بعد عام مضطرب... 5 قضايا تكنولوجية ينبغي متابعتها في 2023

الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (يمين) ورئيس «تويتر» إيلون ماسك (رويترز- أ.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (يمين) ورئيس «تويتر» إيلون ماسك (رويترز- أ.ب)
TT

بعد عام مضطرب... 5 قضايا تكنولوجية ينبغي متابعتها في 2023

الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (يمين) ورئيس «تويتر» إيلون ماسك (رويترز- أ.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (يمين) ورئيس «تويتر» إيلون ماسك (رويترز- أ.ب)

أصبح من الواضح أن عام 2022 انتهى بطريقة مضطربة إلى حد ما بالنسبة لعالم التكنولوجيا. مع تسريح شركة «ميتا» أكثر من 11 ألف موظف لمواجهة مشكلاتها المالية، بدأت «تويتر» في اتباع نهج مماثل بمعدل كبير للغاية، بعد استحواذ الملياردير إيلون ماسك على الشركة.
في مكان آخر، انهارت إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم فجأة، ويقاتل تطبيق «تيك توك» لمنع حظره في الولايات المتحدة.
وفي علامة أخرى على قيام السياسيين بإلقاء ثقلهم، قبلت شركة «آبل» على مضض أن تصميم منتجها الرئيسي يخضع الآن لانتقادات من الاتحاد الأوروبي.
ولكن لا شك أن مزيداً من الدراما ستأتي في الأشهر الـ12 المقبلة، وهنا تبرز شبكة «سكاي نيوز» أهم القضايا التي تجب متابعتها هذه السنة:

* حالة وسائل التواصل الاجتماعي
سيتجه كثير من الأنظار إلى «تويتر» لمعرفة كيف تتطور المنصة في ظل حكم مالكها الجديد الدراماتيكي بالفعل.
ولاحظ الصحافي ومؤلف الخيال العلمي كوري دوكتورو، أن «المشاهدات ارتفعت، ولكن بالطريقة نفسها التي يتجمع بها الناس لمشاهدة مبنى محترق وهو يهبط».
من المحتمل أن تظهر ميزات جديدة وتذهب أخرى، وقد يعود مزيد من الحسابات المثيرة للجدل للعمل عبر المنصة، وقد تؤدي استراتيجية «المنشار» الخاصة بـماسك إلى تخفيض إضافي في عدد الموظفين.
https://twitter.com/elonmusk/status/1608922473839620096?s=20&t=ydgpA65N8hVeVWwfaOR6xg
قد ينتهي الأمر أيضاً بمواجهة السياسيين، بعد أن حذر من أنه قد يواجه عقوبات الاتحاد الأوروبي لحظره بعض الصحافيين البارزين.
بدأت بدائل مختلفة في الظهور في نهاية عام 2022؛ حيث سعى بعض المستخدمين إلى اللجوء لتطبيقات جديدة، وكان «ماستودون» هو الأوفر حظاً، وبالتأكيد هو واحد مما تجب مراقبته هذا العام.
أيضاً، قد يجد مستخدمو «فيسبوك» و«إنستغرام» أنفسهم مستائين إذا استمرت الشركة الأم «ميتا» في توجيه اهتمامها نحو «ميتافيرس»؛ حيث تواصل الشركة محاولة إعادة تشكيل نفسها، بعد عام كارثي لأسعار أسهمها.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Mark Zuckerberg (@zuck)

ثم هناك «تيك توك» الذي نما إلى أكثر من مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم. ربما يكون أكبر تهديد لهيمنة منصات مارك زوكربيرغ.
يقول كريس كيلي، الرئيس السابق للسياسة العامة العالمية في «فيسبوك»: «كثير من هذا الأمر عبارة عن معركة من أجل الاهتمام». وتابع: «هناك منافسة قوية وواسعة النطاق لجذب انتباه المستخدم... وهذا مثير جداً».
ولكن «تيك توك» نفسها تتعرض للتهديد بحظر تام في الولايات المتحدة، بسبب ما يعتبره بعض السياسيين خطراً على الأمن القومي من الصين. فهل ستحظر الولايات المتحدة حقاً أحد أشهر التطبيقات في العالم؟ قد تعطينا السنة القادمة الجواب.

