الصين ضاعفت توغلاتها قرب تايوان في 2022

جنود في جيش تايوان خلال تدريبات في قاعدة عسكرية يوم 30 ديسمبر الماضي (أ.ب)
جنود في جيش تايوان خلال تدريبات في قاعدة عسكرية يوم 30 ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

الصين ضاعفت توغلاتها قرب تايوان في 2022

جنود في جيش تايوان خلال تدريبات في قاعدة عسكرية يوم 30 ديسمبر الماضي (أ.ب)
جنود في جيش تايوان خلال تدريبات في قاعدة عسكرية يوم 30 ديسمبر الماضي (أ.ب)

ضاعفت الطائرات الحربية الصينية توغلاتها في منطقة الدفاع الجوي التايوانية منذ أن صعدت بكين في عام 2022 ضغطها العسكري على الجزيرة، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية التي أشارت إلى أن تايوان تعيش تحت تهديد دائم من أن تغزوها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها لا بد من ضمها يوماً ما وبالقوة إذا لزم الأمر.
وتدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه إلى أدنى مستوياتها منذ تسلم شي جينبينغ السلطة قبل أكثر من عقد، وبشكل أكثر حدة في عام 2022. وكثّفت الصين نشاطاتها العسكرية قرب تايوان، حيث أطلقت أكبر مناوراتها العسكرية منذ سنوات، رداً على زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي في مطلع أغسطس (آب). وفي العام الماضي، نشرت الصين 1727 طائرة عسكرية في «منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي» (أديز) في الجزيرة، مقارنة بـ 960 في عام 2021 و380 في عام 2020، وفقاً لقاعدة بيانات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى الأرقام اليومية المقدمة من وزارة الدفاع التايوانية.
ومنطقة أديز لا تتطابق مع المجال الجوي لأي بلد بل تشمل مساحة أكبر بكثير، والمطلوب من كل طائرة أجنبية تحلق في داخلها التعريف عن نفسها للسلطات الجوية المحلية. وتتداخل المنطقة التايوانية مع جزء من منطقة الصين وتمتد حتى جزء من الصين القارية.
بين عامي 2021 و2022، ازداد عدد توغل الطائرات المقاتلة الصينية بأكثر من الضعف، من 538 إلى 1241، وارتفع عدد القاذفات، وبينها من طراز «إتش - 6» H-6 ذات القدرات النووية، من 60 إلى 101.
وفي عام 2022، دخلت مسيّرات صينية منطقة أديز التايوانية للمرة الأولى. وسجل الجيش التايواني 71 عملية توغل مماثلة، بعد زيارة بيلوسي.
ويُنظر إلى هذه العمليات الجوية الصينية على أنها وسيلة لاستنزاف أسطول تايوان ودراسة استجابتها الدفاعية. ولكن لإرسال إشارة إلى واشنطن أيضاً، بحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رئيس هيئة الأركان السابق في تايوان لي هسي مين: «إنهم يريدون إظهار تصميمهم... وتقييد حركة الولايات المتحدة: لا تقتربوا كثيراً من خطوطهم الحمراء، ولا تتجاوزوها».
تعترف واشنطن دبلوماسياً بالصين لكنها الحليف الأبرز لتايبيه وتزودها بالأسلحة مع المحافظة على سياسة «الغموض الاستراتيجي» المتعلقة باحتمال تدخلها عسكرياً في حال وقوع غزو صيني. وتهدف هذه السياسة إلى ثني الصين عن غزو تايوان بقدر ما تسعى إلى منع قادة الجزيرة من استفزاز بكين بإعلان استقلالها رسمياً.
بالنسبة لبكين، غالباً ما تكون التوغلات الجوية وسيلة للتعبير عن الاستياء.
وقال جي. ميكايل كول، وهو محلل سياسي في تايبيه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الطلعات الجوية المتكررة تبعث على القلق وتجبر تايوان على البقاء في حالة تأهب بشكل دائم خشية من أن يستخدمها جيش التحرير الشعبي غطاء لشن هجوم». وأوضح أن ذلك «لا يعني أن الحزب الشيوعي الصيني مستعد لاستخدام القوة في وقت قريب... على الأقل ليس وفقاً لسيناريو الغزو الذي يتطلب شهوراً من التعبئة».
ويرى ريتشارد هو، نائب مدير مركز دراسات الأمن التايواني في جامعة تشنغتشي، أن بكين، من خلال توغلاتها، تشن «حرب استنزاف على الجيش التايواني».
كما تسعى بكين إلى جمع المعلومات حول مدى استعدادات الجيش التايواني. لكن غزو هذه الجزيرة الجبلية سيمثل تحدياً هائلاً لبكين، بحسب هذا الجنرال المتقاعد الذي اعتبر أنه «من أجل السيطرة على تايوان بالقوة، لا تزال جمهورية الصين الشعبية تواجه عدداً من الصعوبات الحيوية... مثل إرسال مئات الآلاف من الجنود عبر مضيق تايوان».


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».