المنطقة الشرقية في السعودية تتأهب لعيد الفطر بفعاليات متنوعة

بحرية وبرية وتراثية

الألعاب النارية في المنطقة الشرقية بالسعودية خلال الأعياد
الألعاب النارية في المنطقة الشرقية بالسعودية خلال الأعياد
TT

المنطقة الشرقية في السعودية تتأهب لعيد الفطر بفعاليات متنوعة

الألعاب النارية في المنطقة الشرقية بالسعودية خلال الأعياد
الألعاب النارية في المنطقة الشرقية بالسعودية خلال الأعياد

أنهت الجهات الحكومية وغيرها من المؤسسات الخاصة الترتيبات مع الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية لإنجاح مهرجان عيد الفطر للموسم الحالي والذي يتولى تنظيمه صندوق المناسبات بالمنطقة.
وعقد أمين عام الغرفة عبد الرحمن الوابل الاجتماع التنسيقي مع ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، حيث يعتبر صندوق المناسبات الذي قاد في السنوات الأخيرة الاحتفالات بالعيد إحدى مبادرات غرفة الشرقية تجاه المجتمع من خلال دعم رجال الأعمال للاحتفالات بالمناسبات العامة.
وتستعد المنطقة الشرقية للاحتفال بعيد الفطر لهذا العام بالكثير من الفعاليات المتنوعة في جميع مواقعها السياحية، سواء كانت برية أو بحرية. وكذلك ستضيء سماء المنطقة الألعاب النارية من خلال إطلاق أكبر كمية ابتهاجا بالعيد في عدة مواقع سياحية مختلفة سيرعاها أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف.
وستغطي الألعاب النارية سماء عدد من المواقع السياحية في الأيام الثلاثة الأولى، وخصوصا في متنزه الملك عبد الله بالواجهة البحرية بالدمام ومتنزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية بالخبر، كما ستشهد القطيف عرضا مماثلا أمام مجمع سيتي مول بالإضافة إلى شاطئ نصف القمر وساحة الاحتفالات بمحافظة بقيق ومحافظة النعيرية وكورنيش محافظة الجبيل على أن تشمل الاحتفالات عروضا للفنون الشعبية.
وسيشارك عدد من المجمعات التجارية الكبرى في الاحتفالات خصوصا في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة الشرقية والتي ستستمر طوال أيام العيد، حيث إن الفعاليات في المجمعات تبدأ عند الساعة الرابعة وحتى الساعة العاشرة مساء. تتضمنها توزيع الجوائز والهدايا على الحضور الذي سيستمتعون ببرنامج ترفيهي وفقرات مميزة موجهة للأسرة والطفل.
وسيكون للشباب حصة كبيرة من الفعاليات من خلال عروض الدراجات النارية، مثل البانشي والهارلي ديفيدسون، بالإضافة إلى عروض لسيارات الهيدروليك الراقصة والسيارات المعدلة في شاطئ نصف القمر الذي يعتبر الوجهة المفضلة دائما للشباب. وفي الأحساء أنهت الأمانة كل الاستعدادات لعيد الفطر من خلال تجهيز كل الحدائق والمتنزهات وفي مقدمتها متنزه الملك عبد الله البيئي الذي يمثل أحد أبرز المعالم السياحية الحديثة في المحافظة. كما ستفتح الكثير من المعالم الأثرية والقصور القديمة أبوابها لاستقبال الأهالي والزائرين، حيث يمثل التراث الوجهة المفضلة دائما لزوار الأحساء.
وكشف أمين الأحساء المهندس عادل الملحم أن الأمانة أتمت أعمالها لافتتاح متنزهي عين نجم والاستاد الرياضي بالإضافة إلى حديقة عين أم سبعة بحي السلمانية الجنوبية «بعد استكمال خطط التحسين والتأهيل لهذه الحديقة نظرًا للتلفيات والأضرار التي طالتها مؤخرًا بسبب العابثين»، مبينًا أن الإدارة العامة للحدائق والتجميل بالأمانة كثفت جهودها لتهيئة المتنزهات والحدائق لاستقبال المواطنين والمقيمين خلال أيام عيد الفطر المبارك.
كما أن الأحساء تضم الكثير من المواقع السياحية الأخرى من بينها جبل قارة التاريخي الذي يمتاز بالبرودة صيفا والدفء شتاء وفي كهوفه روايات وقصص أسطورية مما يجعله المعلم الأول للأحساء إضافة للعيون والمزارع وغيرها من المكونات السياحية الغنية في المحافظة.
من جانبه، بين مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان، أن فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية سيواصل مراقبته لأسعار الفنادق والوحدات السكنية. وذكر المهندس البنيان أن الهيئة كثفت جولاتها التفتيشية على مرافق الإيواء في المنطقة الشرقية من خلال 6 فرق ميدانية للكشف عن التجاوزات المتعلقة برفع الأسعار وجودة الخدمات المقدمة والتراخيص ووضع التسعيرة في أماكن واضحة للنزلاء.
وأشار مدير عام السياحة بالمنطقة الشرقية إلى أن معايير التصنيف لقطاع الإيواء تعتمد على عناصر أساسية من الموقع والمبنى والمواقف والمدخل والاستقبال وغرف النزلاء ووسائل الراحة ودورات المياه والمطبخ في الوحدة والنظافة العامة، إضافة إلى المصاعد والممرات والمرافق العامة والخدمات والإدارة والموظفين وخدمة الإفطار والمقهى وأماكن تقديم الأغذية والمشروبات وخدمة الغرف والمرافق الترفيهية ومتطلبات السلامة ومرافق خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، منوها بأن فئات التصنيف في الفنادق تتكون من فئات الخمس نجوم والأربع نجوم وثلاث نجوم ونجمتين، أما في الوحدات السكنية المفروشة فهي تصنف على أساس الدرجات الأولى والثانية والثالثة.
وأشار البنيان إلى أن المنطقة الشرقية شهدت نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي، حيث تنامى إلى أكثر من 114 فندقا منها 13 فندقًا من درجة 5 نجوم وأكثر من 750 وحدة سكنية مفروشة، كما ستشهد في السنتين القادمتين تدشين نحو 40 فندقًا خمس نجوم وأربع نجوم. كما أن نجاح المنطقة الشرقية سياحيًا على مستوى دول الخليج انعكس في تنامي عدد وكالات السفر والسياحة ومنظمي الرحلات السياحة، حيث ارتفعت في المنطقة الشرقية بنسبة 23.4 في المائة، بينما وصل عدد المرشدين السياحيين المرخصين من قبل هيئة السياحة في المنطقة 44 مرشد مرخصًا. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم الإنفاق الكلي للسياحة في المنطقة الشرقية يزيد على 11 مليار ريال، بعد أن نجحت الشرقية في استقطاب أكثر من 7 ملايين زائر سنويا، حيث تعتبر الشرقية الوجهة السياحية الأولى في المملكة وتحتل المركز الثالث من حيث الزائرين لها سنويا بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة التي عادة ما يكون المقصد من زيارتها بهدف السياحة الدينية. يذكر أن الشرقية تضم كل المنافذ البرية التي تربط السعودية بدول مجلس التعاون الخليجي مما يعزز مكانتها وأهميتها.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».