* السباق إلى «ميتافيرس»
يمثل تركيز زوكربيرغ على «ميتافيرس» مقامرة هائلة لشركة خسرت أكثر من نصف تريليون دولار من حيث القيمة، منذ تغيير علامتها التجارية من «فيسبوك» إلى «ميتا».
وقالت رائدة الأعمال عبر الإنترنت، أمبر غدار، لشبكة «سكاي نيوز»: «إذا تم الأمر بشكل صحيح، فقد ينقذ الشركة. إذا أخطأ فأعتقد أن (فيسبوك) ستكون بمشكلة كبيرة».

* جدل العملات المشفرة
عملية الدفع باتجاه التنظيم أمر لا مفر منه بعد الانهيار المذهل لشركة «FTX» واعتقال مؤسسها المتهم «بواحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ الأميركي».
لا شك في أن سقوط سام بانكمان- فرايد، سيُلهم حملة إعلامية، كل ذلك بينما تواجه الصناعة مزيداً من التدقيق، أكثر من أي وقت مضى.
وتتجه الأنظار نحو تشريع من الحزبين في المستقبل القريب في الولايات المتحدة، والذي من شأنه أن يُلزم شركات العملة المشفرة باللوائح نفسها التي تخضع لها الشركات العادية والبنوك، في حين أن وزارة الخزانة تستعد لتشديد قواعد المملكة المتحدة الخاصة أيضاً.
ولا يبدو أن الرئيس المعين مؤخراً للرقابة المالية في المملكة المتحدة من محبي العملات المشفرة؛ حيث نقل تقرير «فايننشيال تايمز» عنه وصف شركات التشفير بأنها «مراوغة متعمدة»، واقترح أن القطاع سهَّل غسل الأموال.
قال بريان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة «Coinbase»، إنه يجب على المحاور المالية في العالم تحسين «لوائحها الخاصة بالعملات المشفرة»، ويبدو أنه من المحتمل أننا سنرى ذلك في عام 2023.

* الصعود السريع للذكاء الصناعي
أصبح للإنترنت لعبة جديدة مفضلة بحلول نهاية عام 2022: «ChatGPT». تم إطلاق روبوت الدردشة الجديد لشركة «OpenAI» في سان فرنسيسكو، وسط ضجة كبيرة، ما ترك المستخدمين مذهولين من قدرته على أداء كل شيء، من التوصية بإصلاحات لأخطاء تشفير الكومبيوتر إلى وصفات العشاء. حتى أنه ساعد في كتابة مقال في «سكاي نيوز».
وكان ذلك تذكيراً بمدى سرعة ظهور أنظمة الذكاء الصناعي الجديدة القوية.
وقال ستيوارت ميلر، رئيس أكبر مركز للروبوتات وأكثرها تقدماً في المملكة المتحدة، لشبكة «سكاي نيوز» في وقت سابق من هذا العام: «حتماً سيكون هناك مزيد من الروبوتات في حياة الجميع. سيساعدونك في المنزل، عندما تذهب للتسوق، عندما تذهب إلى فندق، سوف يشاركون في الضيافة، عندما تذهب إلى المسرح، كل شيء».

