إيران تنشر قوات في مدن كردية وسط تجدد الاحتجاجات

السلطة القضائية أعلنت المصادقة على إعدام محتج

محتجون بمدينة مهاباد الكردية خلال مراسم أربعينية محتجين (تويتر)
محتجون بمدينة مهاباد الكردية خلال مراسم أربعينية محتجين (تويتر)
TT

إيران تنشر قوات في مدن كردية وسط تجدد الاحتجاجات

محتجون بمدينة مهاباد الكردية خلال مراسم أربعينية محتجين (تويتر)
محتجون بمدينة مهاباد الكردية خلال مراسم أربعينية محتجين (تويتر)

في اليوم الـ110 على اندلاع الاحتجاجات الشعبية، أعادت إيران انتشار قوات عسكرية في مدينة جوانرود الكردية، بعد التوتر إثر مقتل متظاهر السبت الماضي، في وقت وصل عدد قتلى الاحتجاجات إلى 512 متظاهراً، حسبما أوردت منظمات حقوقية.
وذكرت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية، أن السلطات نشرت قوات إضافية في مدينة جوانرود، وسط استعدادات لإقامة مراسم أربعينية سبعة قتلى سقطوا في المسيرات الاحتجاجية بنيران القوات المسحلة الإيرانية الشهر الماضي.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. واعتقلت عدداً منهم. وفي توقيت متزامن، شهدت مدينة مهاباد الكردية تجمعات أحيا فيها المتظاهرون أربعينية قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا خلال توتر شهدته المدينة الشهر الماضي.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».
وحسب «هنغاو»، وصل عدد القتلى في المدن الكردية إلى 127 شخصاً، بما في ذلك 14 قاصراً و7 نساء، وقالت إن «10 أشخاص قتلوا تحت التعذيب». وأشارت تقديرات المنظمة إلى 6500 معتقل، من بينهم 500 امرأة. وقالت إنها تأكدت من هوية 202 امرأة و162 قاصراً اعتقلوا خلال الاحتجاجات.
وكانت وكالة حقوق الإنسان (هرانا) قد أعلنت الأحد عن مقتل 512 متظاهراً، من بينهم 96 قاصراً، ومقتل 67 عنصراً من قوات الأمن. وأشارت إلى اعتقال 19204 أشخاص في 161 مدينة و144 جامعة شهدت احتجاجات. وحسب «هرانا»، أصدر القضاء الإيراني اتهامات لـ667 موقوفاً حتى الآن.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القضاء الإيراني أكد «المصادقة على حكم الإعدام الصادر بحق محمد بروغني من قبل المحكمة العليا في السادس من ديسمبر (كانون الأول)»، نافياً بذلك تقارير تحدثت عن تخفيض عقوبته.
كانت محاكمة بروغني بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) بتهمة «الحرابة» التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في إيران.
ووفق ما أوردت وكالة «ميزان» الناطقة باسم القضاء الإيراني، قام بروغني بـ«جرح حارس أمن باستخدام سكين بنية القتل»، و«إثارة الذعر لدى الناس».
وعلى الفور أدانت منظمة العفو الدولية، في بيان، المصادقة على إعدام بروغني.
يأتي الإعلان في وقت، كشف الكاتب الإصلاحي عباس عبدي، في صحيفة «اعتماد»، عن انقسام داخل أجهزة الدولة الإيرانية بشأن تنفيذ حكم الإعدام بحق المتظاهر محسن شكاري، الذي واجه تهماً مماثلة.
وأثار إعدام شكاري جدلاً في البلاد بشأن الإسراع في إصدار وتنفيذ حكم الإعدام.
وقالت جماعة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، على موقعها الإلكتروني، «يواجه 100 محتج على الأقل في الوقت الحالي خطر الإعدام أو اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام أو احتمال صدور عقوبات بالإعدام بحقهم. وهذا العدد هو الحد الأدنى، إذ تقع أغلب الأسر تحت ضغط لالتزام الصمت، ومن المعتقد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير».
وأصدرت محاكم إيرانية عقوبات بالإعدام في أكثر من 12 قضية حتى الآن استناداً إلى اتهامات مثل «الحرابة» بعد إدانة محتجين بقتل أو إصابة أفراد من قوات الأمن وتدمير ممتلكات عامة وترويع العامة.
وتتهم إيران، قوى أجنبية معادية، بتأجيج ما تصفها بـ«أعمال شغب»، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك فرنسا وبريطانيا، وأيضاً فصائل كردية إيرانية معارضة تتخذ من العراق مقراً، وقد استهدفتها إيران مراراً بضربات صاروخية وبواسطة مسيّرات.
وفي هذا الصدد، قال وزير الاستخبارات، إسماعيل خطيب، أمس، خلال مؤتمر «مدرسة سليماني والنظام العالمي الجديد» بطهران، إن «أميركا لم تسع وراء كبح جماح وتضعيف إيران، وإنما كانت تسعى دوماً وراء إطاحة النظام».
وتابع: «أي مشروع أميركي كان في إطار الإطاحة، في الاضطرابات الأخيرة، افتعلوا أجواء لدرجة صدقوا بأنهم أحدثوا ثورة». وأضاف: «أميركا ونظام الهيمنة يعدان احتواء إيران وضعفها ثمناً لفشلهما... إذا واجها فشلاً في انعدام الأمن والاضطرابات سيتجهان لردع وتضعيف ورفع تكلفة إيران».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».