الجيش الإسرائيلي يقتل شابين ويهدم بيتين ويعتقل 18 شخصاً في منطقة جنين

السلطة الوطنية تحمّل حكومة نتنياهو مسؤولية «تداعيات الاستباحة»

أقارب الشابين اللذين قتلهما جنود الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
أقارب الشابين اللذين قتلهما جنود الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقتل شابين ويهدم بيتين ويعتقل 18 شخصاً في منطقة جنين

أقارب الشابين اللذين قتلهما جنود الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
أقارب الشابين اللذين قتلهما جنود الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

في اليوم الأول من عمل حكومة بنيامين نتنياهو، استهلت قوات الجيش أول أيام السنة الجديدة بهجوم شاركت فيه أكثر من 100 آلية عسكرية ومئات الجنود، الذين حاصروا عدداً من البيوت في قرية كفر دان، وفرضوا عليها ليلة عصيبة، انتهت بهدم بيتين وقتل شابين وجرح خمسة واعتقال 18 شخصاً.
وداهمت هذه القوات القرية الواقعة في ضواحي مدينة جنين في الساعة العاشرة والنصف من ليلة الأحد - الاثنين، وبقيت فيها حتى ساعات الفجر المتأخرة، مارست خلالها العنف الأشد شراسة خلال الشهور الأخيرة.
وبدأت الأحداث بفرض طوق على كفر دان والتوغل في الحارة الغربية منها، بغرض هدم منزلين تابعين للمواطنين الشقيقين، أحمد وعبد الرحمن عابد، اللذين كانا قد نفذا عملية حاجز الجلمة في سبتمبر (أيلول) الماضي وقتلا فيها ضابطاً إسرائيلياً قبل أن يقوم الجنود الإسرائيليون بقتلهما.
وحال وصول القوات، داهمت المنزلين وأخرجت عوائلهما إلى العراء وسط أجواء قاسية من البرد الشديد، وشرعت بهدمهما دون سابق إنذار بموعد الهدم. وروى شهود عيان أنها كانت ليلة عصيبة، استغرقت 12 ساعة متواصلة. وقد بدأت عملية الهدم بتحطيم جدران المنازل الداخلية، ومن ثم تفجير المنزلين بالكامل.

ركام المنزلين المدمرين (أ.ف.ب)

وبينما كانت القوات الإسرائيلية تحاصر المكان وتعمل على الهدم، هبت مجموعة من الشباب محتجين، فوقعت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وشبان القرية والقرى المجاورة الذين هرعوا للدفاع عنها والتصدي لعملية الاقتحام، وأطلقت قوات الجيش الذخيرة بمختلف أنواعها لا سيما الرصاص الحي، فيما ألقى مقاومون فلسطينيون «الأكواع» (العبوات) المتفجرة محلية الصنع. وبعد منتصف الليل بدقائق، بدأت إصابات الفلسطينيين تصل تباعاً لمشفى ابن سينا بمدينة جنين، ليعلن بداية عن وفاة فؤاد عابد (18 عاماً) بعد إصابته بالبطن والفخذ، ومحمد حوشية (22 عاماً) من بلدة اليامون المجاورة، نتيجة إصابته برصاصة قاتلة في الصدر.
وقد تم تشييع جثمانيهما الاثنين في جنازة مهيبة، شارك فيها ممثلون عن جميع الفصائل الفلسطينية وأسمعت خلالها تهديدات بالانتقام من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، إن «هذه الجريمة تعكس فكر وسلوك الجناة الذين يواصلون جرائمهم دون خوف من حساب، أو تحسب من عقاب». وحمل السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التداعيات التي قد تنجم عن عمليات القتل والاستباحة اليومية. ودعا الدول التي صوتت لصالح طلب الفتوى القانونية من محكمة العدل الدولية حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، إلى اتخاذ تدابير وقائية سريعة لتوفير الحماية لشعبنا.
وكان لافتاً للنظر أن النائب في المجلس التشريعي عن حركة «حماس»، الشيخ نايف الرجوب، اتهم السلطة الفلسطينية بما يجري من تصعيد في الضفة الغربية. ومع أنه قال إن «رئيس حكومة الاحتلال المتطرفة بنيامين نتنياهو، بعد أن نال الثقة من الشارع الإسرائيلي، يريد الآن أن يُرضيهم ويصبح (جزاراً دموياً)، باستكمال مسلسل القتل والإعدامات الميدانية المباشرة بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل»، إلا أنه أضاف، في تصريح لوكالة الأنباء التابعة للحركة «شهاب»، إن «السلطة ومكوناتها غير الوطنية، هي السبب الأول والرئيس في تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد شعبنا الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة. فغياب السلطة وانعدام تأثيرها الحقيقي في الواقع الفلسطيني، أسهم كثيراً بالمزيد من العربدة والقمع والتشريد والقتل بحق الفلسطينيين من قبل الكيان الغاصب ومستوطنيه».
يذكر أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات اعتقال واقتحام في مناطق أخرى شملت 18 شخصاً، إضافة إلى المعتقلين من جنين. وقام مستوطنون بإشعال النار في مزروعات في منطقة نابلس.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.