* تغيير في صناعة الألعاب الإلكترونية
أنفقت «مايكروسوفت» كثيراً من عام 2022 في محاولة إقناع المنظمين الحكوميين بأنه يمكن الوثوق بها، لإكمال ما يعتبر أكبر عملية استحواذ في تاريخ التكنولوجيا؛ حيث تحاول إبرام صفقة بقيمة 69 مليار دولار (56 مليار جنيه إسترليني) لشراء «أكتيفيجين».
تريد الشركة التي تقف وراء «Xbox» أن تضع الشركة المسؤولة عن «Call Of Duty» تحت جناحها، وواجهت معارضة شديدة الوحشية من شركة «سوني» المنافسة التي تقول إن هذه الخطوة قد تشهد يوماً ما إزالة امتياز مطلق النار الرائج من وحدات تحكم «PlayStation» الخاصة بها.
يضع المنظمون ملاحظاتهم؛ حيث تجري هيئات مراقبة المنافسة في كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تحقيقات. وتذهب الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك، من خلال التحرك رسمياً لمنع الصفقة.
وبينما تظل «مايكروسوفت» و«أكتيفيجين» واثقتين من إتمام الصفقة، حددت لجنة التجارة الفيدرالية جلسة استماع أمام قاضي القانون الإداري لشهر أغسطس (آب)، لذا نتوقع أن يكون هذا الأمر مزعجاً.
مهما كانت النتيجة، فإنها ستمثل تغييراً كبيراً في صناعة يُتوقع أن ترحب بإطلاق منتج رئيسي واحد على الأقل في عام 2023، مع سماعة رأس الواقع الافتراضي الجديدة من «PlayStation» في الطريق، والشائعات المستمرة عن تحديث وحدة التحكم الذي طال انتظاره من «Nintendo».


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)

في السابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، عندما توجّه الناخبون الديمقراطيون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات ولاية ميشيغان التمهيدية، لم يكن جو بايدن مرشّح الحزب الديمقراطي حينها يتوقع النتيجة؛ فرغم أنه فاز بدعم نحو 81 في المائة من الأصوات، فإن نسبة عدم الملتزمين الذين رفضوا التصويت له وصلت إلى 13 في المائة. والسبب سياساته في حرب غزة.

اليوم، ومع تولِّي كامالا هاريس مهمة استكمال مشوار السباق الرئاسي بدل الرئيس الأميركي، لا تزال هذه الفئة الانتخابية مترددة في الإعراب عن تأييدها للمرشحة الديمقراطية، في ولاية كانت تعد «زرقاء» بامتياز، إلى حين فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بها في عام 2016. أسباب جعلت من هذه الولاية، وأصواتها الـ15 في المجمع الانتخابي، ولاية متأرجحة يتنازع عليها المرشحان بشراسة، لكسب أصوات الناخبين فيها.

وأصبحت ولاية ميشيغان من أهم ولايات «الجدار الأزرق» الديمقراطي، إلى جانب ويسكونسن، في العقود الماضية، بعدما كانت تُحسب على الجمهوريين في السبعينات والثمانينات؛ لكن انتخابات عام 2016 وضعتها في خانة الولايات المتأرجحة، بعد أن فاز فيها ترمب بأقل من 11 ألف صوت، مُنتزعاً الفوز من منافسته حينها، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

تكثّف حملة هاريس الجهود لحشد الدعم بين الناخبين في ميشيغان (أ.ف.ب)

ضمن هذا الفوز لترمب طريقه إلى البيت الأبيض، وثبَّت المعادلة القائلة بأن الطريق إلى المكتب البيضاوي تمر عبر ميشيغان التي انتزعها الفائز في السباق الرئاسي في 9 من 12 جولة انتخابية سابقة.

