اعتقال أكثر من 500 امرأة كردية في إيران.. وبلوشستان تواصل الحراك

إمام جمعة زاهدان: المشكلات سببها ضعف القانون والجميع يشكو من التمييز والفساد وفقدان الحرية

مسيرة احتجاجية في وسط مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران أمس (تويتر)
مسيرة احتجاجية في وسط مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران أمس (تويتر)
TT

اعتقال أكثر من 500 امرأة كردية في إيران.. وبلوشستان تواصل الحراك

مسيرة احتجاجية في وسط مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران أمس (تويتر)
مسيرة احتجاجية في وسط مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران أمس (تويتر)

في حين استمرت المسيرات المناهضة للنظام الأسبوعية، أمس، في محافظة بلوشستان، أعلنت منظمة حقوقية كردية اعتقال 500 امرأة كردية، خلال أكثر من 100 يوم على اندلاع الاحتجاجات التي هزّت البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني.
استمرت المسيرات الاحتجاجية التي تشهدها، كل جمعة، مدن في محافظة بلوشستان في جنوب شرقي إيران، حيث سقط أكبر عدد من القتلى خلال اضطرابات هزت البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأظهرت تسجيلات الفيديو مسيرات في مدن زاهدان وخاش وراسك ودزاب، وردد المتظاهرون شعارات «الموت لخامنئي»، و«الموت للديكتاتور»، و«الباسيج والحرس الثوري، داعشنا أنتم»، وأحرق المحتجون صور خامنئي في زاهدان.
وسقط عدد كبير من القتلى في مدينة خاش، أكتوبر الماضي، خلال مسيرات احتجاجية للتنديد بمقتل العشرات من المتظاهرين في مدينة زاهدان، 30 سبتمبر الماضي. وأقدمت طهران على تغيير قياديين في الشرطة، خلال الشهور الـ3 من الاحتجاجات، قبل إقالة حاكم المحافظة وتعيين قيادي من «الحرس الثوري» في المنصب خلال الأيام الأخيرة. واتهمت السلطات، في بداية الأمر، جماعات وصفتها بـ«الانفصالية»، لكن وجهاء وشخصيات معروفة ومنظمات حقوقية دحضت رواية السلطات. وفي هذا الصدد انتقد خطيب جمعة زاهدان وأبرز رجال الدين السُّنة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي، أمس، «عدم العمل» بالدستور الإيراني «رغم ما فيه من نقاط ضعف أساسية».
وعزا إسماعيل زهي المشكلات الداخلية في إيران إلى «ضعف القانون». وقال: «الكل يشتكي من التمييز والفساد وفقدان الحرية... إنهم يطالبون بحرية التعبير والحريات التي يذكرها الدستور الإيراني». وصرح: «اسمحوا للناس بأن ينتقدوا، دعوا الناس يتكلموا». وتابع: «اسمحوا للناس بالتجمع الاحتجاجي». وقال: «هذه (التجمعات) قانونية، حتى في الأعراف الدولية قانونية».
وتابع: «لقد قال البعض إن هؤلاء انفصاليون، ويقولون هذا الكلام. لكننا نعارض الانفصال بنسبة مائة في المائة. نحن إخوة، أنا أتعاطف مع آلام كل الإيرانيين».
وكرّر إسماعيل زهي انتقاداته للضغوط التي تمارسها السلطات على الأقليات الدينية غير المسلمة، خصوصاً البهائيين. وقال: «الجميع من مسلمين وغير مسلمين لهم حقوق... وللبهائيين حقوق المواطنة».
من جانب آخر انتقد إسماعيل زهي الضغوط التي مارستها السلطات على أسطورة كرة القدم الإيراني علي دائي، بعدما أجبرت السلطات طائرة مدنية على تغيير مسارها من دبي إلى جزيرة كيش؛ لمنع زوجة وابنة دائي من المغادرة. ووصف إسماعيل زهي دائي بـ«النخبة والبطل».
من جهته، سخِر نجم كرة القدم الإيرانية علي كريمي من فيلم وثائقي بثّه التلفزيون الرسمي الإيراني ضده ويصفه بـ«العدواني»، وكتب كريمي، في تغريدة على «تويتر»: «يا ليت كنتم عدوانيين ولم تكونوا معتدين وقتلة ومختلسين ولصوصاً وفاسدين».
في هذه الأثناء شارك العشرات في مراسم أربعينية مهران رحماني الذي قُتل، الشهر الماضي، في مدينة مهاباد الكردية، حسبما أظهرت مقاطع فيديو.
وجاء ذلك في وقت أفادت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية بأن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 500 امرأة في المدن الكردية الواقعة في شمال غرب وغرب البلاد. وقالت «هنغاو» إنها تأكيد من هوية 201 من المعتقلات، مشيرة إلى 72 حالة اعتقال في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، و16 حالة في طهران.
ووفقاً للمنظمة، فإن 30 شابة قاصرة دون الـ18 بين الكرديات اللاتي اعتُقلن خلال 110 أيام من الاحتجاجات.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان «هرانا» إنه حتى 29 ديسمبر (كانون الأول)، قُتل 508 متظاهرين، بينهم 69 قاصراً، إضافة إلى 66 من أفراد قوات الأمن.
وأشارت إلى اعتقال 19196 شخصاً خلال الاحتجاجات، ولم تعط السلطات الإيرانية أية إحصائيات بشأن المعتقلين، لكنها تقول إن أغلبهم أطلق سراحهم.
وشنّت السلطات الإيرانية حملة صارمة على الاحتجاجات التي تقول إنها أعمال شغب بإيعاز من خصوم أجانب. وعبّر المحتجّون عن غضبهم من القوانين التي تُلزم النساء بارتداء الحجاب خلال المسيرات الاحتجاجية، وظهرت ممثلات سينما ورياضيات إيرانيات في بطولات دولية خارج بلدهن دون حجاب علناً. وقال أمين اللجنة العليا للثورة الثقافية إن الشرطة «لم تكن تريد أن تكون عنيفة في الأحداث الأخيرة، لذلك تعرضوا للعنف». ونفى ضمناً الإشارات بشأن نهاية شرطة الأخلاق، وقال إن اللجنة «لم يكن لديها قرار بشأن دورية الإرشاد».
وكان المدعي العام الإيراني قد أعلن، في مطلع ديسمبر إلغاء شرطة الأخلاق، لكن معارضين شككوا بالإعلان في ظلّ استمرار تطبيق قانون الحجاب الإلزامي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.