تركيا إلى مزيد من خطوات التطبيع مع الأسد والأولوية لعودة اللاجئين

واشنطن و«قسد» و«حكومة الإنقاذ» ترفض اجتماع موسكو الثلاثي

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يتحدث في مؤتمر صحافي (أرشيف: رويترز)
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يتحدث في مؤتمر صحافي (أرشيف: رويترز)
TT

تركيا إلى مزيد من خطوات التطبيع مع الأسد والأولوية لعودة اللاجئين

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يتحدث في مؤتمر صحافي (أرشيف: رويترز)
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يتحدث في مؤتمر صحافي (أرشيف: رويترز)

أكدت أنقرة أن هناك خطوات ستعقب الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا في موسكو، وأن الرئيس رجب طيب إردوغان سيلتقي رئيس النظام السوري بشار الأسد حال توفر الشروط المناسبة. في الوقت الذي كشفت فيه مصادر عن خريطة طريق لسير عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق نوقشت في اجتماع موسكو الذي عقد الأربعاء الماضي، بحضور رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث إلى جانب وزراء الدفاع.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «كانت هناك بعض الاجتماعات بين أجهزة المخابرات ثم عقد اجتماع وزراء الدفاع، وإذا توافرت الظروف المناسبة، فإن عقد الاجتماعات بين القادة رفيعي المستوى على جدول الأعمال... قد تعقد على مستوى رئيسي البلدين».
أضاف أكار، في مقابلة مع قناة «إن تي في» الإخبارية التركية، أمس الجمعة: «خلال الاجتماع في موسكو تبادلنا وجهات نظرنا مع الجانبين الروسي والسوري، وأعربنا عن مخاوفنا الأمنية فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا... قلنا إن هدفنا الرئيس هو مكافحة الإرهاب، وإنه ليس لدينا مشاكل مع أي مجموعة عرقية أو دينية أو طائفية... وكان الاجتماع إيجابياً».
في الوقت ذاته، نقلت قناة «خبر تورك» التركية عن مصادر وصفتها بـ«الخاصة»، أن الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع ورؤساء مخابرات تركيا وروسيا وسوريا في موسكو تطرق إلى 4 عناوين رئيسة، هي: «العودة الآمنة والكريمة للاجئين، وإعادة الممتلكات لأصحابها عند عودتهم، وضمان محاكمات عادلة، واستكمال التعديلات الدستورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة».
وقالت المصادر إن مسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين في تركيا واسترداد ممتلكاتهم احتلت الأولوية خلال الاجتماع، لافتة إلى أن انعقاد الاجتماع على مستوى وزراء الدفاع، وليس على مستوى وزراء الخارجية، يتعلق بوجود قوات تركية في الداخل السوري، وعزم تركيا على تطهير المناطق المحاذية لحدودها من التنظيمات الإرهابية، على وجه الخصوص وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا.
كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد ضرورة ضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيراً إلى أن النظام السوري يرغب في عودتهم.
وقال جاويش أوغلو، خلال «اجتماع تقييم نهاية العام» لفعاليات وزارة الخارجية التركية، الخميس: «من المهم أن تتم عودة اللاجئين بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم»، مشدداً على أهمية التواصل مع النظام السوري لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، ولضمان عودة آمنة للاجئين. وأشار إلى أنه من المهم أيضاً إشراك المجتمع الدولي والأمم المتحدة في موضوع عودة اللاجئين السوريين.
أضاف جاويش أوغلو أن الخطوة التالية في خريطة الطريق للتطبيع مع نظام الأسد، بعد لقاء وزيري الدفاع، ستكون عقد اجتماع لوزيري خارجية البلدين، لكن لم يتم بعد تحديد التوقيت.
- ردود فعل
وفي سياق ردود الفعل على اجتماع موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، الذي جاء في إطار خطوات التطبيع بين أنقرة ودمشق، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تؤيد أي جهود لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، بالنظر إلى تاريخه الوحشي والقمعي ضد الشعب السوري.
وقال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل، وربيرغ، إن واشنطن على علم بالمحادثات الجارية بين نظام الأسد وتركيا وروسيا، وإن «السياسة الأميركية لم تتغير في هذا الشأن، ونشجع كل الدول على مراجعة تاريخ هذا النظام وما قام به ضد الشعب السوري على مدار 12 عاماً؛ من قمع وعنف، إضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية».
وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة بالعمل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق الحل السياسي في سوريا، وفقاً للقرار 2254، كونه الطريق الأنسب للحل.
وكان جاويش أوغلو أشار إلى أن هناك دولاً ترحب بالتقارب بين بلاده ونظام الأسد، وأن بعض داعمي وحدات حماية الشعب الكردية، مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية لا ترحب بالحوار بين أنقرة ودمشق.
بدورها، عبرت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن شكوكها إزاء اجتماع وزراء الدفاع في موسكو، ودعت إلى مواجهة ما وصفته بـ«التحالف الثلاثي» وإسقاطه.
كما أعلنت «حكومة الإنقاذ» في شمال غربي سوريا «رفضها واستنكارها لرهن مصير الثورة السورية لخدمة مصالح دولة ما أو استحقاقات سياسية تتناقض مع أهدافها»، مؤكدة أن لقاءات ومشاورات تركيا مع النظام السوري تهدد حياة الملايين من أبناء الشعب السوري.
واعتبرت حكومة الإنقاذ، في بيان أصدرته إدارة الشؤون السياسية التابعة لها، أن المحادثات التركية مع نظام الأسد تهدف إلى إحراز تقدم في ملف اللاجئين في تركيا قبل الانتخابات المقبلة من جهة، ولممارسة مزيد من الضغط على قوات «قسد» من جهة أخرى، مؤكدة أن النظام السوري لا يملك النوايا الحسنة للمشاركة بإزالة المخاوف والتهديدات الأمنية لصالح سلامة وأمن تركيا، فضلاً عن عدم قدرته على ذلك.
وخرج مئات السوريين في مدينة الباب في حلب، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، الجمعة، في مظاهرة احتجاجاً على تحركات تركيا للتطبيع مع نظام الأسد، تحت شعار: «سمع صوتك لتركيا نحن أصحاب القضية».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.