وبينما تمكَّن الديمقراطيون من الفوز في الولاية في كل انتخابات منذ عام 1992، باستثناء انتخابات عام 2016، فإن النتائج المتقاربة نسبياً في انتخابات عام 2020 التي فاز بها بايدن، أثبتت مجدداً أنها ستكون «كعب أخيل» الديمقراطيين في انتخابات هذا العام. لهذا السبب، يُكثِّف ترمب ونائبه جاي دي فانس نشاطهما الانتخابي في الولاية، مركِّزين بشكل أساسي على ملفين أساسيين يشغلان بال ناخبيها: الاقتصاد، والحرب في الشرق الأوسط. أما حملة هاريس فتكثّف جهود إصلاح علاقة حزبها بالناخبين العرب الأميركيين، المستائين من سياسات إدارة بايدن الداعمة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أزمة الشرق الأوسط

ترمب خاطب أنصاره خلال فعالية انتخابية في ساغيناو بميشيغان يوم 3 أكتوبر (رويترز)

ورغم أهمية ملف غزة للناخب من أصول عربية ومسلمة، فإن هؤلاء لا يعدُّون الأغلبية في الولاية. ويتركز وجود الجالية العربية في مدينة ديترويت؛ حيث تسعى الحملتان الانتخابيتان لحشد دعم أكبر عدد من الناخبين، ووظّفت هاريس المحامية من أصول مصرية بريندا عبد العال لمساعدتها على التقرب من الجالية العربية، والمحامية الأفغانية الأصل نسرينا بارغزي، لاستقطاب دعم المسلمين الأميركيين؛ لكن غياب أي تمثيل لهؤلاء في فعاليات المؤتمر الحزبي الديمقراطي، أثار موجة غضب وانتقادات واسعة، من شأنها أن تؤثر على تصويت هؤلاء في الانتخابات الرئاسية.

من ناحيتها، تعمد حملة ترمب التي جندت صهر الرئيس السابق مسعد بولس -من أصول لبنانية- لحشد دعم الجالية العربية، إلى ترويج إعلانات انتخابية تُصوِّر هاريس بمظهر الداعم الشرس لإسرائيل، في استراتيجية انتخابية تهدف إلى تعزيز موقف المنتقدين لسياسة هاريس تجاه تل أبيب.

الاقتصاد

هاريس تلقي خطاباً انتخابياً في فلينت بميشيغان يوم 4 أكتوبر (أ.ف.ب)

حسب أحدث الاستطلاعات، يتصدَّر الاقتصاد لائحة اهتمامات الناخبين في الولاية. وقال أكثر من 30 في المائة من الناخبين، في استطلاع أجرته جامعة إيمرسون، بالتعاون مع صحيفة «ذي هيل»، إن الاقتصاد هو على رأس أولوياتهم عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، تأتي من بعده الهجرة، ثم تهديد الديمقراطية، تتبعها تكاليف السكن والتعليم والجريمة والإجهاض.

أرقام ليست مستغربة في الولاية التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة السيارات، وتُعدّ معقل شركتي «فورد» و«جنرال موتورز»، والتي يشكل الناخبون البيض فيها نسبة 74 في المائة من السكان، من بعدهم الأميركيون السود بنسبة 14.1 في المائة، ثم الناخبون من أصول لاتينية بنسبة 5.7 في المائة. وتراجع عدد السكان في الولاية بشكل كبير في الأعوام الماضية، ما أدّى إلى خسارتها لأصوات في المجمع الانتخابي، دفعت بها للتراجع من 21 صوتاً في السبعينات لـ15 في هذا الموسم الانتخابي.

يأمل ترمب في انتزاع ولاية ميشيغان من «الجدار الأزرق» الديمقراطي (رويترز)

تتقارب نتائج الاستطلاعات بشكل كبير بين ترمب وهاريس؛ لكن الرئيس السابق يتفوّق على منافسته في الملفات الأبرز التي تُهمّ الناخبين هناك كالاقتصاد والهجرة، إذ يرى 58 في المائة من الناخبين أن ترمب سيساعد في تحسين الاقتصاد، مقابل 42 في المائة لهاريس. كما تدل الأرقام على أن 83 في المائة من الناخبين يعتقدون أن ترمب سيخدم مصالح الأميركيين البيض في الولاية، بينما يرى 72 في المائة أن هاريس ستخدم مصالح الأميركيين السود، و68 في المائة يرون أنها أفضل لمصالح الأميركيين من أصول لاتينية.