوعد سينتظر قليلاً. فالاختلاف العميق في صفوف الجمهوريين على اختيار رئيس لمجلس النواب، عكس انقسامات حادة بين شقي الحزب، التقليدي من جهة، الذي يدعم زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي لرئاسة المجلس، واليميني المتشدد من جهة أخرى، الذي يرفض رفضاً قاطعاً اسم مكارثي في هذا المنصب.
وقد سعى الزعيم الجمهوري جاهداً في الأيام الأخيرة لحشد الدعم بهدف الحصول على أغلبية الأصوات اللازمة لتسلمه رئاسة المجلس وتتويج الجمهوريين رسمياً في الأغلبية. لكن جذور المعارضة عميقة، رغم كل التنازلات التي عرضها مكارثي، البالغ من العمر 57 عاماً.
وقد تجسدت هذه الانقسامات الجمهورية في تبادل اتهامات علنية بين الجمهوريين ألقت بظلالها على اليوم الأول من انعقاد الكونغرس. فاتهم النائب الجمهوري أندي بيغز مكارثي «بالتخلي عن المبادئ» مقابل الفوز بمقعد رئاسة المجلس قائلاً: «لقد حوّل الأمر إلى التنازل عن كل شيء مقابل المقعد. وهذا ما ستكون عليه رئاسة المجلس بقيادته». وأعلن بيغز أنه سيتحدى مكارثي لانتزاع مقعد رئاسة المجلس، علماً بأنه لا يتمتع بالأصوات المطلوبة للفوز.
من ناحيته، هاجم النائب الجمهوري دون بايكن النواب الجمهوريين المعارضين لمكارثي، ودعا زعيم الأغلبية إلى التوقف عن تقديم تنازلات، قائلاً: «قمنا بما فيه الكفاية. ولن نسمح لـ5 أو 6 أشخاص باحتجازنا كرهينة».
وفي حديث بايكن هنا إشارة مهمة، تسلّط الضوء على الأغلبية الضئيلة التي حصل عليها الجمهوريون في مجلس النواب، فقد انتزعوا 233 مقعداً فقط، مقابل 212 مقعداً للديمقراطيين (مقعد شاغر بعد وفاة نائب ديمقراطي)، ما يعني أنهم بحاجة ماسّة لرصّ الصفّ الجمهوري إذا أرادوا إقرار مشروعات قوانين أو التوصل إلى تسويات حساسة.
وعلى ما يبدو، فإن مكارثي سيعاني من صعوبة في رصّ هذا الصفّ، في ظلّ مواجهته لهذه المعارضة التاريخية في المجلس الذي لم يشهد جولة ثانية من انتخاب رئيس مجلس منذ العام 1923.
* رئاسة مجلس النواب...
*رئيس مجلس النواب الأميركي
- عادة ما يكون زعيم حزب الأغلبية في المجلس
- الثاني من حيث التراتبية بعد نائب الرئيس لخلافة رئيس الولايات المتحدة
- لا يشارك في عضوية اللجان الدائمة للمجلس
انتخاب رئيس مجلس النواب...
- يُنتخب في اليوم الأول من انعقاد المجلس الجديد
- يقرر كل حزب مرشحه في اجتماع مسبق
- النواب غير ملزمين بالتصويت لأحد المرشحين، ويمكنهم أيضاً الامتناع عن التصويت
- على المرشح أن يحصل على أغلبية مطلقة من جميع الأصوات
- إذا لم يفز المرشح بالأغلبية، تقام جلسة تصويت أخرى حتى اختيار الرئيس
- لا يلزم الدستور أن يكون رئيس المجلس عضواً منتخباً في مجلس النواب.
زعيم الأقلية في مجلس النواب...
سيكون النائب الديمقراطي حكيم جيفريز زعيماً للأغلبية الديمقراطية خلفاً لبيلوسي.
- يبلغ من العمر 52 عاماً، ليكون بذلك أصغر زعيم في الكونغرس
- يصغر زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي بـ5 أعوام
- الفارق في السنّ بينه وبين زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يتخطى 20 عاماً.
- هو الأميركي الأول من أصول أفريقية الذي يتسلم زعامة حزب في الكونغرس
*كيف يختار المشرعون الجدد مكاتبهم؟
- بالقرعة!
- يختار النواب الجدد مكاتبهم من خلال سحب بالقرعة في غرفة مبنى «رايبرن».
- يسحبون أرقاماً من علبة عمرها أكثر من 100 عام تحدد مواقع مكاتبهم الجديدة.